رصدت صحيفتان غربيتان اليوم الإثنين التكاليف وحجم الخسائر الناجمة عن الغزو الأمريكي للعراق، وكشفتا مدى تأثيره على الأوضاع الميدانية والحياتية للشعب العراقي. فمن جانبها، تساءلت صحيفة (تليجراف) البريطانية عما إذا كانت توجد مكاسب جناها الشعب العراقي من سقوط نظام الرئيس الراحل صدام حسين، ثم ردت بالنفي، وقالت: إن بغداد لا تزال تتأثر بالتشويه الذي وقع لها إبان فترة الغزو. واستهلت الصحيفة تقريرها -الذي بثته على موقعها الإلكتروني بمناسبة مرور 10 أعوام على الغزو- بذكر أنه نادرًا ما عانت أي دولة في العالم، منذ الحرب العالمية الثانية، مثلما عانت العراق بنحو جعلها تشبه برلين، وأضافت: "أنه من اللافت للانتباه أن بغداد أصبحت محاطة بحواجز خرسانية عالية مصنوعة من مواد رديئة، وذلك من أجل حماية البنايات العامة والدفاع عن مدينة تعيش مراحل ما بعد الغزو، مثلما حدث مع برلين عند إنشاء سور برلين، الذي ترك بصماته على سير الحرب الباردة". وأوضحت أن العامة والسياسيين في الغرب خاصة في الولاياتالمتحدة وبريطانيا يميلون إلى الإجابة بالنفي عن السؤال حول ما إذا كانت هناك ضرورة تقضي بإغراق الغرب في حرب مريرة بالعراق أم لا. وفيما يخص آراء العراقيين، أشارت الصحيفة إلى أنه على الرغم من معاناة الشعب العراقي لمحنة طويلة دامت سنوات، بيد أنه يدرك أن الخيار البديل للغزو لم يكن ليأخذهم سوى إلى سنوات أخرى من حكم صدام حسين. واستدلت الصحيفة البريطانية على طرحها في هذا الصدد بذكر أن العراقيين الذين رفضوا الغزو الأنجلو أمريكي على بلادهم أكدوا -في الوقت نفسه- أن صدام حسين كان عليه أن يرحل، بينما شدد الذين أيدوا فكرة الغزو على حقيقة ارتكاب أخطاء جسيمة من قبل القوات الأمريكية والبريطانية إبان فترة الغزو. وتعليقا على هذا الأمر، نسبت (تليجراف) إلى مسئول عراقي سابق ينتمي إلى نظام صدام حسين تأكيداته بأنه رغم وحشية نظام صدام إلا أن الغزو الأمريكي لبلاده تسبب في انعدام الأمن بها وقال: "عليكم -في إشارة إلى الأمريكيين- استرجاع مفهومكم عن الديمقراطية في مقابل منحنا الأمن الذي فقدناه". بدورها، قالت نورة سالم البجلي العضوة بالبرلمان العراقي عن المعارضة: "إن ثمن تغيير النظام كان باهظًا جدًا على الشعب العراقي، حيث كلفه حياة العديد من أبنائه بشكل يفوق توقعات الأمريكيين.