ذكرت صحيفة (الإندبندنت) البريطانية في عددها الصادراليوم الثلاثاء أنه عقب مرور عشرة أعوام على غزو العراق، استشرى الفساد في جميع أرجاء العاصمة العراقية ، حيث أصبحت الرشوة هي العملة المهيمنة في بغداد. وقالت الصحيفة - في تقرير لها نشرته اليوم وأوردته على موقعها الألكتروني - إن الشعب العراقي ليس شعبا ساذجا؛ حيث دفعت خبرته المريرة التي عاشها مع حكامه طيلة الخمسين عاما الماضية بعض أبنائه لأن يكون محبا لمصلحته فقط وجشعا وغير كفء، فمنذ عشرة أعوام مضت رغب البعض في أن ينجح العراقيون في التخلص من حالة الطوارئ التي عايشوها من خلال الغزو "الأنجلو/ أمريكي " الذي أطاح بنظام حكم الرئيس العراقي الراحل صدام حسين. وأضافت الصحيفة قائلة " إن آخرين تخوفوا من العراقيين المنفيين العائدين من الخارج الذين تعهدوا ببناء دولة جديدة وهو ما تجلى في تصريحات مسئول أمني رفض الكشف عن هويته بأن المغتربين العراقيين ما هم إلا نسخة مطابقة من الذين يحكموننا حاليا ، فالفرق الوحيد يكمن في أناس تشبعوا من سرقة ونهب موارد البلاد وغيرهم جاءوا مع القوات الأمريكية ولا يزالون جائعين". وأوضحت الصحيفة البريطانية أن العديد من المغتربين أو المنفيين الذين عادوا عقب الغزو الأمريكي كانوا معارضين لنظام صدام حسين ولكن مع مرور الأعوام وتحقيق التوقعات بشأن اندلاع حرب أهلية تأكدت تصريحات أحد الوزراء السابقين بالحكومة العراقية بأن هناك فسادا حكوميا ومؤسسيا مستفحلا بالعراق. وتناولت صحيفة (الاندبندنت) البريطانية حركة البيع والشراء في سوق العقارات، التي يرتفع سعرها بشكل كبير في العاصمة بغداد، ونقلت عن أحد السماسرة هناك قوله:" إن هناك مستثمرين من إقليم كردستان في شمال العراق والبحرين يحرصون على شراء العقارات في بغداد بجانب المسئولين السابقين الذين نهبوا أموال البلاد في أعقاب الغزو"/ على حد قوله/. من جانبه، أكد غسان العطية الناشط السياسي والاستاذ في العلوم السياسية أن "الفساد في العراق أصبح أمرا لا يصدق فأنت لا تستطيع الحصول على وظيفة في الجيش أو الحكومة من دون أن تدفع رشوة ؛ وكذلك الحال إذا أردت الخروج من السجن أو حث القاضي على إصدار أمر بالإفراج عنك وإلا ستقضي فترة العقوبة في السجن". ورأت الصحيفة البريطانية أن الفساد أضحى يعقد ويفسد ملامح الحياة اليومية للعراقيين ، خاصة أؤلئك الذين لا يقدرون على دفع الرشوة، بيد أن كثرة المطالبات بالرشاوي لا يتسبب في حد ذاته في شل الاقتصاد أو تعثر أداء الدولة ، مستشهدة في ذلك بإقليم كردستان شبه الانفصالي الذي يشهد طفره اقتصادية كبيرة رغم تفشي الفساد به. وقالت الصحيفة إن أكثر ما يدمر العراق الآن هو انتشار سرقة ونهب المال العام فعلى الرغم من انفاق عشرات المليارات من الدولارات، لا يزال الشعب العراقي يعاني من مشكلة انقطاع الكهرباء وغيرها من الاحتياجات الأساسية، وهو ما دفع بعض العراقيين إلى الأسف على سقوط نظام الرئيس العراقي الراحل صدام حسين.