انطلقت عملية الاستفتاء لتقرير مصير جنوب السودان فى يومها الثانى، بولايات شمال السودان بسلاسة واطمئنان، وتسير العملية بالهدوء نفسه الذى بدأت به أمس، ومازال إقبال الناخبين ضعيفًا على المراكز، فيما تشكلت طوابير طويلة من الناخبين أمام مراكز الاقتراع في جوبا عاصمة الجنوب السوداني. وأفاد مراسلو وكالات الأنباء أن الناخبين اصطفوا في طوابير أمام مراكز الاقتراع في جامعة جوبا، حتى أن بعضهم وصل ليلا، للتأكد من أنه سيكون بين أوائل المقترعين عند فتح مراكز الاقتراع في الساعة الثامنة بالتوقيت المحلي. ويبلغ عدد المسجلين للمشاركة في الاستفتاء ثلاثة ملايين و930 ألفًا في السودان والشتات بينهم ثلاثة ملايين و754 ألفا في الجنوب السوداني. ولا بد من مشاركة 60% على الأقل من المسجلين في الاستفتاء، لكي تعتمد نتيجته، والخيار في هذا الاستفتاء هو بين الاقتراع للانفصال أو للبقاء داخل سودان واحد. أما في الشمال، فيبدو الأمر مختلفا، حيث يسود الهدوء، حيث تفيد ملاحظات المراقبين باستتباب الأوضاع الأمنية بجميع المراكز وتعاون ضباط وموظفى المراكز مع المراقبين والناخبين، بالنظر إلى الجهود الإدارية والتنظيمية والترتيبات الأمنية، التى تمَّ اتخاذها من قبل الحكومة ومفوضية الاستفتاء على مستوى المراكز. ورغم روح التفاؤل، التى حاول المراقبون عكسها فى تقاريرهم خاصة على مستوى مراكز ولاية الخرطوم، فإن حجم الإقبال على التصويت فى اليوم الأول على مستوى المراكز كان دون المطلوب مقارنة مع عدد المسجلين -على قلتهم- رغم المبررات التى تم الاستناد عليها، المتعلقة ببرودة الطقس خلال فصل الشتاء، الذى يبدأ متأخرا فى السودان عموما، وتزامن عمليات التصويت خاصة فى ساعاته الأولى مع ذهاب المستهدفين لأعمالهم. ولعل قلة الإقبال بولاية الخرطوم قد أتاحت للمراقبين الوقوف على حجم ومستوى الترتيبات بصورة أكثر وضوحًا عما كان عليه الأمر بمدن ومراكز الجنوب، التى شهدت تدافعا فى اليوم الأول، حيث كان يوما احتفاليا. ولم يتخط الإقبال بالخرطوم وفقا لإفادات المراقبين فى أحسن الفروض الثمانين ناخبا من جملة المسجلين، التى تتراوح بين 170 إلى 700 ناخب في المركز الواحد. ويبرر رؤساء بعض المراكز ضعف الإقبال خلال الساعات الأولى لعملية الاقتراع إلى برودة الطقس وذهاب معظم العاملين لأشغالهم، ورغم ذلك فإن نظرة رؤساء هذه المراكز لسير العملية فى يومها الأول هى التفاؤل، لارتباط الأمر فى ذاكرتهم - كما يشيرون - بالواقع أثناء فترة التسجيل للاستفتاء، التى كانت ضعيفة أيضا فى أيامها الأولى، لذلك يعتبرون الأمر جيدا، وأنه قابل للارتفاع فى الأيام المقبلة من الاقتراع. وكان محمد إبراهيم خليل، رئيس مفوضية استفتاء جنوب السودان، قد وجَّه أمس بمد فترة الاقتراع للناخبين اعتبارا من اليوم الاثنين لتصبح الفترة من الثامنة صباحا حتي السادسة مساء، بدلا عن الخامسة مساء لظروف الناخبين وارتباطهم بأعمال مختلفة لاسيما العاملين في الدولة، حتي يتمكنوا من الإدلاء بأصواتهم.