شدد الدكتور راشد أحمد بن فهد وزير البيئة والمياه بدولة الإمارات العربية المتحدة على ضرورة تعزيز العمل العربي المشترك في مجال المياه نظرًا لأهميته الاستراتيجية لدول المنطقة. ولفت راشد إلى أن الظروف الجغرافية والاقتصادية والاجتماعية والسياسية لدول العالم العربي أسهمت في تنوع الضغوط والتحديات التي تعاني منها الموارد المائية في الدول العربية التي تقع معظمها ضمن مناطق جافة وشبه جافة. وقال إن الوطن العربي يمثل عٌشر مساحة العالم، إلا أنه يحوي أقل من 1% من كل الجريان السطحي، وحوالي 2% فقط من إجمالي أمطار العالم. جاء ذلك فى الكلمة التى افتتح بها أعمال الدورة الخامسة لمجلس وزراء المياه العرب التى عقدت اليوم برئاسته بمقرالأمانة العامة للجامعة العربية. نبه بن فهد إلى أن هناك مجموعة من القواسم المشتركة التي جعلت قضية المياه تحتل مرتبة متقدمة في أولويات الدول العربية، من بينها: التزايد السكاني الذي أسهم في زيادة الطلب على المياه بصورة مطردة، مبينا أن الكثير من الدول العربية تعتمد اقتصادياتها على الزراعة التقليدية التي تستهلك حوالي 80% من موارد المياه العذبة، بالإضافة إلى تفاقم مستويات تلوث مصادر المياه العذبة، والاستنزاف الناتج عن الاستغلال المفرط للموارد المائية الطبيعية، والتوزيع غير المتكافئ للمياه، والافتقار إلى الموارد الاقتصادية والتكنولوجية الملائمة لمعالجة نقص المياه، وعدم كفاية القدرات البشرية المؤهلة لتطبيق مبادئ الإدارة المتكاملة للمياه، بالإضافة إلى حقيقة أن معظم ثلثي الموارد المائية السطحية في الدول العربية تنبع من خارج الدول العربية وما يشكله ذلك من تحدٍ لبعض دول المنطقة العربية، وتأتي تأثيرات التغير المناخي لتضيف المزيد من الضغوط إلى ذلك. أكد بن فهد أهمية الجهود التي يبذلها المجلس الوزاري العربي للمياه لوضع رؤية مائية عربية شاملة وإقرار استراتيجية مائية مشتركة للأمن المائي في المنطقة العربية، وتنفيذ مشروع الإدارة المتكاملة للموارد المائية لمواجهة التحديات والمتطلبات المستقبلية للتنمية المستدامة وذلك حسب تكليفات القمم العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية. كما شدد على أنها تكتسب أهمية بالغة، خاصة أن الضغوط مرشحة للتفاقم إذا لم يتم وضع حلول جذرية ومبتكرة لها في إطار رؤية واضحة ترتكز على أكبر قدر من التعاون بين الدول العربية.