بالترحم على روحى شهيدى الصحافة أحمد محمود والحسيني أبو ضيف، وبالهتاف ضد جماعة الإخوان المسلمين والنظام، أنهى الصحفيون أعمال الجمعية العمومية العادية، التي عقدت أمس الجمعة، وأسفرت انتخابات التجديد النصفي فيها عن فوز ضياء رشوان، مدير مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، بمنصب نقيب الصحفيين، بعد حصوله 1280 صوتا من إجمالي عدد الأصوات الصحيحة، التي بلغت 2339 صوتا، بينما حصل منافسة عبد المحسن سلامة على 1015 صوتا. وعلى مقاعد العضوية فاز ثلاثة من أربعة أعضاء في المجلس الأخير ترشحوا في الانتخابات بعد خروجهم بالقرعة، حيث فاز كل من كارم محمود وحصل علي 909 أصوات، وجمال عبد الرحيم وحصل 774 صوتا، وأسامة داوود وحصل على 823 صوتا، وفاز وعلاء ثابت عضو مجلس النقابة الأسبق وحصل على 859 صوتا، بينما فاز عضوين للمرة الأولى، وهما حنان فكري وحصلت على 757 صوتا، وخالد البلشي وحصل 747 صوتا. كانت القرعة قد أسفرت عن استمرار كلا من محمد عبد القدوس وعبير سعدي وهشام يونس وهاني عمارة وخالد ميري و جمال فهمي، بينما رفض حاتم زكريا وعلاء العطار إعادة الترشح بعدما بخرج في القرعة. وكانت الجمعية العمومية العادية قد اكتملت للمرة الأولى منذ 18 عاما بحضور نحو أكثر من 1600 صحفي، بعدما تأجلت في الاجتماع الأول الذي عقد مطلع شهر مارس لعدم اكتمال النصاب القانوني لصحة الانعقاد، الذي كان يتطلب حضور (50 % + 1) من المسجلين في كشوف الجمعية العمومية. وأكدت الجمعية العمومية العادية، التى أدارها جمال فهمي وكيل النقابة، بعدما تغيب النقيب ممدوح الولي أنها لن تسمح أو تتسامح في أن يفلت قاتلوا الزميلين أحمد محمود والحسيني أبوضيف، من جريمتهم، مستنكرة تواطؤ وتقاعس السلطات المعنية، وإعلان الصحفيين رفضهم للدستور المشوه والمعيب، الذي تضمن مواد "تشرع وتدستر" لأول مرة العدوان على حق الشعب بالتمتع بصحافة وإعلام حر، على حد قوله. كما قررت تكليف مجلس النقابة سرعة اتخاذ ما يلزم والتفاوض مع كل الأطراف لاعتماد هيكل جديد عادل لكل الصحفيين، وضرورة التزام المؤسسات الصحفية بقرارات الجمعية العمومية السابقة بأن يكون المد وجوبيًا لجميع الصحفيين لسن 65 عامًا، وتفويض المجلس باتخاذ الإجراءات التأديبية تجاه كل من يخالف كل تلك القرارات من رؤساء إدارات المؤسسات الصحفية القومية. وأكدت الجمعية التزام كل من يشغل موقع نقيب الصحفيين وعضوية المجلس بعدم تولى أي عمل إداري أو صحفي أعلى مما انتخب وهو يشغله. ودعت الجمعية لعقد مؤتمر عام للصحفيين بأقرب وقت ممكن، للوقوف على ما تواجهه المهنة من مخاطر جسيمة والنظر في التشريعات، التي تحكمها والنظر في مستقبل الصحافة القومية. وأكدت الجمعية تضامنها مع العاملين في الصحف المغلقة، وتكليف مجلس النقابة بالعمل على إيجاد حل عادل لمشكلتهم، فضلاً عن التأكيد على قراراتها السابقة بحظر التطبيع مع العدو الصهيوني. وحذرت من أي مساس بقانونها، بعيدًا عن الحوار معها، أو عبر مجلسها المنتخب، أو الانفرد بتشريعات جديدة، تقيد الحريات. وأعلنت النقابة استنكارها الكامل لأى اعتداء على أي صحفي، خصوصًا النقيب ممدوح الولي، وكذلك أي اعتداء على مقرات الصحف، خصوصا الوفد والوطن وحصار مدينة الإنتاج الإعلامي. وقد بدأت أعمال الجمعية العمومية في الساعة العاشرة صباحا، وتزايد الحضور بمرور الوقت، إلا أن النصاب القانوني لصحة الانعقاد لم يكتمل إلا في اللحظات الأخيرة بعد مد باب التسجيل مرتين لمدة ساعة في كل منهما. كان اجتماع الجمعية العمومية رائعا ومثاليا، ولم يتخلله سوى بعض المشادات البسيطة، بسب الهتافات ضد جماعة الإخوان، لكن سرعان ما نجح الصحفيون في احتواء هذه المشادات. ضياء رشوان الفائز بمنصب النقيب وجه كلمة عقب إعلان اللجنة المشرفة على الانتخابات فوزه بمنصب النقيب، قال فيها: "أوجه التحية للصحافة المصرية وللنقابة العريقة، التي تثبت كل يوم ومع كل أزمة أنها لا تزال حية، وأن التقاليد التي ورثناها من أساتذتنا كما هي". كما وجه الشكر لمجلس النقابة علي إخراج اليوم بهذه الصورة، وأضاف: "أشكر الزملاء الذين ساهموا في هذا اليوم وكل من حضر وأعطى صوته للنقيب والمرشحين". ووجه التحية للذين تنافسوا معه على منصب النقيب، الذين لم يوفقهم الحظ قائلا: "أشكرهم جمعيا وأرجو منهم أن يواصلوا عملهم معا في هذه النقابة، فالوجود في النقابة لا يعني تولي منصب النقيب أو عضوية المجلس.. الوجود يعني أنك عضو في الجمعية العمومية". وأكد أنه ليس هناك مهمة واحدة أمام النقابة، لكن هناك شعار واحد أن تكون الصحافة المصرية أو لا تكون، ونحن مهددون ليس في عملنا أو رزقنا فقط، وإنما في أرواحنا، ونحن الآن لا ندافع عن أرواحنا فقط، لكن ندافع عن الوطن وعن أرزاقنا وعن صحافتنا وحريتنا، ونحن الآن فى مرحلة صعبة. وأرجو أن نكون جميعا الجمعية والنقيب والمجلس معا في المرحلة المقبلة الصعبة، التي نكون فيها أو لا نكون وأن النقابة منذ أن أنُشأت عام 1941 بقيت النقابة، وسقطت كل الأنظمة، والآن سنكمل مشوارنا بالدفاع عن حقوقنا وعن مهنتنا وعن وطننا. وأشار رشوان إلى أنه لا تنازل عن حقوق الشهداء، الذين ضحوا بأرواحهم من أجل الجميع، وأنهي كلامه بالهتاف من أعلى المنصة قائلا: "عيش حرية عدالة اجتماعية".