تحولت جلسة مجلس الشعب التى خصصها صباح اليوم لمناقشة الحادث الإرهابى ضد كنيسة القديسين بالإسكندرية إلى هجوم على الاتحاد الأوروبى، وبابا الفاتيكان، ووجه النواب إصبع الاتهام إلى تنظيم القاعدة، وإلى الموساد الإسرائيلى، واتهمهما بلعب دور مشبوه فى الحادث. وركز نواب الحزب الوطنى على تقديم الشكر للرئيس مبارك وعلى البيان الذى ألقاه عقب الحادث ثم توجهوا للهجوم على الاتحاد الأوروبى والفاتيكان والقاعدة والموساد. وقال الدكتور عبد الأحد جمال الدين، ممثل الأغلبية: إن البيان الذى أصدره الاتحاد الأوروبى عقب الحادث زاعما أن هناك "اضطهادا للمسيحيين" فى مصر بأنه بيان يعبر عن جهل هذه الجهات الأوروبية بالأوضاع فى مصر، كما هدد الدكتور عبد الأحد أى قناة فضائية تخرج عن الخط الوطنى ب "الإغلاق"، قائلا "أى قناة تحاول الإساءة للبلد يجب غلقها فى الحال". كما طالب عبد الأحد بتغيير المناهج والخطاب الدينى. من ناحية أنتقد رأفت سيف، نائب حزب التجمعن ما وصفه بالمناخ الذى سمح بارتكاب هذه الجريمة. وقال هناك مناخ من الاحتقان تسبب فيه التعليم وأنه كان هناك مد فى التسعينات شهد قيام بعض المدرسين المتشددين المتعصبين بتحريض التلاميذ على عدم تحية العلم. وقال سيف: إن الإعلام أيضا يسمح لبعض الأشخاص باستخدام منابر الدولة فى التليفزيون والصحف لتكفير الآخرين ومنهم بالطبع الأقباط، كما اتهم سيف بعض الأئمة والدعاة بتكفير الآخرين. وأضاف متسائلا "لماذا لم يتم تفعيل توصيات لجنة جمال العطيفى فى عام 1972 حتى الآن". كما اتهم رأفت سيف الفكر الوهابى المتشدد بغزو مصر وأثر على التفكير الوسطى للأزهر والقضاء على روح التسامح. أما رجب هلال حميدة فاتهم عناصر عميلة تعمل من داخل مصر وتتلقى أموال "قذرة" – على حد تعبيره- من الاتحاد الأوروبى ومن دولة تزعم أنها كبرى – في إشارة للولايات المتحدة- لإحداث فوضى خلاقة ومنها حادث الإسكندرية، وتساءل محمد عبد العال عن تجاهل بيان منظمة القاعدة فى العراق باستهداف الكنائس المصرية رغم صدوره يوم 2 نوفمبر الماضى. واتهم سعد الجمال الموساد الإسرائيلى والغرب الاستعمارى بمحاولة إحداث فتنة داخل الدولة العربية، ثم تحدث الدكتور زكريا عزمى فقال "إن الأيدى الخائنة ضربت قلب مصر مسلميها ومسيحييها وقد اتفق شعب مصر على أن الحادث عمل إرهابى ونحن هنا فى مجلس الشعب نعرف أن هناك مطالب مشروعة هنا وهناك ولكن ليس وقتها لأن الحادث موجه لمصر كلها". وقال عزمى: إن البعض يعتقد أن مجلس الشعب لم يناقش الحادث إلا اليوم بعد 10 أيام من وقوعه، ولكن يجب أن نوضح أن المجلس أرسل 4 لجان للإسكندرية وعقدت أجتماع ثانى يوم، وأشار عزمى للبيان الذى أصدره الدكتور فتحى سرور رئيس مجلس الشعب وقال له "أؤيدك فى ردك القاسى على بيان الاتحاد الأوروبى، ونحن نرفض تدخل هذا الاتحاد رفضا قاطعا كما نؤكد على ضرورة احترام الدولة وضبط النفس وأن لا يتحول بعض الغاضبين إلى مواجهة مع القانون، وأشكر البابا شنودة على دعوته لشباب الأقباط بضبط النفس لأن البلد فيها قانون". كما عبر الدكتور زكريا عزمى عن تقديره للإعلام قائلا " هناك قانون للعقوبات والإجراءات الجنائية يجرم التدخل فى شئون الأمن والتحقيقات، لأن كل يوم هناك مانشتات تقول شافوا واحد قصير وواحد طويل، ومانشيت آخر يقول ضبطنا رأس، يجب أن نترك الأمر لسلطات الأمن، ونثق فيها، ونترك لها الوقت الكافى لإظهار الحقيقة". وهاجم محمد عبد العليم داود بابا الفاتيكان واعتبر كلامه يعني التدخل الخارجى فى مصر، كما طالب داود بحل مشاكل الأقباط. وقد رد الدكتور سرور معتبرا أن الربط بين مشكلات الأقباط وحادث الإسكندرية فيه استباق للأمور لأنه يعتبر أن الحادث قد ارتكب لأسباب معينة ولا يجوز أن نردد ما تردده بعض الدوائر الأجنبية عن وجود اضطهاد للمسيحيين. وتحدث النائب القبطى جمال أسعد عبد الملاك وقال: إن الغرب يحاول استغلال القضية القبطية منذ الحملة الفرنسية حتى الحملة الاستعمارية الصهيونية التى تحاول استغلال ما يسمى بمشكلة الأقليات الدينية واستغلالها للتدخل الأجنبى بينما الكونجرس الأمريكى يفعل هذا ونحن نقول لهم: إن الأقباط ليسوا أقلية. وقال جمال: "لا يجب أن ندفن رؤوسنا فى الرمال ونزعم أنه لا توجد مشاكل للأقباط وأقول للفاتيكان لا نريد أن نعيد لغة الحملات الصليبية مرة أخرى ".