أكد محمد جهاد اللحام رئيس مجلس الشعب السوري، أن البرنامج السياسي لحل الأزمة في سوريا يعتبر المخرج الرئيسي لتجاوز الأحداث التي تمر بها البلاد ومحطة مهمة في بداية الحل السياسي بالتشارك مع الجميع. وقالت الوكالة العربية السورية للأنباء " سانا"، إن "اللحام" لفت خلال لقائه وفدا من القوى السياسية والإعلامية المصرية أمس الإثنين، فى دمشق، إلى أن معظم المعارضة الخارجية ليس لها قاعدة شعبية، وإذا كانت واثقة من طروحاتها السياسية فالباب مفتوح للحوار مع كل من يحافظ على السيادة الوطنية ووحدة أرض سورية ويرفض التدخل الخارجي والعنف. وعرض رئيس مجلس الشعب للوفد حقيقة الأحداث التي تمر بها سوريا، وما تتعرض له من حرب تستهدف الشعب والوطن للنيل من دورها القومي والمقاوم مؤكدًا أن بعض الدول مثل قطر والسعودية والغرب الإمبريالي، يعرقل كل مساعي الحوار ووقف نزيف الدم السوري عبر دعمها المجموعات الإرهابية المسلحة بالمال والسلاح وتحريضها من خلال قنوات شريكة في جريمة سفك الدم السوري، إضافة إلى تخريب البنية التحتية والمنشات وتفكيك المعامل وسرقتها وتهريبها إلى تركيا. من جهته قال رئيس الوفد أحمد حسن أمين عام الحزب الناصري المصري: "تحليل الموقف الذي تمر به الأمة العربية يدل على وجود مخطط واسع لتدميرها وتحويلها إلى دويلات تحقق المصالح الصهيونية والاستعمارية ويستهدف سورية المعقل الأخير للقومية العربية والمقاومة"، مؤكدًا أن الشعوب العربية سوف تأخذ زمام المبادرة وتعيد الدور التاريخي للأمة العربية وبناء مستقبلها. بدوره أكد ابراهيم بدراوي رئيس حركة اليسار المصري، أن قدر سوريا وضعها في مواجهة الحرب الهمجية الشرسة نظرا لأهميتها ومركزها الإقليمي ودورها المقاوم لمشاريع الهيمنة الاستعمارية وتفكيك المنطقة لافتا إلى أن سوريا المنتصرة ستفرض معادلات جديدة تعيد فرز القوى على المستويين الإقليمي والدولي. وأشار الإعلامي إيهاب حسن إلى أن التكوين المجتمعي السوري ونسيجه وتلاحمه أسهمت في صمود سورية مبينا "أن مصر وسوريا في خندق واحد بمحاربة الفكر الإخواني والجماعات السلفية الإرهابية والفكر المتطرف التي استباحت الدم العربي". وأكد على ضرورة بلورة مشروع قومي جديد يعكس تطلعات الشعوب العربية الحقيقية من خلال آليات تجمع القوى القومية على امتداد الوطن العربي. كما التقى وزير الإعلام السوري عمران الزعبي، أمس الوفد المصري برئاسة الأمين العام للحزب الناصري المصري أحمد الحسين. وأكد أعضاء الوفد خلال اللقاء وقوف القوى السياسية القومية والإعلامية والشعبية إلى جانب الشعب السوري في وجه ما يتعرض له من مؤامرة عدوانية، وقال رئيس الوفد "إن ما تتعرض له سوريا لا علاقة له بما يسمى "الربيع العربي" وأن صمود الشعب والجيش السوري في وجه ممارسات الميليشيات المسلحة و جبهة النصرة هو الدليل القاطع على أن سوريا متمسكة بوحدتها أرضا وشعبا و مهما حاولت القوى الظلامية التي تقوم بتمويل المعارضة المسلحة بالمال والسلاح فإنها ستفشل وقد فشلت على أرض الواقع من خلال الانتصارات التي يحققها الجيش العربي السوري". ونوه الوفد المصري بالبرنامج السياسي لحل الأزمة في سوريا والحوار الوطني الذي بدأت الحكومة بتنفيذه معتبرا أنه يجسد نقطة هامة في بداية الحل السياسي في سورية. كما تحدث الوفد عن ممارسات وسياسات الإخوان المسلمون في مصر وانتهاكاتهم لعمل المؤسسات الدستورية والثقافية والسياسية وبمشروعهم الذي يتماهى مع المشروع الصهيوني في ضرب واستقرار المنطقة ويحقق أطماعه في عزل مصر عن مواقفها القومية ضد الكيان الصهيوني. بدوره ثمن وزير الإعلام مواقف القوى السياسية ودور الإعلاميين الذين ينقلون الصورة الحقيقية عما يجري في سوريا معتبرا أن استهداف سورية هو استهداف للأمة العربية كما قدم عرضا مفصلا للوفد المصري عن آليات تنفيذ البرنامج السياسي لحل الأزمة وانطلاقة الحوار الوطني الشامل في الأراضي السورية.