تحتفل مصر اليوم بعيد العمال وسط تفاءل كبير من القيادات العمالية والمسئولين عن قطاع العمل والعمال بالمرحلة القادمة خاصة أن المرحلة الانتقالية أوشكت علي النهاية وسيختار المصريين رئيسهم والعمال بالطبع قوة حاشدة قادرة علي حسم الانتخابات لصالح مرشح بعينه بعد انحسار الصراع بين المشير عبد الفتاح السيسي وحمدين صباحي .. العمال يدخلون الاحتفالات بأعيادهم ولديهم العديد من المطالب التي ينتظروا أن يجدوا لها قرارات من حكومة المهندس إبراهيم محلب مثل الحد الأدنى للأجر وعودة المفصولين وإعادة تشغيل المصانع المتعثرة وتعديل قوانين العمل والعمال خاصة بعد الاستجابة التاريخية للعمال لمبادرة رئيس الوزراء بمنح الحكومة هدنة من الإضرابات وهو الأمر الذي لاحظناه جميعاً في العديد من مواقع العمل كثيرة الإضراب والتي خفت لديها موجة الغضب واستجابة لمطالب عودة عجلة الإنتاج واستقرار الأوضاع الاقتصادية داخل البلاد.. الأخبار حرصت في هذه المناسبة أن تلتقي جبالي المراغي رئيس الاتحاد العام لنقابات عمال مصر للتعرف علي مشاكل الإتحاد ومطالبهم ورؤيته لهذه المشاكل وكيفية الخروج منها.. وإلي تفاصيل الحوار في البداية كيف تري احتفال هذا العام؟ الاحتفال بعيد العمال يأتي هذا العام ومصر تعيش مرحلة انتقالية هامة لإرساء قواعد الديمقراطية والحرية والعدالة .. فالعمال شركاء أساسيون في تنفيذ برامج خارطة الطريق لمستقبل مصر وقد شاركوا بفاعلية في إقرار الدستور الذي تضمن 45 مادة تحمي وتحافظ علي حقوق العمال الذين هم الشريحة الأكبر في المجتمع. أذن كيف يري جبالي المراغي رئيس الاتحاد مستقبل عمال مصر؟ نحن متفائلون بإذن الله .خاصة وأن عمال مصر يدركون دائما بحسهم الوطني أهمية المرحلة التي نعيشها فقد أعلنوا جميعا تأييدهم ومشاركتهم في ثورتي 25 يناير و30 يونيه ويتطلعون إلي التطبيق الأمثل لمبادئ الثورتين وذلك من خلال حشدهم للمشاركة في انتخاب رئيس مصر القادم. أعلنتم في الجمعية العمومية للاتحاد بأن مرشح عمال مصر لرئاسة الجمهورية هو "القوي الأمين" في إشارة إلي عبد الفتاح السيسي .. فما هي الإجراءات التي أخذت لدعم المشير؟ أنا شخصيا سوف أنتخب السيسي ولكل عامل الحرية في اختيار مرشح الرئاسة الذي يراه يحقق طموحاته بكل حرية مطلقة .. ولابد أن أؤكد أن عمال مصر يدركون بحسهم الوطني أن تكون مصلحتهم التي هي جزء من مصلحة الوطن .. وهم أيضا يدركون بأهمية دورهم الوطني في البناء والتقدم ونحن نطالبهم ونقف بجانبهم ببذل الجهد والعرق حتى تخرج مصر من أزمتها الاقتصادية ما هي أهم المشكلات التي يعاني منها العمال وكيف تتوقف الإضرابات العمالية؟ المشكلات بين العمال والإدارة قائمة ومستمرة طالما آلية تطبيق القوانين والتشريعات العمالية معطلة ومن أجل هذا نطالب دائما بتفعيل الحوار الاجتماعي بين أطراف العمل الثلاث "العمال وأصحاب الأعمال والحكومة" وطالبنا بمناسبة الاحتفال بعيد العمال إقامة ميثاق شرف للحوار الاجتماعي بين طرفي العمل وبرعاية الحكومة يتم بموجبه حل النزاعات الناشئة بين العمال وإدارات المنشآت الإنتاجية بالحوار والتفاوض قبل إحالة المستعصي منها للقضاء . بمناسبة القضاء .. قدمت الدكتور ناهد عشري وزير القوي العاملة والهجرة مشروع قانون بإنشاء محاكم عمالية للفصل في النزاعات القائمة بين العامل وصاحب العمل .. تري ما جدوي هذا القانون؟ أعتقد أن هذا القانون جاء في وقته تماماً حيث سيؤدي لسرعة الفصل في النزاعات التي تنشئ بين العمال وأصحاب الأعمال وتخصيص دوائر عمالية سيؤدي لمزيد من إستقرار العمال ونحن نرحب بهذا القانون وننتظر طرحه للحوار المجتمعي ما هي أسباب غلق الكثير من المصانع في الآونة الأخيرة ؟ لا شك أن الأحداث التي عشناها بعد ثورة 25 يناير كان لها تأثير سلبي علي منظومة العمل والحياة المعيشية وتعرض الاقتصاد لهزات أثرت بالضرورة علي آليات التشغيل في المصانع مما اضطر أصحابها إلي اللجوء للغلق أو التشغيل الجزئي وانعكس ذلك إلي تعرض نحو 25 ألف عامل للفصل .. ونحن نطالب الحكومة بوضع آلية وبرامج عاجلة لإعادة تشغيل هذه المصانع المغلقة التي بلغت نحو 4 آلاف مصنع في المدن الجديدة وأن تشغيلها يحتاج إلي منح أصحابها تيسيرات في توفير الخامات وسداد التزاماتهم للدولة. ماذا تعني زيارات المهندس إبراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء للشركات الصناعية؟ نحن سعداء بأداء المهندس إبراهيم محلب رئيس الوزراء خاصة الزيارات الميدانية التي يقوم بها للمصانع ولقاءاته مع العمال لمعرفة مشاكلهم واهتماماتهم خاصة زيارته لشركة الغزل والنسيج بالمحلة الكبرى وزيارته لشركة الحديد والصلب بحلوان والتي قرر فيها ضخ 50 مليون دولار لشراء الفحم اللازم لتشغيل أفران الحديد. ونحن سعداء أيضا بقرار رئيس الحكومة بشأن عدم بيع أي منشاة قطاع أعمال عام وفي هذا التوجه نطالب الحكومة بتنفيذ الأحكام القضائية الصادرة بعودة شركات كتان طنطا وغزل شبين الكوم وعمر أفندي وخليج الأقطان والمراجل البخارية إلي ملكية الدولة وإعادة تشغيلها فوراً خاصة وأن هذه الشركات خلفت عمالة فنية نادرة. هل هذه الزيارات ساعدت في تهدئة العمال؟ هي بالتأكيد أثرت بالإيجاب وبالقبول على العمال ورفعت من الروح المعنوية لعمال مصر وشعروا بأن هناك مسئول في الدول يشعر بهم ويتحدث معهم فكانت ايجابية بكل المقاييس وأتمنى أن تكرر من قبل المسئولين. ما هي رؤية الإتحاد في مشروع قانون الحريات النقابية الذي أعده وزير القوي العاملة والهجرة السابق كمال أبو عيطه؟ نحن مع الحريات النقابية والتي تمارس حالياً من خلال إختيار العامل للمنظمة النقابية التي ينتمي إليها من عدمه .. ولكننا نرفض التعددية النقابية داخل منشآت العمل الواحدة حتى لا يتحول العمل والإنتاج إلي فوضي وأن مصالح العمال ستصبح شتات وضياع. ما هي أهم مطالب العمال في الفترة المقبلة؟ مطالب العمال معروفة ومحددة وهي حد أدنى عادل للأجر بالقطاعيين العام والخاص - التأمين الصحي الشامل الحقيقي- عودة المصانع المغلقة- تنفيذ أحكام القضاء النهائية بعودة المصانع المغلقة والعمال المفصولين- ضخ استثمارات وهيكلة المصانع. ومتى يعود المفصولين إلى العمل؟ في البداية يتم حصر أعداد المفصولين من المنشآت وتحديد أسباب الفصل وتقسيمهم إلي فئات ومجموعات حيث يوجد البعض منهم حصل علي أحكام قضائية بعودته لعمله والبعض الآخر ينتظر قرار المحكمة ومنهم من لم يستطيع إثبات حقه فكل هذه العوامل أدت لتأخير إتخاذ جادة وفاعلة نحو عودتهم مرة أخري. بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير خرجت الأصوات التي تنادي بضرورة التخلص من اتحاد عمال مصر نظراً لعلاقته السيئة بالنظام وقتها فهل إستعاد الاتحاد ريادته؟ دور الاتحاد تاريخي وطني منذ اليوم الأول لنشأته ولكن ما حدث بعد ثورة يناير المجيدة هي محاولة من الدخلاء ومن يريدون هدم الدولة المصرية ونشر الفوضى الخلاقة للسيطرة علي الاتحاد نظراً لعلمهم بمدي أهمية هذا الكيان في المجتمع فمن كان ينادي بإسقاط الاتحاد كان يهدف تمزيق الوطن أرباً ولكن نستطيع القول الآن أن الاتحاد نجح في أن يتخلص من كافة الدخلاء الذين دخلوه سواء إخوان أو أشخاص من خارج الوسط العمالي جاءوا بقرارات من وزراء عمل سابقيين وبدأ الاتحاد يمارس دوره الطبيعي في حل مشاكل العمال والتواجد وسطهم للتعرف علي أزماتهم أولاً بأول. هل وجود عدد كبير من الاتحادات المستقلة يهدد كيان اتحاد عمال مصر؟ النقابات المستقلة لا تهدد اتحاد العمال مصر إطلاقاً خاصة أننا تنظيم له مكانته وشعبيته وسط العمال ولكن هذه الكيانات الصغيرة أضراراها وتأثيرها يهدد اقتصاد مصر بسبب التعددية بالمنشآت والتي تضر بالمصلحة العامة وتضر بالاقتصاد المصري والحل لابد أن يكون هناك قانون تنظيم لهذه النقابات يسمح بوجود نقابات مستقلة علي مستوي النقابات العامة الاتحادات العمالية وإستبعاد التعددية في المنشآت. أين دور الاتحاد علي المستوي السياسي.. ولماذا يعلو فوق صوته صوت جميع الأحزاب والتيارات السياسية؟ لدينا عرف سائد داخل الاتحاد أن الجميع يخلع عبائته الحزبية علي باب الاتحاد ولا صوت يعلو فوق صوت العمال النقابي وخدمة العمال .. خاصة أن الأجواء الحالية لا تساعد ولا تشجع علي الدخول في العمل السياسي لانها ستتسبب في شق الصف العمالي فالعمل السياسي مفسدة للنقابيين قطاع الغزل والنسيج من أكثر القطاعات تضررا خلال السنوات الماضية.. فما هو التحرك المقبل للاتحاد لإعادة الصناعة إلي سابق عهدها؟ هناك مذكرة تم إعدادها من قبل النقابة العامة للعاملين بالغزل والنسيج برئاسة عبد الفتاح إبراهيم تتضمن كافة مشاكل قطاع الغزل والنسيج في مصر وكيفية الخروج من هذه الأزمة وهذه المذكرة ستكون علي مكتب المهندس إبراهيم مجلب رئيس مجلس الوزراء والمستشار عدلي منصور رئيس الجمهورية قبل الإحتفال بعيد العمال. تري هل استجاب عمال مصر للدعوة التي أطلقها المهندس إبراهيم محلب بهدنة لوقف الإضرابات حتى يستعيد الاقتصاد عافيته؟ أعتقد أن العمال لديهم حس وطني عالي بدليل انخفاض حدة الإضرابات كثيراً خلال الفترة الماضية مقارنة بالفترة الأخيرة لوجود حكومة الدكتور حازم الببلاوي رئيس الوزراء السابق .