قال الدكتور عصام العريان، زعيم الأغلبية بمجلس الشورى، ونائب رئيس حزب الحرية والعدالة، إنه لو في موقعه السابق كمستشار لرئيس الجمهورية لنصحه بالتوجه شرقًا، مشيرًا إلى أنه التقى بسفراء دول شرق آسيا، وهم متحمسون للغاية لعقد شركات اقتصادية مع مصر. وأوضح العريان، خلال حواره مع برنامج "الحياة اليوم"، المذاع على فضائية "الحياة"، أن قرض صندوق النقض الدولي مهم جدًا لمصر، ولكن الصندوق يماطل، مشيرًا إلى أن هناك العديد من البدائل في حالة عدم حصول مصر عليه. ولفت إلى أن جون كيري وزير الخارجية الأمريكية، ربما ينصح الرئيس أو المعارضة -متمثلة في جبهة الإنقاذ- بشيء ما، ولكنه لا يستطيع أن يفرض شيئًا على أي طرف، مشددًا على أن قرار مصر في يد شعبها الذي انتخب الدكتور محمد مرسي رئيسًا للجمهورية، والذي سينتخب مجلس النواب المنتظر أن يشكل أول حكومة سياسية في تاريخ مصر الجمهوري. وأشار زعيم الأغلبية بمجلس الشورى، إلى أن الأهم من زيارة رئيس الجمهورية للولايات المتحدة، هو زيارته للهند، وباكستان المزمع القيام بهما في مارس المقبل، منوهًا إلى أن مصر تسعى الآن لإعادة صياغة علاقاتها بدول العالم المختلفة، وليس بالدول الغربية فقط. وأقر العريان بأن الاقتصاد المصري يمر بمرحلة صعبة، ولكن مصر لن تفلس، ولن تنهار اقتصاديًا، مشددًا على أن قيادات الحرية والعدالة يقولون إن مصر ستبني اقتصادها بسواعد أبنائها، ومن أجل ذلك، فإننا سنعيش أيامًا وأسابيع وشهورًا في ظروف صعبة، لكنها قادرة على اجتيازها. واعتبر الهجوم على رئيس الحكومة الدكتور هشام قنديل سياسيًا، أكثر منه موضوعيًا، مشيرا إلى أن قنديل قبل المنصب، على الرغم من صعوبة الظروف التي تمر بها مصر؛ لأنه على قناعة بأن التاريخ سيشهد له بأنه اتخذ قرارات جريئة، في ظل أوضاع متردية، وأنه كان حكيما. وعاتب العريان قنديل في عدم استشارة القوى السياسية -الممثلة في مجلس الشورى- في القوانين التي يبعث بها للبرلمان، منوهًا إلى أنه إذا ما كانت القوى السياسية ترى أن حكومة قنديل فاشلة، فإنها من المفترض أن تطالب ببقائها؛ لأن ذلك خصمٌ من رصيد الحرية والعدالة. ولفت نائب رئيس الحرية والعدالة، إلى أن الحزب عازم على خوض انتخابات مجلس النواب، وتحقيق الأغلبية لتشكيل حكومة موسعة، مشيرا إلى أن الحرية والعدالة هو الذي سيسمي رئيس الحكومة، وإذا فشل في تحقيق الأغلبية أو الأكثرية، فإن الحرية والعدالة سيجلس في مقاعد المعارضة. وأكد العريان أن الإخوان ليس لهم أفراد داخل المؤسسة العسكرية من الضباط العاملين، موضحًا أن أبناء الإخوان كانوا يمنعون من التجنيد، وليس الدخول إلى الكليات العسكرية. ونفى أن يكون هناك خلاف بين الحرية والعدالة أو الإخوان، من جانب والمؤسسة العسكرية من جانب آخر، خلاف حول دور القوات المسلحة، مشيرًا إلى أن الطرفين متفقان على ضرورة أن ينأى الجيش بنفسه عن الحياة السياسية، وتدعيمها من شعبها لمواجهة أخطار الأمن القومي وشدد العريان على أن التحقيق ماذال قائمًا حول أحداث رفح الإرهابية والتي تعرض لها جنود مصر، مستبعدا ما يثار حول قيام المجلس العسكري بالتخطيط لهذه الحادثة الإجرامية. وأشار إلى أن مصر أمامها فرصة تاريخية للتحول الديمقراطي، وأمامها فرصة غير مسبوقة لتحقيق التكامل العربي الاقتصادي والسياسي والاجتماعي، موضحًا أن أوربا مرتبكة، والولايات المتحدة على حافة الهاوية، والصين تعاني من ركود اقتصادي، بعد نمو غير مسبوق، ويمكن لمصر استغلال هذه الظروف العالمية لتحقيق تقدم غير مسبوق. ونوه العريان إلى أن الدكتور محمد مرسي رئيس الجمهورية تحمل ما لم يتحمله بشر، قائلًا : "لو في موضع النصيحة للدكتور مرسي لقلت له عليك أن تكون حليمًا كما أنت"، مستشهدًا بالآية الكرية: "لو كنت فظًا غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعفوا عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر". واعتبر نائب رئيس الحرية والعدالة، قرار الجبهة الوطنية للإنقاذ بمقاطعة انتخابات مجلس النواب، قرارًا خاطئًا وخطيرًا في الوقت نفسه، داعيًا جبهة الإنقاذ للمشاركة في الانتخابات، والعمل على الدخول في حكومة موسعة من كل الأطراف لبناء مصر. واختتم العريان بتوجيه حديثه للتيار السلفي قائلاً: "نحن منتمون إلى فكرة واحدة، وفي مركب واحدة، ولدينا هدف واحد، ونريد أن نرى منا خيرًا"، داعيًا التيار السلفي إلى العمل على طرح بدائل لما يرفضون، والقناعة بأنهم ليسوا خصومًا للرئيس، وليسوا خصومًا للحرية والعدالة أو الإخوان.