حذر خبيران في الأمن ومكافحة الإرهاب من خطورة التفاوض مع خاطفي الجنود في سيناء وقالا إن احتمالات الفشل في عملية تحريرهم لاتتجاوز 20% وحذرا من أن الإرهابيين في سيناء قد ينقلون نشاطهم إلى مدن أخرى. فقد حذر اللواء محمد صادق الخبير الأمنى ومساعد وزير الداخلية السابق - في تصريحات خاصة ل"بوابة الأهرام" - من استدراج الجيش إلى متاهات وويلات خوض حرب مع المجموعات المسلحة فى سيناء ،وأن هذا قد يكون فخا للجيش، مشددا على أن هذا هدف واضح للقوى الخارجية من مثل هذه العمليات للنيل من الجيش النظامى الوحيد المتماسك فى المنطقة حاليا، ولذا فإن الشرطة لابد أن تكون رأس السهم المتقدم فى التعامل مع الأزمة الحالية بدعم من القوات المسلحة. ورفض صادق محاولات البعض للتقليل من قدرات الشرطة على المواجهة فقد تمكنت من مواجهة الإرهاب فى ذروته فى فترة التسعينيات بحرفية، موضحا أنه برغم أن سيناء أكثر خطورة ووعورة فإن الشرطة المصرية والأمن المركزى والأمن الوطنى قادر على خوض المعركة. واستنكر صادق التقارير الإعلامية التى تحاول إثارة البلبلة ورسم صورة فحواها تصدع وتباين أجهزة الدولة فى التعامل مع الأزمة ومحاولة دفعهم لاتخاذ موقف متسرع ، مؤكدا أنه يرفع القبعة لأجهزة الدولة ولقياداتها وللقوات المسلحة لما نشهده من التأنى والتروى فى التعامل مع الموقف مما يعكس وعيا وإدراكا بالمخاطر المحيطة والمخططات المرسومة. من جهته أشار الدكتور إيهاب يوسف الخبير فى مكافحة الإرهاب وتسليم المجرمين ورئيس "جمعية الشرطة الشعب" في تصريحاته ل"بوابة الأهرام"إلى أن الشواهد على الأرض من خطف جنود ومهاجمة معسكرات الأمن المركزى تشير إلى غياب أو عدم فعالية خطة تأمين الجنود على أرض سيناء ، مشددا على ضرورة اتخاذ قرار سيادى بعدم التفاوض مع هؤلاء الخاطفين لعدم تكرار مثل هذه العمليات مستقبلا وضرورة التعامل بحسم أيا كانت التضحيات . ولفت يوسف إلى أننا نرجو أن ينجو أبناؤنا جميعا، وبرغم أن العرف الأمنى استقر على وجود نسبة لاحتمالية فشل عمليات تحرير الرهائن تقدر ب 20% إلا أنه فى عملية تحرير الرهائن بالجزائر مؤخراعلى سبيل المثال، فإن الفشل كان بنسبة 100% وانتهت بمقتل 23 رهينة و32 مسلحا، وبالتالى فإنه من الوارد أن تكون هناك (تضحيات) فى أثناء عملية تحرير الرهائن سواء فى الرهائن من الجنود المختطفين أو فى القوات القائمة بعملية التحرير. وشدد على أنه لكى تكون مثل هذه التضحيات ذات قيمة فلابد أن يوازيها قرار سيادى ب (تطهير سيناء بالكامل من الإرهابيين). وطالب يوسف الشعب المصرى بمساندة هذا القرار أيا كانت التضحيات وأن يعلم أننا باتخاذنا هذا القرار سنمر بمنعطف إرهابى سيأخذ وقتا من الزمن وعليه فيجب أن يساند الشعب الشرطة والجيش إما معنويا ونفسيا وإما لوجستيا بتقديم أى معلومات تساعدهم فى مهمتهم. وتوقع يوسف أن الضغط على الإرهابيين فى سيناء قد يدفعهم إلى نقل مسرح عملياتهم إلى داخل بعض المحافظات والمدن ، وهو ما يجب ألا يدفعنا لليأس أو التخاذل عن الهدف الرئيسى وأن يعمل الإعلام وعقلاء المجتمع على توضيحه للناس بدلا من الرؤية السطحية لقشور الأمور والتى لا تصح مع أمر بهذه الخطورة أو جعل ذلك محلا لتصفية الحسابات السياسية المسيطرة على الساحة حاليا فمصر فوق الجميع.