تظاهر مئات السلفيين اليوم الجمعة في مدينة سيدي بوزيد، وسط غرب تونس، وذلك غداة تبادل إطلاق نار بين قوات الأمن التونسية وجهاديين، وذلك بحسب ما أفاد مراسل وكالة فرانس برس. ورفع نحو 700 متظاهر شعارات ضد علي العريض وزير الداخلية في الحكومة المستقيلة الذي تم تكليفه رسميا اليوم الجمعة بتشكيل حكومة جديدة. وانتقد هؤلاء المتظاهرون العريض بسبب دخول قوات الأمن في مسجد بالمدينة لمطاردة سلفيين تحصنوا به بعد تبادل إطلاق النار مع قوات الأمن أمس الخميس. وهتف المتظاهرون وهم يلوحون براياتهم السوداء "يا عريض يا جبان، المساجد لا تهان" و"العريض عميل الأمريكان". وجاءت هذه التظاهرة غداة تبادل إطلاق نار بين أربعة مسلحين كانوا في سيارة طاردتهم الشرطة بعد أن رفضوا أمرا بالتوقف في بلدة السبالة التي تقع على بعد 25 كلم من مدينة سيدي بوزيد، مهد الثورة التونسية نهاية 2010. وفر المسلحون من المسجد الذي تحصنوا فيه تحت حماية ناشطين سلفيين مستغلين خروج جموع المصلين بعد صلاة العشاء للاختباء بينهم. وواصلت الشرطة مطاردتها الجمعة وقامت دوريات للجيش والحرس الوطني مدعومة بمروحيات عسكرية بتمشيط المنطقة. وبحسب مصدر أمني محلي فقد عثر في السيارة التي ترجل منها المسلحون الأربعة وظهرت عليها آثار الرصاص على أسلحة بيضاء وأزياء قتال ومعدات اتصال. كما عثر على جثة رجل قرب قرية السبالة (سبالة أولاد عسكر سابقا) لكن المصدر لم يكن قادرا على تاكيد أن الجثة تعود لأحد عناصر المجموعة المطاردة.