يمكن تبرير ذلك بأنه بسبب غلاء البنزين والزيت وقطع الغيار، أو حتى مساهمة في أزمة المواصلات "ويا بخت من نفع واستنفع" ومع كل هذا هي ظاهرة خطيرة بدأت تتفشي بصورة كبيرة الآن في مصر، فإقدام الكثير من أصحاب السيارات الملاكي وخاصة في القاهرة وشرم الشيخ على العمل بها كتاكسي أجرة، تجربة أثبتت أن جرائم بشعة ارتُكِبت بسببها، ودائما مايصعب معها إثبات حقوق المجني عليهم عند التعرض لأي مكروه. وهذه الظاهرة التي قد يرى فيها البعض فرصة للهرب من استغلال سائقي التاكسي باعتبار أن أصحاب السيارات الملاكي لا يغالون في أجرة التوصيل.. هي في الواقع ليست كذلك بل هي ظاهرة في غاية الخطورة، حيث تقع بسببها جرائم كثيرة كالخطف والاغتصاب والسرقة، ساعتها لا يستطيع المجني عليه إثبات حقه لأن القانون يتعامل معه على أنه يركب في ملك الغير وبالتالي يصبح من الصعوبة بمكان إثبات حقوقه. وفي المقابل قرأنا وسمعنا كثيرا عن حوادث تمَّ فيها قتل مالك السيارة نفسه الذي يستغلها كأجرة، ففي نهاية العام الماضي شهدت محافظة 6 أكتوبر جريمة بشعة راح ضحيتها طالب من منطقة المرج، حيث استدرجه شابان علما أنه يعمل على سيارته الملاكي كتاكسي، وطلبا منه توصيلهما على أحد أقاربهما في مدينة 6 أكتوبر، وحينما وصلا إلى منطقة مهجورة انهالا عليه ضربا ودفناه في الرمال واستوليا على السيارة وفرَّا هاربين. والحقيقة التي تكمُن في هذه الحادثة أخطر من الجريمة نفسها - كما يؤكد مصدر أمني في مباحث المرج التي تولت التحري عن الواقعة- حيث قال إنه من الصعوبة إثبات كامل حقوق المجني عليه؛ لأنهما -أمام القانون- كانا يركبان معه في سيارته الملاكي، ويمكن أن يدعيَّ أنه اختطفهما وحاول تضليلهما، كما أن وجود الجناة مع المجني عليه في سيارته الملاكي يحدث لبسا أمام رجال المباحث في تحديد طبيعة العلاقة بينهم . ويوضح أبو الخير محمد (31 سنة) سائق تاكسي من حلون، أن سائقي الأجرة أصبحوا الآن يعانون من دخلاء المهنة من أصحاب السيارات الملاكي، حيث يهدرون حقوق سائقي التاكسي ولا يدفعون أي مقابل لذلك للمجتمع، كما أن الزبائن يفضلونهم لأن تعريفة التوصيل لديهم تكون أقل بكثير من التاكسي المرخص، لأنهم لا يدفعون ضرائب أو رسوم أو مخالفات مبالغ فيها كسائقي التاكسي المرخص. ويضيف أن الزبائن لا تعلم أبعاد خطورة ركوبهم سيارات ملاكي على أنها تاكسي أجرة، فعلى وجه الخصوص قد تتعرض الفتيات إلى مضايقات من أصحاب هذه السيارات، وإذا اشتكين في محضر رسمي سيدعي صاحب السيارة أنها هي التي ركبت معه بإرادتها، وخاصة أن الكثير ممن يستغلون سياراتهم الملاكي في الأجرة هم شباب ويحتالون على القانون وبالتالي ليس مستبعدا عليهم أن يرتكبوا أي جريمة أخرى. اللواء محمد منصور، مدير الإدارة العامة للمرور سابقا، يوضح أن ظاهرة التاكسي الملاكي انتشرت بسبب أن رسوم ترخيص التاكسي كبيرة خاصة في القاهرة وشرم الشيخ، ومطلوب لها اشتراطات مثل أن تكون رخصة القيادة درجة ثانية والكثير من الشباب لا يحملون إلا رخصة درجة ثالثة لا تصلح إلا لقيادة الملاكي. وتقول أسماء حسين، (19 سنة) طالبة في حقوق القاهرة، إنها كثيرًا ما تجد شبابا يركبون سيارات ملاكي يقولون لها "عايزة تروحي فين؟..أي حتة بخمسة جنيه بس" لكنها بالطبع كانت تتجاهل ذلك اعتقادًا منها أن هؤلاء الشباب يعاكسونها، ولكنها علمت من زملائها حقيقة الأمر وتؤكد، أنها بالطبع تخاف أن تركب مثل هذه السيارات نظرًا للخطورة التي قد تتعرض لها وأيضا للشبهات، التي قد تضع نفسها فيها إذا كانت التوصيلة إلى البيت. مصدر أمني في مديرية أمن القاهرة، يؤكد أن الكثير من الأولاد والرجال يفضلون ركوب مثل هذا السيارات الملاكي، نظرًا لكونها أكثر راحة من التاكسي، كما أن أسعار التوصيلة تكون أقل بكثير من أجرة التاكسي، فضلا عن أنهم يعتقدون أنه لا خطورة عليهم منها، ولكن بالنظر إلى البلاغات والمحاضر التي تتحرر يوميا في أقسام الشرطة عن سرقات واعتداءات بسبب هذه الظاهرة، نؤكد أن الأمر بالغ الخطورة، ويجب التصدي له بكل السبل.