يسرد الكاهن السامري حسني واصف في كتابه (التيه الإسرائيلي في شبه جزيرة سيناء) محطات رحلة اليهودالتي استمرت أربعين عاماً. وقال واصف (69 عاما) اليوم الأربعاء خلال الاحتفال بإطلاق كتابه الذي أقيم في قاعة المتحف السامري في جبل جرزيم في نابلس "هذا الكتاب نتاج 26 عاما من البحث والتدقيق للوصول إلى المحطات الحقيقية في رحلة التيه الإسرائيلي في شبه جزيرة سيناء." وأضاف "استطعت أن أحدد 42 محطة نزل ورحل عنها الشعب الإسرائيلي خلال سنوات التيه الأربعين في شبه جزيرة سيناء اعتمادا على ما كتبه العلماء السامريون وما ورد في التوراة السامرية والقرآن والإنجيل." ويقع الكتاب في 287 صفحة من القطع المتوسط وكتب سري نسيبة رئيس جامعة القدس التي عملت على إصداره مقدمة له. ويقول نسيبة في مقدمة الكتاب "مؤلف هذا الكتاب كاهن سامري وقد عرض فيه قصة تيه بني إسرائيل الذي أعقب خروجهم من مصر وفق الرواية السامرية وقد اعتمد أساسا على نصوص التوراة السامرية وهذه التوراة بينها وبين التوراة اليهودية حوالي 7000 (عام) فرق." ويضيف "الحقيقة هي أن تيه بني إسرائيل لايزال كثير من جوانبه يلفها الغموض وفي هذا الكتاب ألقى الكاهن حسني واصف الضوء على كثير من هذه الجوانب الغامضة حتى انه حدد أسماء محطات التيه الاثنتين وأربعين على الخارطة." وقدم واصف للحضور خلال حفل اطلاق الكتاب شرحا لخارطة كبيرة وضعت على جدار داخل المتحف تبين محطات التيه مكتوبة باللغة العبرية القديمة. وأوضح واصف ان لكل اسم من اسماء هذه المحطات دلالته التاريخية سواء من خلال المعاني أو الأحرف والتي يمكن من خلالها الاستدلال على تاريخ حدوثها. وكتب عدنان عياش أستاذ التاريخ في جامعة القدس المفتوحة في تقديمه للكتاب "لقد عالج الكاهن حسني الجوانب المختلفة للتيه الاسرائيلي في ست مراحل بأسلوب عملي شيق." ويرى عياش ان "هذا الكتاب القيم الذي يعتبر إضافة حقيقية إلى المكتبة السامرية والعربية فانني أدعو القارئ العربي أن يتفاعل مع هذا الكتاب ليستخلص النتائج بنفسه." وأوضح واصف أنه من "أجل تسهيل مهمة استيعاب مسيرة التيه تم تزويد الكتاب بالخرائط اللازمة والضرورية التي توضح تفاصيل المسيرة فهي محاولة جادة لاستشكاف حقيقة التيه وواقعه." ويقول واصف في كتابه "السامريون يشكلون أصغر وأقدم وأعرق طائفة موجودة في العالم ويملكون اقدم نسخة خطية للشريعة المقدسة التوراة." ويعيش افراد الطائفة السامرية الذين يقدر عددهم بنحو 700 فرد في منقطتي جبل جرزيم في نابلس وحولون في اسرائيل. وتحافظ الطائفة السامرية على عاداتها وتقاليدها القديمة في الشئون الدينية والحياة الاجتماعية.