لن نسمح لأي قوي سياسية أو حزبية أو دينية بالسيطرة علي اتحاد عمال مصر- بتلك الكلمات بدأ جبالي المراغي رئيس الاتحاد العام لنقابات عمال مصر حواره مع الأهرام بمناسبة عيد العمال, مؤكدا استقلالية الاتحاد وأنه ليس تابعا لسلطة أو حكومة وأن هدفه الرئيسي هو الدفاع عن مصالح العمال, معلنا أنه مع الحريات النقابية وضد تدخل السلطة في شئونه. طرحنا العديد من التساؤلات علي رئيس الاتحاد حول دور الاتحاد والأوضاع العمالية وحالة الاحتقان التي يمر بها الشارع العمالي نتيجة الاضرابات والاعتصامات وتوقف المصانع وفصل العمال فكانت إجاباته كالتالي: في البداية كيف تلخص الواقع العمالي خلال المرحلة الحالية بعد عامين علي الثورة ؟ الواقع العمالي الحالي يحكمه كثير من الشوائب ويحتاج إلي معادلة صعبة لإعادة الاستقرار له من خلال تبني سياسات واقعية للحوار تشمل جميع الأطراف العمالية علي أن يبدي كل طرف استعداده لأن يقدم طرحا حقيقيا يؤدي إلي تذليل جميع العقبات التي تعترض استقرار القطاعات العمالية التي تعاني مشكلات كثيرة في مقدمتها توقف المصانع التي زادت أعدادها بشكل غير مسبوق خلال العامين السابقين, بجانب ارتفاع أعداد حالات الاستغناء عن العمال. وماذا سيفعل الاتحاد لبحث هذه المشكلة ؟ تقرر تشكيل لجنة من مجلس الإدارة لتجهيز تقرير شامل لعرضه علي رئيس الجمهورية في احتفالية عيد العمال تتضمن مشاكل عمال مصر وأوضاع المصانع وآليات التحرك لإعادة تشغيلها والحفاظ علي حقوق العمال مطالبا الحكومة بأن تتبني مثياق شرف بين ممثلي العمال ورجال الأعمال يضمن حقوق كلا الطرفين والجدية في حل مشكلات العمال. هل تري أن الاتحاد بعد اعادة تشكيله يسير في الاتجاه الصحيح حاليا ؟ بالطبع ولهذا طلبت من الأعضاء أن أي قيادي نقابي عند دخوله التنظيم النقابي يقوم بخلع ردائه الحزبي ويكون نقابيا فقط لا غير معلنا رفضه التدخل أو الفكر أو الانتماء السياسي, لافتا إلي أنه لأول مرة يضم مجلس إدارة اتحاد العمال اثنين من الأقباط تم اختيارهما من قبل نقابتهما العامة, وأن الاتحاد ليس له دخل أو علاقة بالإخوان أو ما يسمي الأخونة, وبعيد كل البعد عن المهاترات السياسية. كيف تدخل الاتحاد في الأزمات العمالية الأخيرة ؟ الاتحاد في هذه المرحلة وسط العمال بشكل حقيقي في كل موقع ونسعي لأن نؤكد أن الاتحاد هو بيت العمال ومفتوح لهم في كل وقت مادام لهم مطلب, وقد تمكنا بالحوار خلال الأسابيع الماضية من إنهاء مشكلة إضراب سائقي القطارات وتم استئناف العمل من خلال الحوار الذي نسعي لترسيخه في العلاقات العمالية, كما تبني الاتحاد أزمة عمال شركة إيديال استاندرد, ويدور حاليا حوار لانهاء الأزمة بين العمال والإدارة. ماذا سيحمل عيد العمال هذا العام لعمال مصر ؟ علي العمال أن ينسوا ما كان يحدث في عيد العمال قبل ذلك مثل المنحة ياريس, فالأهم في ذلك التوقيت هو وضع حد أدني للأجور يسهم في تحسين مستوي المعيشة لهم واننا ذاهبون لعيد العمال ليس من أجل التصفيق للرئيس وإنما لنا مطالب سنعرضها بمنتهي الشفافية والعقلانية سعيا للبحث لها عن حلول فالعمال يعانون ولديهم مشاكل كثيرة وتحتاج الي تدخل سريع من أجل انقاذ الشركات والمصانع من التوقف واستمرار دوران عجلة الإنتاج التي تأثرت سلبا خلال الفترة الماضية, مؤكدا أن الاتحاد يتلاحم مع مشكلات العمال ويسعي لحلها من خلال النقابات العامة. كيف تري المرحلة المقبلة من الدورة النقابية التي تم مدها3 مرات لعام ونصف عام؟ أنا ضد مد الدورة النقابية أكثر من ذلك والاتحاد مستعد لإجراء الانتخابات العمالية في أي وقت مادام قد حدث توافق علي ذلك لأن إجراءها سيؤدي إلي تهدئة الأوضاع داخل المنشآت وسيكون للعامل الحق في اختيار من يمثله, مشيرا إلي أن الاتحاد وضع رؤية شاملة واقتراح مشروع قانون يؤكد أن الحريات النقابية حق أصيل بعد الثورة مطالبا بإجراء الانتخابات بأقصي سرعة. وكيف تري قانون الحريات النقابية الذي ناقشتة لجنة القوي العاملة في مجلس الشعب المنحل؟ يؤكد أن لدينا10 ملاحظات علي مشروع قانون الحريات النقابية ولكنه معترض علي أن يشمل أي قانون للنقابات العمالية نقابات أصحاب الأعمال, مفضلا وضع قانون يشمل أصحاب الأعمال بعيدا عن قانون النقابات العمالية, مؤكدا أن اتحاد العمال ظلم كثيرا, داعيا الجميع للتواصل مع الاتحاد ليشهدوا التغييرات التي طرأت علي سياسته, مبديا استعداده أن يكون هناك إشراف قضائي كامل علي الانتخابات العمالية عند إجرائها, مشيرا إلي أنه يري إجراء الانتخابات المقبلة وفقا لإعادة صياغة قانون النقابات الحالي رقم35 لسنة76, متضمنا ملاحظات منظمة العمل الدولية. ومشددا علي أن تكون هناك آلية جديدة تحقق الرقابة الذاتية ماليا وإداريا علي كل جوانب نشاط النقابات داخل الاتحاد. وماذا عن النقابات الموجودة حاليا ؟ تؤكد نصوص المشروع أن للعمال دون تمييز الحق دون اذن في تكوين منظمات نقابية كما تحتفظ المنظمات النقابية العمالية السابق تشكيلها بشخصيتها المعنوية ويقوم البنيان النقابي علي شكل هرمي من اللجان النقابية والنقابات والاتحاد العام لنقابات العمال, وأنه للعاملين بكل منشأة يعمل بها100 عامل أو أكثر ان يتجمعوا ويتحدوا في تشكيل لجنة نقابية للمنشأة وللعاملين بالمنشآت الذين يقل عددهم عن مائة عامل وللعمالة غير المنتظمة من ذوي الحرف أن يتجمعوا ويشكلوا لجنة نقابية مهنية علي مستوي المدينة أو المحافظة وتكون مدة الدورة النقابية العمالية أربع سنوات ميلادية ولا يجوز لصاحب العمل أو من يمثله اتخاذ إجراء من شأنه تعطيل ممارسة الأنشطة النقابية العمالية. وما أهم مقترحات الاتحاد لتطوير قانون التأمين الاجتماعي؟ التعديلات المقترحة من الاتحاد تشمل19 مادة أن ينص القانون علي زيادة تلقائية سنوية في المعاشات بالإضافة إلي المساواة مع ما يحصل عليه العاملون من علاوات اجتماعية تماشيا مع الزيادة المضطردة في الأسعار وحجم التضخم مطالبا برفع الحد الأدني لأجر الاشتراك عن كامل الأجر الأساسي والمتغير بما يتيح زيادة في المعاش دون حد أقصي, والنص علي زيادة الاشتراك من الأجر المتغير ليصل إلي21 ألفا و600 جنيه سنويا بما يحقق المساواة بين فئات المؤمن عليهم وفقا للدستور. وماذا عن رأي الاتحاد في استثمار أموال التأمينات ؟ لابد أن يكون هناك استثمار أمن وأمثل لاموال التأمينات التي هي أموال خاصة بالمنتفعين والتي تقدر بنحو650 مليار جنيه بالإضافة للفوائد, وأن الاتحاد يري توجيه الجزء الأكبر من هذه الأموال في إقامة المشروعات الإنتاجية التي تعظم من الاقتصاد وتوفر فرصا جديدة لراغبي العمل مطالبا باستحداث آليات علمية لإدارة أصول أموال التأمينات علي أن يمثل العمال وأصحاب المعاشات بأربعة أعضاء في مجلس إدارة الهيئة العامة للتأمينات الاجتماعية. ماذا عن علاقة الاتحاد بالنقابات المستقلة ؟ اتحاد العمال يرفض مسمي النقابات المستقلة أو النقابات المشروعة وأن العمل النقابي عمل مستقل مضيفا أن الاتحاد وجه دعوة للتكاتف مع الاتحاد المصري للنقابات المستقلة من أجل مصلحة العمال بعيدا عن الأغراض الشخصية أو الحفاظ علي الكراسي وعرضنا تنظيم احتفال مشترك مع النقابات المستقلة الا انهم رفضوا وقرروا تنظيم احتفالهم في ميدان التحرير.