كشفت مصادر دبلوماسية عربية بالقاهرة عن جانب من أسرار وملابسات التقارب بين وجهتي نظر واشنطنوموسكو حيال الأزمة السورية، والتي أفضت إلى اتفاق الطرفين علي عقد مؤتمر دولي للتوصل إلي حل للأزمة. وأضافت المصادر ل"بوابة الأهرام" عن أسرار التراجعات بالموقف الأمريكي حيال نظام الأسد، والذي كان يصر علي رفض الابقاء عليه أو مشاركته كجزء من الحل السياسي، وكذا تلويح الرئيس الأمريكي مرارًا بإمكانية اللجوء إلي الحل العسكري ضمن الخيارات المطروحة؛ لإيجاد نهاية لهذه الأزمة، التي جاوزت ال27 شهرًا منذ اندلاعها في مارس 2011. وأكدت المصادر أن المخاوف المشتركة من نمو نفوذ جماعة النصرة في سورية، وسيطرة الجهاديين علي الأوضاع بها كان الدافع الرئيسي وراء هذا الاتفاق، خصوصًا أن جماعة النصرة هي التي باتت تتخذ موقفًا متشددًا رافضًا لوجود النظام، وتقف وراء عمليات الجيش السوري الحر. ونوهت إلي أن مصالح مشتركة لكل من روسيا وأمريكا بمستقبل الدولة السورية، حيث ترفض الأولي الخروج من المنطقة، باعتبار أن دمشق تمثل نقطة تمركزها الباقية بها، فيما تقرأ الولاياتالمتحدة الأوراق، وكذا الاحتمالات إذا ما سمحت بسقوط نظام الأسد. وتري المصادر أن واشنطن باتت علي قناعة "نجحت روسيا في إيصالها إليها" بأن سقوط الأسد سينطوي حتما على تهديد مؤكد لمصالح حليفتها إسرائيل، وربما لأمن واستقرار الدولة العبرية، بالنظر إلى العلاقة التي ستنشأ آجلا أو عاجلًا بين الجهاديين السوريين، وجماعات أخرى قريبة منهم بالمنطقة. وكانت الولاياتالمتحدة وقوى غربية قد أدرجت جماعة النصرة في سورية علي لائحة المنظمات الإرهابية التي يتعين محاربتها ومحاصرتها وتجفيف مواردها، في إطار الحرب التي تشنها ضد الإرهاب منذ أحداث سبتمبر 2001. وكانت الأزمة السورية مسار خلاف وتباين كبير بين وجهتي نظر الدولتين الكبيرتين، غير أن لقاء وزيري خارجيتهما في موسكو أثمر عن اتفاق مفاجئ وتحول في وجهة النظر الأمريكي، مما أثار علامات استفهام عن مغزي التراجع الأمريكي الكبير حيال هذه الأزمة، والكثير من مواقفها باتجاه الاقتراب من وجهة النظر الروسية، وهو ما أطال عمر نظام الأسد بعد ضربات موجعة تلقاها من المعارضة كادت تطيح به.