قال الرئس اللبنانى الأسبق أمين الجميل: إن لبنان يعيش الآن مرحلة انقلاب زاحف بواسطة العنف السياسى وتهديد السلاح، وأشار فى لقاء مع عدد من الصحفيين والباحثين بمؤسسة الأهرام إلى أن هذا الانقلاب ستكون نتيجته تكليف رئيس حكومة رغما عن قوى الأغلبية "14 آذار" وفى لهجة حادة أكد الجميل أننا "لسنا نعاج" وسندافع عن السلام وسنقف ضد السلطة المعسكرة لكنه شدد على أن قوى 14 آذار لا تستعد للحرب بل ستستخدم كل الوسائل السلمية لمقاومة هذا الانقلاب الذى توقع فشله وبالنسبة للعلاقة مع سوريا قال الجميل :إن دمشق تريد الحل على مقاسها ولا تريد دورا لمصر فى التفاهمات الخاصة بلبنان رغم أننا نريد أن تلعب مصر الدور الذى يليق بها فى لبنان لأنها لاتريد الا مصلحة لبنان والشعب اللبنانى. وحول مسألة سلاح حزب الله قال الجميل :إن حجة حزب الله فى الاحتفاظ بالسلاح سقطت عام 2000 بعد انسحاب إسرائيل من جنوب لبنان وشدد على أن مزارع شبعا هى أراضى خاضعة للسيادة السورية وليست لبنانية وفقا للوثائق والقوانين الدولية وكشف عن أن لبنان طالب سوريا مرارا بامدادها بالوثائق القانونية التي تثبت تبعية مزارع شبعا للبنان. وعن سر التحول المفاجىء فى مواقف الزعيم الدرزى وليد جنبلاط قال الجميل :إن التغيير فى مواقف جنبلاط وانشقاقه عن قوى 14 'آذار بدأ عام 2008 بعد اجتياح قوات حزب الله لشوارع بيروت وتهديده بالسيطرة على قصر المختارة فى منطقة الشوف بجبل لبنان والذى يقيم فيه ولم يستطع الجيش اللبنانى أن يحميه آنذاك. وردا عن سؤال حول مصير المحكمة الدولية فى ضوء المتغيرات الأخيرة قال :إن المحكمة الدولية ليست خيارا لبنانيا لأنها شكلت بموجب البند السابع من ميثاق الأممالمتحدة ومجلس الأمن ولا يمكن لأحد فى لبنان أن يتدخل فى عملها. أضاف الجميل أن وجود المحكمة حتمى لأمن لبنان وضمان استقراره السياسي وعدم وقوع جرائم اغتيال للسياسيين اللبنانيين. واعترف الجميل بارتكاب قوى الأكثرية العديد من الأخطاء إلا أنه قال: إن تصحيح هذه الأخطاء يتم من خلال الأطر السياسية خاصة فى مجلس النواب وليس فى الشارع عن طريق السلاح والتهديد. وشدد الجميل على أن العالم العربى فى حاجة لإعادة طرح مشاكله السياسية والاجتماعية والعقائدية بشكل يتناسب مع طبيعة شعوبه" وأضاف قائلا "لانريد أيديولوجيات معلبة داعيا إلى التحرر من رواسب الماضى وحالة التخبط التى يعيشها العالم العربي أخيرا". وأشاد الرئيس اللبنانى الأسبق بالدور التنويرى الذى لعبته مؤسسة الأهرام على مدى تاريخها فى مصر والعالم العربي وأنه يشعر بالفخر لانتمائه إلى عائلة الجميل التى كان أحد رموزها أنطون الجميل رئيسا لتحرير الأهرام من عام 1933 حتى 1948. من جانبه أكد الدكتور عبد المنعم سعيد رئيس مجلس إدارة مؤسسة الأهرام أن لبنان يعيش الآن مرحلة دقيقة وحاسمة فى تاريخه وأن قضاياه على رأس الأجندة العربية وشدد على العلاقات الوثيقة بين مصر ولبنان وبين الأهرام ولبنان خاصة آل الجميل.