رصدت صحيفتان غربيتان صدرتا اليوم /الأثنين/ التكاليف وحجم الخسائر الناجمة من الغزو الأمريكي للعراق، وكشفتا مدى تأثيره على الأوضاع الميدانية والحياتية للشعب العراقي. فمن جانبها، تساءلت صحيفة (تليجراف) البريطانية عما إذا كانت توجد مكاسب جناها الشعب العراقي من سقوط نظام الرئيس الراحل صدام حسين، ثم ردت بالنفى وقالت إن بغداد لا تزال تحتفظ بآثار واضحة للتشويه الذي وقع لها إبان فترة الغزو. واستهلت الصحيفة - تقريرها الذي بثته على موقعها الإلكتروني بمناسبة مرور 10 أعوام على الغزو بذكر أنه نادرا ما عانت أي دولة في العالم منذ عام 1945 مثلما عانت العراق بنحو جعلها تشبه برلين إبان الحرب العالمية الثانية. وأضافت:" أنه من اللافت للانتباه أن بغداد أصبحت محاطة بحواجز خرسانية عالية مصنوعة من مواد رديئة، وذلك من أجل حماية البنايات العامة والدفاع عن مدينة تعيش مراحل ما بعد الغزو، مثلما حدث مع برلين عند انشاء سور برلين الذي ترك بصماته علي سير الحرب الباردة". وأوضحت أن العامة و السياسين في الغرب خاصة في الولاياتالمتحدة وبريطانيا يميلون إلى الإجابة بالنفي على السؤال حول ما إذا كانت هناك ضرورة تقضي بإغراق الغب في حرب مريرة بالعراق أم لا. وفيما يخص آراء العراقيين، أشارت الصحيفة إلى أنه على الرغم من معاناة الشعب العراقي لمحنة طويلة دامت سنوات، بيد أنه يدرك أن الخيار البديل للغزو لم يكن ليأخذهم سوى إلى سنوات أخرى من حكم صدام حسين. واستدلت الصحيفة البريطانية على طرحها في هذا الصدد بذكر أن العراقيين الذين رفضوا الغزو الأنجلو أمريكي على بلادهم أكدوا في الوقت نفسه أن صدام حسين كان عليه أن يرحل، بينما شدد الذين أيدوا فكرة الغزو على حقيقة ارتكاب أخطاء جسيمة من قبل القوات الأمريكية والبريطانية إبان فترة الغزو. وتعليقا على هذا الأمر، نسبت (تليجراف) إلى مسئول عراقي سابق ينتمي إلى نظام صدام حسين تأكيداته بأنه رغم وحشية نظام صدام إلا أن الغزو الأمريكي لبلاده تسبب في انعدام الأمن بها وقال:" عليكم ، في اشارة إلى الأمريكيين، استرجاع مفهومكم عن الديمقراطية في مقابل منحنا الأمن الذي فقدناه". بدورها، قالت نورة سالم البجلي العضوه بالبرلمان العراقي عن المعارضة : إن نتيجة تغيير النظام كانت باهظة جدا على الشعب العراقي حيث كلفته حياة العديد من أبنائه بشكل يفوق توقعات الأمريكيين. وفي السياق ذاته، أفادت صحيفة (كريستيان ساينس مونيتور) الأمريكية أن مؤتمر العمل السياسى للمحافظين بالولاياتالمتحدة أجرى استطلاعا للرأي حول الدور الأمريكي في العالم، وكشف أن نحو 34 % فقط ممن شملهم الاستطلاع يؤيدون ضرورة التدخل المباشر القوي لبلادهم في الأمور الدولية ، بينما دعم 50 % من المواطنين فكرة أن تتراجع لولايات المتحدة عن هذا الدور وتتركه لحلفائها بمناطق الاحداث الساخنة . وقالت الصحيفة في تعليق لها أوردته على موقعها الألكتروني- إن نتائج استطلاع رأي مؤتمر العمل السياسي للمحافظين الأمريكيين تشبه تلك التي اجريت حول ما إذا كانت حرب العراق تستحق المجهود الذي بذل من أجلها" حيث اجاب معظم من شملتهم هذه الاستطلاعات ب-"لا". وكشفت الصحيفة النقاب عن تقرير أعدته جامعة "براون" الأمريكية" حيث أكد التقرير أن أكثر من 70 % من الذين قتلوا جراء الحرب على العراق كانوا من المدنيين، في أعداد تقدر بحوالي 134 ألف شخصا، مشيرا إلى أن هذا الرقم لا يأخذ في الحسبان الوفيات غير المباشرة التي وقعت بسبب المرض أو الإصابة نتيجة لظروف الحرب المتدهورة. إلى جانب ذلك، أفاد التقرير أن حرب العراق سوف تكلف دافعي الضرائب بالولاياتالمتحدة في نهاية المطاف ما لا يقل عن 2.2 تريليون دولار أمريكي نظرا لأن مخصصات حرب العراق تم تمويلها عن طريق الاقتراض، لذلك فإن الفائدة عليها ربما تصل بحلول عام 2053 إلى أكثر من 3.9 تريليون دولار .