فضيحة البرقيات السرية من وزير الدفاع اللبناني إلياس المر، إلى تل أبيب لضرب حزب الله التي فجرتها وثائق ويكيليكس وإرسال إسرائيل مساعدات إنسانية إلى المناطق المنكوبة في أمريكا الجنوبية وسط غياب عربي تام. والكشف عن كراهية الرئيس الأمريكي الأسبق، نيكسون، لليهود، ثلاثة ملفات كانت محور اهتمام الموضوعات الرئيسية بوسائل الإعلام الإسرائيلية الصادرة اليوم الملف الأول ما زال يثير اهتمام مختلف الدوائر الإعلامية في تل أبيب، حيث يتعلق بموضوع بالغ الحساسية فجرته وثائق ويكيليكس عن وجود علاقاته سرية بين وزير الدفاع اللبناني، إلياس المر، مع إسرائيل، وهي العلاقات التي برزت مع إرسال المر وثائق سرية إلي تل أبيب تكشف مواقع إستراتيجية لحزب الله من أجل ضربها. وتعهد المر مع هذه الوثائق بعدم تصدي الجيش اللبناني لأي عملية عسكرية تقوم بها إسرائيل، زاعما أن حزب الله يقف وراء الأزمات التي تتعرض لها لبنان، وهو أمر لا يمكن السكوت عليه. وقد أشعلت هذه الوثيقة التي عرضت صحيفة إسرائيل اليوم تفاصيلهاالجدل على الساحة الإسرائيلية، بعد أن ذكرت الصحيفة أن المر أرسل هذه الرسالة عبر وسيط دولي إلى الحكومة الإسرائيلية التي تجاهلت من جانبها التعامل معها بجدية والأهم من هذا أنها لم تعرضها على الجهات الأمنية المختصة في الشأن اللبناني بداية من الموساد أو جهاز المخابرات العامة أو المخابرات العسكرية، الأمر الذي أضاع علي تل أبيب فرصة ذهبية لضرب حزب الله واختتمت الصحيفة تقريرها بالتأكيد على أن مواقع الحزب السرية والخاصة باتت معروفة الآن لإسرائيل، وهو ما يزيد من حساسية وخطورة هذه الوثيقة ويفرض على حزب الله إعادة توزيع هذه المواقع وإخلاءها بأسرع ما يمكن. من جانبها، اهتمت صحيفة معاريف بهذه الوثيقة والرسائل الهامة التي أرسلها وزير الدفاع اللبناني إلى إسرائيل، غير أنها قالت صراحة: إن التساؤل الحقيقي والمهم في هذه القضية هو، لماذا لم تضرب إسرائيل مواقع حزب الله السرية التي كشفتها الوثيقة؟ وهل تستفيد تل أبيب من بقاء الحزب رغم خطورته؟ وإلى صحيفة يديعوت أحرونوت، التي تناولت من جانبها ملف المساعدات الإنسانية الإسرائيلية إلى كولومبيا أخيرا، وهي المساعدات التي بلغت حتى الآن 50 طنا من الأغذية، ومن المنتظر أن تتزايد خلال الأيام القليلة المقبلة في ظل الأزمات التي تتعرض لها كولومبيا وعدد من جول أمريكا الجنوبية. وذكرت الصحيفة، أن النقطة الهامة في هذه القضية؛ أن غالبية الدول العربية غابت عن مساعدة كولومبيا في محنتها، وهو ما سيزيد من فرصة إسرائيل لتحسين العلاقات ليس فقط مع كولومبيا ولكن مع غيرها من دول أمريكا الجنوبية وبالتحديد فنزويلا أو حتى البرازيل؛ التي اعترفت أخيرا بالدولة الفلسطينية أو غيرها من دول أمريكا الجنوبية التي تتعاطف سياسيا مع الفلسطينيين بصورة خاصة ومع العرب بشكل عام. وثالث الملفات المهمة، ورد عبر صحيفة ماكور ريشون اليمينية المتشددة والتي انتقدت وبقوة وزير الدفاع، إيهود باراك، بسبب إعلانه عن إمكانية تقسيم القدس، وهو الإعلان الذي زاد من حدة انتقادات الأحزاب والقوى اليمينية المتطرفة لوزير الدفاع. وزعمت الصحيفة، أن باراك يرغب في حصد أي عدد ممكن من النقاط في ظل حملة الانتقادات الشديدة ضده من مختلف القوي التي تتهمه بعدم دعمه للسلام، والأخطر من هذا اتهامه بأنه بات مثل الموظف أو التابع الذليل لنتنياهو. ومن هذا الموضوع إلى صحيفة هاآرتس التي عرضت نصوص المحادثات السرية التي أجراها الرئيس الأمريكي، نيكسون، مع عدد من مستشاريه وعلى رأسهم وزير الخارجية هنري كيسينجر، وعرضت الصحيفة إحدي هذه المحادثات التي تطرق فيها الرئيس الأمريكي إلى أوضاع اليهود السلبية في الاتحاد السوفيتي، مشيرا إلى أنه رغم تعاطف الكثير من اليهود الأمريكيين معهم، فإنه لن يتحرك خاصة وأن الأمر برمته لا يعنيه. الخطير في هذه الوثيقة أنها كشفت أن وزير الخارجية الأمريكي اليهودي، هنري كيسنجر، أيّد نيكسون في موقفه، زاعما أن دخول الولاياتالمتحدة في خلاف مع روسيا بسبب أوضاع الأقلية اليهودية لديها هو يضر بواشنطن في النهاية ولا داع لحدوثه تحت أي ظرف.