رغم أن المأزق اللبناني الحالي هي حديث الساعة والقضية الأهم التي تفرض نفسها علي تل أبيب، فقد جاء خطاب رئيس التونسي زين العابدين بن علي للتونسين الغاضبين أمس لينال جزءا غير قليل من اهتمام وسائل الإعلام الإسرائيلية الصادرة اليوم. وقد عرضت صحيفة إسرائيل اليوم نص الكلمة التي وجهها الرئيس التونسي للمتظاهرين الغاضبين في بلاده، قائلة إن هذا الخطاب لم يأت بجديد سوى إعلان زين العابدين عدم ترشحه لفترة ولاية ثانية، الأمر الذي أعتبرته الصحيفة بمثابة مفاجأة مدوية تسترعي الإنتباه خاصة وأن بن علي كان عازما على البقاء في السلطة مدى الحياة. وقالت الصحيفة أن المشكلة الحقيقية الآن تتمثل في مخاوف الشخصيات السرية والقوية التي كانت تحكم تونس من وراء بن علي، وهؤلاء بالتأكيد هم أول من ستطالهم نيران الغضب، زاعمة أن ما جرى في تونس يُعد أول تغيير سياسي استراتيجي لدولة عربية منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية ونيل الكثير منها استقلاله رسميا . وعلي صعيد الملف اللبناني أشارت صحيفة يديعوت أحرونوت إلى أن الأمر الواضح حتى الأن هو غياب رئيس الوزراء سعد الحريري عن المشهد السياسي في البلاد، زاعمة في الوقت ذاته أن كبار الساسة في بيروت لا يعرفون هل سيعود الحريري إلى البلاد قريبا أم لا . وحذرت الصحيفة في تقرير لها من السياسة التي ينتهجها حزب الله الآن، والتي ستسهم في تأجيج النيران على الساحة السياسية بالبلاد سعيًا لحصد أكبر قدر ممكن من المكاسب السياسية له . وقالت إن الحزب يحاول تنصيب شخصية محسوبة عليه في منصب رئيس الوزراء تنصاع في النهاية للأوامر الصادرة من دمشق في حين تصر الأغلبية على بقاء الحريري في منصبه . وينتهي تقرير الصحيفة بالإشارة إلى خطورة الوضع السياسي القائم الآن في لبنان وإمكانية تأثر إسرائيل به في النهاية ، موضحة أن جميع الشواهد تشير إلى أن الاضطرابات والأزمات ستكون عنوانا أساسيا للمشهد اللبناني خلاف الفترة المقبلة . وثالث الملفات المهمة التي وردت بوسائل الإعلام الإسرائيل ية ما أثارته صحيفة معاريف عن أن القيادة الأمنية بالجيش ستمنح عائلة أي عسكري قتل في الحروب التي خاضتها إسرائيل حق الاستيلاء على أي أرض عربية سواء كانت بالضفة الغربية أو القدس أو هضبة الجولان . وأشارت القيادة في بيان لها نشرته الصحيفة إلى أن أي منزل تمت إقامته بطريقة غير شرعية ويتبع عائلات العسكريين القتلى سيتم منحه التصريحات والتراخيص اللازمة، ومن الممكن تعويض صاحب هذه الأرض بمبالغ رمزية .وحسم الجيش بهذا البيان الأزمة التي تفجرت بسبب مطالبة قيادة الجيش عائلتي المقدم البراز بيرتس والملازم روعي كلاين بترك المنزل الذي يقيمان به في الضفة الغربية لإقامته بطريقة غير قانونية ، الأمر الذي أغضب عائلات هذين العسكريين وطالبا بالتصدي لهذه الأوامر التي وصفوها بالعنصرية. ونبقى مع سرقة الأراضي الفلسطينية ولكن مع صحيفة هاآرتس التي أشارت إلى قرار محكمة العدل العليا المتعلق بتأجيل مصادرة عدد من الأراض الفلسطينية لصالح إنشاء خط السكة الحديد الجديد، وقالت الصحيفة في تقرير لها إلى أن مشروع السكك الحديدية التي تنوي إسرائيل إقامته سيسير بين مختلف المناطق المحتلة بالضفة الغربية بجانب إسرائيل، وهو ما سيؤدي إلى الاستيلاء على الكثير من الأراضي العربية . ونتيجة لهذا التوجه تفجرت حالة من الخلافات القوية بين قيادات الجيش الإسرائيلي من جهة وبين قضاة المحكمة العليا من جهة أخرى، حيث يصر القادة على نهب الأراضي العربية لإتمام هذا المشروع في الوقت الذي يرفض فيه قضاة المحكمة الإسرائيل ية الامر باعتباره سرقة لأرض الغير لا يمكن السكوت عليها، وهو ما أجَّل البت في الحكم الخاص بهذه القضية حتى الآن . ومن هذا الموضوع إلى حالة الغضب التي عرضتها صحيفة إسرائيل اليوم والتي قالت إن الجيش بدأ بجمع المئات من قطع السلاح التي تم توزيعها على المستوطنين . واعترفت قيادة الجيش الإسرائيلية بأن عدد قطع السلاح الموجودة بحوزة المستوطنين يفوق العدد الذي تقتضيه الظروف الأمنية، مشيرة إلى أن هذه الأسلحة من الممكن أن تجعل المستوطنات بمثابة دول داخل الدول. وأنتقد الكثير من أعضاء الكنيست والقوى السياسية من الأحزاب اليمينية هذا القرار، زاعمين أنه بمثابة إعلان حرب غير مبررة على اليمين وقوى الاستيطان التي تقف أمام ما أسمته الصحيفة بخطر المواجهات الفلسطينية. وإلى صحيفة هاآرتس التي كشفت في تقرير لها عن تعاظم محاولات التجسس وتجنيد العسكريين عبر شبكة الفيسبوك، وقالت الصحيفة أن الكثير من الجنود يتم التحقيق معهم الآن لمحاولة جهات استخباراتية اجنبية الاتصال بهم من أجل الحصول على معلومات عسكرية حساسة، وهو ما دفع بالعديد من كبار القادة الإسرائيل يين إلى التحذير من خطورة هذه القضية. ونتحول سريعا إلى صحيفة معاريف والتي أشارت إلى حالة الرعب التي تسيطر على الكثير من الدوائر الصحيفة بالبلاد عقب الكشف عن إصابة 3 من المرضى بإنفلوينزا الخنازير، مشيرة إلى أن هؤلاء المرضى يصارعون الموت في المستشفيات . وحذرت الصحيفة من تفشي الفيروس المسبب للمرض خاصة مع استمرار إصابة ما يقرب من 28 مريضًا يقبعون في حالة خطرة بالمستشفيات . الغريب أن الكثير من المستشفيات تتخوف من استقبال المرضى بداعي عدم وجود أسرة كافية بها لمعالجة هذا العدد الكبير، كما يتخوف الأطباء الإسرائيليين رغم الدورات التدريبية التي حصلوا عليها و التعليم المتميز الذي تلقوه في الخارج من الاقتراب من مريض أنفلوانزا الخنازير، وهو ما اعتبرته الصحيفة نكسة طبية لا يمكن السكوت عليها. وأخيرا نشر موقع التليفزيون الإسرائيل ي تقريرا أشار فيه إلى قرار الهيئة الحاخامية الكبرى، والتي أعلنت أخيرا عن رفضها التام مناقشة أي جهة في إسرائيل لمشكة الزواج المختلط بين العرب واليهود ، معتبرة أن هذه القضية دينية وستبقى دينية مهما حاول البعض تحويلها إلى قضية سياسية. والزواج المختلط يقصد به الزواج بين العرب سواء المسلمين أو المسيحيين مع اليهود ، وتحاول بعض من الجهات الإسرائيل ية تحويل المشكلات الناجمة عن هذا الزواج للقضاء للبت فيها، إلا أن الهيئة الحاخامية تصر على أن تكون وحدها صاحبة القرار في هذه القضية ، جدير بالذكر أن الهيئة تكفر في الغالب كل يهودي أو يهودية يتزوج من العرب، الأمر الذي دفع ببعض من كبار المسئولين والوزراء في الحكومة إلى محاولة تحويل هذه القضية إلى ساحة القضاء بدلا من الهيئة الحاخامية الدينية المتشددة.