فتحت مراكز الاقتراع أبوابها في اليوم الثاني للتصويت في استفتاء تقرير مصير جنوب السودان بعد أن شهدت أمس إقبالا جماهيريا مكثفا بالولايات الجنوبية. وقال مراسل الجزيرة في جوبا محمد البقالي إن عمليات التصويت انتظمت صباح اليوم بجميع المراكز بعد اليوم الأول للتصويت الذي وصفه بأنه استثنائي في ظل لدعوات مكثفة للتوجه بكثافة لمراكز الاقتراع انطلاقا من اليوم الأول. وفي واو عاصمة ولاية غرب بحر الغزال، فتحت مراكز الاقتراع أبوابها كالمعتاد في الثامنة من صباح اليوم، وسجل موفد الجزيرة حسن الراشدي من أمام مركز كنيسة "صندي سكول" أن طوابير طويلة سبقت انطلاق التصويت وبنفس الكثافة التي شهدها يوم أمس. وذكر أنه لم يسجل أي خرق يوم أمس، ولم ترفع أي شكوى إلى مفوضية الاستفتاء في واو، كما لم يسجل أي حادث أمني، والعملية تسير بسلاسة كما خطط لها. ومن الخرطوم أكد مراسل الجزيرة الطاهر المرضي أن التصويت بدأ هادئا كاليوم الأول بعد إقبال ضعيف تميز به اليوم الأول، وتوقع أن يحظي هذا اليوم بنشاط سياسي في ظل حديث عن ضرورة حل القضايا العالقة وضرورة أن يؤدي الاستفتاء إلى نتائج سلمية. إقبال كثيفوكان اليوم الأول تميز بإقبال كثيف خاصة في عاصمة الجنوبجوبا حيث شوهدت طوابير طويلة للمصوتين أمام مكاتب الاقتراع, بينما راوحت نسبة الإقبال في الشمال بين الضعيفة والمتوسطة. وقال موفد الجزيرة نت إلى الخرطوم رماح الدلقموني إن إغلاق المكاتب تم في الخرطوم بحضور رؤساء المراكز والمراقبين المحليين ووسائل الإعلام بعد يوم هادئ وإقبال ضعيف من الجنوبيين المسجلين للتصويت في الشمال. وفي العاصمة المصرية أغلقت مراكز الاقتراع أبوابها وسط مشاركة مكثفه من مواطني جنوب السودان المقيمين بالقاهرة. ويقدر عدد السودانيين الذين يحق لهم التصويت في مصر بنحو 3300 ناخب. وكان مواطنو جنوب السودان قد بدؤوا صباح اليوم الإدلاء بأصواتهم في الاستفتاء على تقرير مصير الإقليم، وسط إقبال كبير ومظاهر فرح عارمة. ونقل موفد الجزيرة نت إلى جوبا معاوية الزبير أن الأجواء الاحتفالية بدأت مع انبلاج الفجر، حيث ترددت الأغاني والموسيقى الصاخبة في جنبات المدينة، وامتلأت الشوارع بالناس على غير العادة في هذا الوقت المبكر. ووصف رئيس حكومة الجنوب سلفاكير ميارديت، في كلمة له عقب إدلائه بصوته قرب ضريح مؤسس الحركة الشعبية لتحرير السودان جون قرنق، هذا اليوم بالتاريخي. وقال إن أرواح أبناء الجنوب الذين قُتلوا في الحرب لم تذهب سدى. وذكر أن حماية الشماليين وممتلكاتهم والأجانب وأفراد لجنة الاستفتاء في الجنوب من مسؤوليات قوات الأمن, مؤكدا أن على قوات الأمن في شمال السودان حماية الجنوبيين هناك. أوباما يرحبفي غضون ذلك رحب الرئيس الأميركي باراك أوباما بإجراء الاستفتاء على تقرير مصير جنوب السودان، لكنه حذر جميع الأطراف من تبني ما سماه الخطاب التحريضي أو الأعمال الاستفزازية. وقال أوباما في بيان له إن واشنطن لن تنسى أيضا أهل دارفور، وستعمل على إيجاد حل لهذا الإقليم.ويجرى الاستفتاء بموجب اتفاق سلام مبرم بين شمال السودان وجنوبه عام 2005 بعد 21 عاما من الحرب، مع آمال وتطلعات بأن تتم العملية بكاملها حتى إعلان النتيجة في جو آمن ونزيه وحر يفضي لسلام دائم سواء ظل السودان واحدا أو انفصل لدولتين. وكانت المفوضية القومية للاستفتاء أعلنت أن عملية الاقتراع لتقرير مصير جنوب السودان ستستمر من الثامنة صباحا حتى الخامسة مساء وفق التوقيت المحلي، في نحو ثلاثمائة مركز بجميع ولايات السودان وخارجه طيلة أيام الاستفتاء من التاسع وحتى الخامس عشر من يناير/ كانون الثاني الجاري. وأكد رئيس مفوضية استفتاء جنوب السودان محمد إبراهيم خليل في مؤتمر صحفي السبت أن عدد المسجلين الذين يحق لهم الإدلاء بأصواتهم بلغ 3930916 مواطنا ومواطنة بواقع 3753815 في الجنوب و116860 في الشمال، بينما بلغ عدد المسجلين بمراكز الخارج 60241 مواطنا ومواطنة. وحدد إبراهيم قبول نتيجة الاستفتاء بتجاوز نسبة 60% من عدد المقترعين، مشيرا إلى أن المفوضية مسؤولة عن إجراءات ونزاهة وشفافية الاستفتاء.