قال محمد كامل عمرو، وزير الخارجية: إن القضية الفلسطينية تقع على رأس التحديات التى تواجه العالم الإسلامي، كما أنها تمثل حجر الزاوية لتحقيق الأمن والاستقرار فى الشرق الأوسط، بل والعالم أجمع، وشدد على أنه ليس هناك أي تعارض بين الإسلام ومؤسات الدولة المدنية الحديثة. وتابع عمرو، خلال افتتاح أعمال اجتماع وزراء الخارجية التحضيري للقمة، أهمية أن تتواكب قرارات القمة مع التطورات السريعة والتوسع المحموم فى بناء المستوطنات على الأراضى الفلسطينية المُحتلة، بما فيها القدسالشرقية. وقال الوزير إن مصرالتى تشرف باستضافة فعاليات الدورة الثانية عشرة لمؤتمر القمة الإسلامى، فى لحظة تاريخية يسعى فيها المصريون إلى بناء دولتهم الجديدة على أسس الحق والعدالة والحرية والديمقراطية بعد ثورة عظيمة أعادت لمصر دورها ومكانتها. وأضاف: اجتماعنا اليوم، الذى يعقد تحت عنوان "العالم الإسلامى: تحديات جديدة وفرص متنامية" يُسلط الضوء على التحديات التى تواجهنا فى زمن تزداد فيه بؤر الصراع السياسى اشتعالاً والتحديات الاقتصادية ضراوة، ونأمل أن ننجح سوياً فى بلورة خطة عمل لتكثيف العمل السياسى وتعزيز التعاون الاقتصادى المُشترك فى مواجهة تلك التحديات. وواصل الوزير: تقع القضية الفلسطينية على رأس التحديات التى نواجهها على المستوى السياسى، وهى حجر الزاوية لتحقيق الأمن والاستقرار فى الشرق الأوسط بل والعالم أجمع ومن هنا أهمية أن تتواكب قراراتنا مع التطورات السريعة والتوسع المحموم فى بناء المستوطنات على الأراضى الفلسطينية المُحتلة، بما فيها القدسالشرقية، والذى زادت وتيرته عقب حصول فلسطين على وضعية الدولة المراقب غير العضو بالأمم المتحدة، وانطلاقاً من الالتزام بمساندة الأشقاء الفلسطينيين فى محنتهم، فقد خصصت مصر جلسة خاصة فى أعمال القمة، ليتداول فيها قادتنا حول الخيارات المُتاحة لمواجهة سياسات الاستيطان الإسرائيلية، والتصدى لمحاولات تهويد القدس المُحتلة وعزلها عن محيطها الفلسطيني. وقال عمرو: أتطلع إلى مناقشات مستفيضة حول آليات التعامل مع التحديات الناشئة فى الجوانب التعليمية والثقافة الدينية فى أمتنا الإسلامية، وإلى صياغة أفكار مُشتركة تُعزز جهودنا الرامية إلى تأكيد حقيقة أنه ليس هناك تعارض بين الإسلام ومؤسسات الدولة الحديثة ونبذ الصورة السلبية للدين الإسلامى وللمجتمعات الإسلامية فى خارجها، ورفع المعاناة التى تواجه الجاليات المُسلمة فى دول عديدة جراء تنامى ظاهرة الإسلاموفوبيا ومظاهر التمييز الأخرى. واستطرد عمرو قائلا: "فى نفس الوقت أتطلع إلى العمل معكم لوضع حد للمأساة الإنسانية التى يعيشها الشعب السورى الشقيق، جراء مطالبته بالحرية والكرامة والديمقراطية، وأثق فى قدرتنا على الخروج بقرارات مُحددة تُلبى تطلعات هذا الشعب العظيم، وتحفظ وحدة وسلامة أراضيه، ونسيجه الوطنى، ومقدساته وتراثه الديني والثقافي. وأضاف عمرو "تعد قمتنا هذه فرصة جديدة للتأكيد على الأولوية البالغة، التى نوليها لعقد المؤتمر الخاص بإخلاء الشرق الأوسط من الأسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل الأخرى، الذى كان من المقرر عقده فى 2012 فى فنلندا، فى أسرع وقت ممكن، تنفيذاً لما توافقت عليه الدول أعضاء معاهدة عدم الإنتشار النووي خلال مؤتمر مراجعة المعاهدة عام 2010". واختتم عمرو كلمته قائلا: "آمل أن نجعل مؤتمرنا هذا نقطة فارقة وعلامة مضيئة فى تاريخ عملنا الإسلامى المشترك، وأن نكون على قدر طموحات وتطلعات شعوبنا، وأقدر أن تحقيق ذلك يرتبط أيضاً بنجاحنا فى تعزيز أواصر التعاون الاقتصادى وأطر التجارة البينية فيما بين دولنا الأعضاء، وتعزيز التعاون العلمى والتكنولوجى بيننا، وكذا التعاون فى مجالات الصحة والبيئة والمعلومات والثقافة والتعليم والبحث والابتكار".