وصف جبالي المراغي، رئيس اتحاد عمال مصر، تغيير قانون العمل بأنه "مجحف"، مؤكدا أن توفير تأمين صحي متكامل للعمالة المصرية سيكون على أولوية المطالب التي ستعرض على الرئيس الدكتور محمد مرسي، في عيد العمال. وأوضح في حواره مع "بوابة الأهرام"، أن قانون العمل أعطى الفرصة لصاحب العمل أن يفصل العامل فصلا تعسفيا دون أن يكون للعامل أي حقوق، مما ترتب عليه فصل 35 ألف عامل من عمله مما زاد من حجم البطالة في مصر. وأكد جبالي في حواره أنه يفتح ذراعيه للنقابات المستقلة، للاندماج في الاتحاد العام، مشيرا إلى أن كل من يطالب بحقوق العمال فهو قيادة نقابية لها كل التقدير والاحترام، موضحا أننا كلنا نعمل تحت راية واحدة.. وفيما يلي نص الحوار: - ماذا سيقدم الاتحاد لعماله في عيدهم وهل سيختلف عن الأعياد السابقة؟ بكل تأكيد هذا العيد سيكون مختلفا عن سابقه، لأن اتحاد العمال سيقدم أولا لمؤسسة الرئاسة مطالب ومشاكل العمال مع شرحها من قبل مجلس إدارة الاتحاد، مع رئيس الوزراء هشام قنديل، ثانيا سيتم طرح هذه المشاكل في دعوتنا للرئيس محمد مرسي رئيس الجمهورية أمام عمال مصر أنفسهم وأمام العالم كله على الهواء مباشرة، فهذا العيد ليس للهتافات والتصفيق، ولكنه لتقديم حلول لمشاكل العمال حتى يتثنى لعمال مصر القيام بالواجبات المطلوبة منهم. - ما هي أهم المشاكل التي سيتم طرحها؟ تغيير القوانين، والتي تشمل قانون العمل "المجحف للعامل"، والتأمينات، والتأمين الصحي، والحريات النقابية، والقانون رقم 47 فهو على سبيل المثال يعطي علاوة لوكيل الوزارة مقدارها 6.25 ( ستة جنيهات وربع)، كل هذه القوانين يجب تغييرها بشكل كامل. - أي القوانين التي يضعها الاتحاد في أولوية الطلب والتنفيذ؟ توفير قانون للتأمين الصحي الشامل، وتغيير قانون العمل المجحف للعامل، فهو الذي أعطي لصاحب العمل حق الفصل التعسفي للعامل، وعند حصول العامل على حكم من المحكمة، فصاحب العمل لا ينفذ هذا الحكم وتكون غرامة عدم تنفيذ الحكم 100 جنيه، ولدينا 35 ألف عامل مفصول، وخاطبنا رئاسة الدولة أكثر من مرة التي قالت في هذا الأمر أن يعود العامل لعمله أو ايجاد بديل للعامل. مندوب البوابة أثناء حواره مع جبالي المراغي رئيس اتحاد عمال مصر - وماذا عن المشاكل التي تمس العملية الانتاجية والصناعية كالغزل والنسيج وغيرها؟ بالفعل سنطرح ضمن المشاكل مشكلة الغزل والنسيج، حتى توفر الحكومة لنا حلا؛ بحيث تسمح وزارة الزراعة بتوفير وزراعة القطن قصير التيلة وعدم إغراق الأسواق بالغزل المستورد من الصين، وننظر للتجربة الهندية في هذه الصناعة، ولو اهتمت الحكومة بالغزل والنسيج سوف يستوعب أكثر من 4 مليون عامل. - ومشاكل النقابات الأخري ماذا عنها؟ ستقوم كل نقابة بعرض مشاكلها عرضا وافيا لمؤسسة الرئاسة حتى تكون الرؤية واضحة تمام ومباشرة. - كان لكم مواقف مشرفة الفترة الماضية تجاه عدة قضايا واجهها الاتحاد نذكر منها اضراب سائقو القطارات وتدخلكم المباشر لحل الأزمة.. لماذا لا يكون هناك دائما تدخلا مباشرا لحل باقي المشكلات واخمادها؟ جميع المطالب الفئوية نتدخل فيها تدخلا مباشرا، ولكننا نعمل على إخماد المشاكل في صمت دون إحداث ضجة اعلامية، ولكن موضوع إضراب سائقو السكة الحديد كان واضح للشعب المصري، وكان مسلط عليه الأضواء، لذلك ظهر تدخل اتحاد العمال المباشر لحل الأزمة، فنحن وزملائي من مجلس إدارة الاتحاد نتحرك دائما بشكل مباشر لحل أي أزمة قبل اشتعالها. - ماذا عن العمالة غير المنتظمة في مصر كيف ستتعاملون مع هذا الملف؟ نريد تغيير القانون نفسه، فمثلا قانون التأمين الصحي وقانون العمل يخصا العمالة غير المنتظمة، وهم لديهم نقاباتهم المختلفة بالاتحاد التي ترعاهم وتحرص على تحقيق مصالحهم؛ مثل التجاريين والبناء والأخشاب والخدمات الإدارية والزراعة، ولدينا من النقابات المهنية للعمالة غير المنتظمة كثير. - كان لكم رأي بضرورة توحيد العمل النقابي تحت راية نقابية واحدة وأنت في مؤتمر العمل العربي بالجزائر، كيف تري ذلك مع النقابات المستقلة؟ وما رأيك في فكرة الاندماج؟ افتح ذراعي لكل الناس، واتحاد العمال بيت لكل عمال مصر، الذين يمثلون أكثر من ثلث سكان مصر، والاتحاد فاتح أبوابه لجميع عمال مصر الذي يصل عددهم لأكثر من 26 مليون عامل، وبالنسبة للنقابات المستقلة أقول أنه لا يوجد حاجة اسمها "نقابات مستقلة"، ليس استنكارا، ولكن كلنا في خندق واحد، وكل من يطالب بحقوق العمال فهو قيادة نقابية وله كل التقدير والاحترام، وليس عندي مشكلة في دمج الاتحادين إن أرادوا ذلك، وإذا لم يريدوا فنحن نمد أيدينا للتعاون لاكتساب حقوق العمال. - هل نستطيع أن نفعل ذلك في رسالة للنقابات المستقلة؟ نعم أرسلنا لهم أكثر من رسالة من قبل اتحاد العمال، وفي أكثر من لقاء اعلامي وحوار صحفي، وقلنا لهم نحن نرحب بأي شكل من أشكال التعاون. - كيف تقيّم دور اتحاد العمال في هذه الفترة العصيبة التي تمر بها البلاد، خاصة وأن هناك من يقول أنه تابع للسلطة؟ دور اتحاد العمال قوي جدا، ولن نسمح لأحد أن يقلل من قوته أو قوة أعضائه، وأن لا يكون تابع للسلطة أو الحكومة، ولكن قوته في أن يكون تابعا لعماله فقط، و"لن نبكي على اللبن المسكوب"، علينا أن نعمل ولا ننظر للسلبيات، ولكننا نركز مع الإيجابيات. - ما هي الرسالة التي توجهها للعمال في عيدهم؟ أقول لهم كل سنة وانتم طيبين، وشدوا حيلكم وتعاملوا مع عملية الانتاج، وعلينا أن نساعد مصر كما ساعدناها في السابق، فالعمال أنجحوا ثورة 23 يوليو، ولابد أن يعملوا على إنجاح ثورة 25 يناير، وأرجو من عمال مصر أن يتحدوا وألا يتفرقوا، وأن يرفعوا اقتصاد مصر، لأنهم هم عماد الدولة وعمودها الفقري.