خبير دستوري: اتحاد القبائل من حقه إنشاء فروع في كل ربوع الدولة    شعبة الدواجن: السعر لن يصل ل100 جنيه مرة أخرى.. وهؤلاء سبب الفجوة    قبل ذكرى النكبة.. ماذا يعني تصويت الأمم المتحدة على منح فلسطين العضوية الكاملة؟    الإمارات تحرج نتنياهو وترفض دعوته بشأن غزة: لا صفة له    السعودية تدعو مجلس الأمن لدعم فلسطين ب"العضوية الكاملة"    أبرزها الأهلي أمام بلدية المحلة، حكام مباريات اليوم بالدوري الممتاز    مش لاقي تشكيل مثالي، أول تعليق من مدرب اتحاد جدة بعد خماسية الاتفاق    بقلم ميري، معلمة تصفع طفلا من ذوي الهمم يهز ضمير الإنسانية في الأردن    رغم إخلاء سبيله.. لماذا أمرت النيابة بضبط وإحضار عصام صاصا؟    برج القوس.. حظك اليوم السبت 11 مايو: تخلص من القيود    برج الأسد.. حظك اليوم السبت 11 مايو: تقدم ملحوظ    أبناء السيدة خديجة.. من هم أولاد أم المؤمنين وكم عددهم؟    تناول أدوية دون إشراف طبي النسبة الأعلى، إحصائية صادمة عن حالات استقبلها قسم سموم بنها خلال أبريل    برلمانية تكشف مفاجآت بشأن تفاصيل مناقشة الحساب الختامي للحكومة    السفير ماجد عبدالفتاح يكشف تفاصيل موافقة 143 دولة على منح فلسطين عضوية الأمم المتحدة    عاجل - مندوب مصر بالأمم المتحدة: نطالب بوقف أي عملية عسكرية في رفح    نائب بالشيوخ: موقف مصر ثابت تجاه القضية الفلسطينية    القانون يحمى الحجاج.. بوابة مصرية لشئون الحج تختص بتنظيم شئونه.. كود تعريفى لكل حاج لحمايته.. وبعثه رسمية لتقييم أداء الجهات المنظمة ورفع توصياتها للرئيس.. وغرفه عمليات بالداخل والخارج للأحداث الطارئة    زيادات متدرجة في الإيجار.. تحرك جديد بشأن أزمة الإيجارات القديمة    سيف الجزيري: لاعبو الزمالك في كامل تركيزهم قبل مواجهة نهضة بركان    محمد بركات يشيد بمستوى أكرم توفيق مع الأهلي    نتائج اليوم الثاني من بطولة «CIB» العالمية للإسكواش المقامة بنادي بالم هيلز    الزراعة: زيادة الطاقة الاستيعابية للصوامع لأكثر من 5 ملايين طن قمح    النائب شمس الدين: تجربة واعظات مصر تاريخية وتدرس عالميًّا وإقليميًّا    المواطنون في مصر يبحثون عن عطلة عيد الأضحى 2024.. هي فعلًا 9 أيام؟    بيان مهم من الأرصاد الجوية بشأن حالة الطقس اليوم: «أجلوا مشاويركم الغير ضرورية»    إصابة 6 أشخاص إثر تصادم سيارة وتروسيكل بالمنيا    مصرع شاب غرقًا في بحيرة وادي الريان بالفيوم    الحكومة اليابانية تقدم منح دراسية للطلاب الذين يرغبون في استكمال دراستهم    «أنصفه على حساب الأجهزة».. الأنبا بولا يكشف علاقة الرئيس الراحل مبارك ب البابا شنودة    عمرو أديب: النور هيفضل يتقطع الفترة الجاية    رسائل تهنئة عيد الأضحى مكتوبة 2024 للحبيب والصديق والمدير    حظك اليوم برج العذراء السبت 11-5-2024: «لا تهمل شريك حياتك»    بتوقيع عزيز الشافعي.. الجمهور يشيد بأغنية هوب هوب ل ساندي    تراجع عيار 21 الآن.. سعر الذهب في مصر اليوم السبت 11 مايو 2024 (تحديث)    هل يجوز للمرأة وضع المكياج عند خروجها من المنزل؟ أمين الفتوى بجيب    الإفتاء تكشف فضل عظيم لقراءة سورة الملك قبل النوم: أوصى بها النبي    بلينكن يقدم تقريرا مثيرا للجدل.. هل ارتكبت إسرائيل جرائم حرب في غزة؟    5 علامات تدل على إصابتك بتكيسات المبيض    لأول مرة.. المغرب يعوض سيدة ماليا بعد تضررها من لقاح فيروس كورونا    مران الزمالك - تقسيمة بمشاركة جوميز ومساعده استعدادا لنهضة بركان    نيس يفوز على لوهافر في الدوري الفرنسي    الطيران المروحي الإسرائيلي يطلق النار بكثافة على المناطق الجنوبية الشرقية لغزة    هشام إبراهيم لبرنامج الشاهد: تعداد سكان مصر زاد 8 ملايين نسمة أخر 5 سنوات فقط    الجرعة الأخيرة.. دفن جثة شاب عُثر عليه داخل شقته بمنشأة القناطر    «آية» تتلقى 3 طعنات من طليقها في الشارع ب العمرانية (تفاصيل)    تراجع أسعار الحديد والأسمنت بسوق مواد البناء اليوم السبت 11 مايو 2024    رؤساء الكنائس الأرثوذكسية الشرقية: العدالة الكاملة القادرة على ضمان استعادة السلام الشامل    هل يشترط وقوع لفظ الطلاق في الزواج العرفي؟.. محام يوضح    حظك اليوم برج الجوزاء السبت 11-5-2024 على الصعيدين المهني والعاطفي    حلمي طولان: «حسام حسن لا يصلح لقيادة منتخب مصر.. في مدربين معندهمش مؤهلات» (فيديو)    طولان: محمد عبدالمنعم أفضل من وائل جمعة (فيديو)    جلطة المخ.. صعوبات النطق أهم الأعراض وهذه طرق العلاج    إدراج 4 مستشفيات بالقليوبية ضمن القائمة النموذجية على مستوى الجمهورية    زيارة ميدانية لطلبة «كلية الآداب» بجامعة القاهرة لمحطة الضبعة النووية    5 نصائح مهمة للمقبلين على أداء الحج.. يتحدث عنها المفتي    نائب رئيس جامعة الزقازيق يشهد فعاليات المؤتمر الطلابي السنوي الثالثة    بالصور.. الشرقية تحتفي بذكرى الدكتور عبد الحليم محمود    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الهند.. أمة تتداعى في قبضة كورونا.. ارتفاع عدد الإصابات إلى 17 مليون حالة ووفاة أكثر من 200 ألف
نشر في بوابة الأهرام يوم 01 - 05 - 2021

مر الهند، ثانى أكبر دولة فى العالم من حيث عدد السكان، بأكبر أزمة صحية فى تاريخها، فالموجة الثالثة من فيروس كورونا المستجد ضربت فيها بعنف، وحصدت وما زالت تحصد يوميًا آلاف الضحايا، وتصيب، وفقًا لآخر الإحصاءات، ما يزيد على 350 ألف نسمة فى اليوم الواحد، وتتصدر العالم بعد الولايات المتحدة الأمريكية برصيد 17 مليون إصابة بالفيروس المميت، وتجاوز مجموع الوفيات الهنود بسبب كورونا حاجز ال 200 ألف حالة وفاة.
الوضع فى الهند كارثى، وينذر بالأسوأ، ليس على مستوى الأمة الهندية وحدها، ولكن على مستوى العالم كله.
المثير للدهشة أن الهند أكبر منتج للقاح المضاد لكورونا فى العالم «أسترازينيكا»، وكانت تصدر ملايين الجرعات منه إلى الخارج، غير أنها علقت عمليات التصدير بعد تصاعد الإصابات لديها وحاجتها إلى اللقاحات، فيما يعنى أن الوسائل اللازمة للتصدى للفيروس متوفرة لدى السلطات الصحية الهندية بالعملة المحلية، وليست مضطرة لاستيراد اللقاحات من الخارج لحماية مواطنيها.
إلا أن الهنود أنفسهم يبدو أنهم كانوا غير حريصين على الالتزام بالإجراءات الاحترازية المعمول بها للتصدى للفيروس، وأولها التباعد الاجتماعى، فخرج الملايين منهم للاستحمام فى نهر الجانج المقدس للتطهر، وفقًا لمعتقداتهم الدينية، فكانت هذه المناسبة الدينية بمثابة فرصة يندر أن تتكرر لنشر الفيروس على أوسع نطاق ممكن.
ووسط هذه الأجواء المأساوية، بدأ الهنود الأثرياء يبحثون لأنفسهم عن ملاذات آمنة بعيدة عن الوطن الموبوء، بعد أن أجهد الفيروس نظام الرعاية الصحية فى البلاد، إلى الحد الذى باتت فيه الهند تعانى أزمة حقيقة فى توفير الأوكسجين اللازم لإنقاذ المصابين من ذوي الحالات الحرجة والذين يفقدون حياتهم لعدم توفره، وأزمة فى توفير محارق للجثث، ومقابر للموتى.
ودفعت هذه الظروف أصحاب الثروات إلى سباق محموم وجنونى للهرب من البلاد خشية التعرض للإصابة بكورونا داخل بلادهم، وإنفاق مبالغ طائلة على رحلات الطيران فى اللحظة الأخيرة ولو أدى الأمر لاستئجار رحلات خاصة على طائرات الشارتر، رغم قيود السفر، واتجه عدد كبير منهم إلى دولة الإمارات العربية لقرب المسافة، فيما أعلنت الأخيرة منع دخول القادمين من الهند لمدة 10 أيام، اعتبارًا من 25 أبريل الماضى.
طوابير الموت
أما الفقراء وعوام الناس فى هذا البلد العريق فقد ضاقت عليهم الأرض بما رحبت، وضاقت عليهم المحارق والمقابر، وقبلها المستشفيات وأماكن الرعاية المركزة كما أفادت وكالة «أسوشيتد برس» الأمريكية للأنباء.
وأشارت الوكالة إلى أن مساحات المقابر فى العاصمة الهندية نيودلهى بدأت بالنفاد، والمحارق الجنائزية المتوهجة تضىء سماء الليل فى مدن أخرى تضررت بشدة.
وأضافت أنه فى وسط مدينة بوبال، زادت بعض محارق الجثث من قدرتها الاستيعابية من العشرات إلى أكثر من 50 جثة مع ذلك، يقول المسئولون: لا تزال هناك ساعات انتظار طويلة.
وقال عمال محرقة «بهادهادا فيشرام جات» بالمدينة: إنهم «أحرقوا أكثر من 110 جثث يوم السبت الماضى، حتى مع أن الأرقام الحكومية فى المدينة بأكملها التى يبلغ عدد سكانها 1.8 مليون نسمة قدرت العدد الإجمالى للوفيات بنحو 10 فقط».
وقال مامتيش شارما، المسئول فى الموقع: «الفيروس يبتلع سكان مدينتنا مثل الوحش».
وأضاف: «نحن نحرق الجثث فور وصولها، كأننا فى وسط حرب».
وأشارت الوكالة إلى أن اندفاع الجثث غير المسبوق أجبر محرقة الجثث على تخطى الاحتفالات الفردية والطقوس الشاملة التى يعتقد الهندوس أنها تحرر الروح من دورة الولادة الجديدة.
وقال حفار القبور فى أكبر مقبرة إسلامية فى نيودلهى محمد شميم، حيث دفن 1000 شخص خلال الوباء، إن «المزيد من الجثث تصل الآن مقارنة بالعام الماضى».
وأضاف: «أخشى أن تنفد المساحة فى القريب العاجل».
وباتت محارق الجثث والمقابر فى الهند غارقة من كثرة العمل بعد غمرتها موجة جديدة مدمرة من إصابات كوفيد19 التى تمزق البلد المكتظ بالسكان بسرعة مرعبة، مما يؤدى إلى استنفاد إمدادات الأكسجين المنقذ للحياة إلى مستويات حرجة، وترك المرضى يموتون أثناء الانتظار فى الطابور لرؤية الأطباء.
ولليوم الثامن على التوالى، سجلت الهند رقمًا قياسيًا عالميًا للإصابات الجديدة، مدفوعًا بطفرة خبيثة جديدة ظهرت، مما يقوض مزاعم الحكومة السابقة لأوانها بالانتصار على الوباء، وفق ما نقلت «أسوشيتد برس».
وأدت الحالات المؤكدة البالغ عددها أكثر من 350 ألف حالة خلال يوم واحد إلى رفع إجمالى عدد حالات الإصابة فى الهند إلى أكثر من 17 مليون حالة، لتأتى ثانية بعد الولايات المتحدة.
وأبلغت وزارة الصحة عن 3 آلاف حالة وفاة أخرى خلال يوم واحد، مما رفع عدد وفيات كوفيد 19 فى الهند إلى 200 ألف حالة.
المأساة مستمرة
المأساة تتفاقم.. وأرقام الضحايا مفزعة، والمستشفيات وجهت نداءات استغاثة للحصول على الأكسجين، الذى باتت البلاد تعانى أزمة طاحنة من أجل توفيره للمرضى، بينما كدس البعض كميات كبيرة منه لاستخدامه وقت اللزوم مفضلين مصلحتهم الخاصة على حساب مصابين يصارعون الموت بسبب كورونا وبسبب النقص الحاد فى الأوكسجين!.
الهند تغرق حرفيًا فى «جحيم كورونا».. والوضع بات مفجعًا وقاتمًا، ورائحة الموت وحريق الجثث تزكم الأنوف فى الكثير من المدن والقرى الهندية، وسط تدافع مئات آلاف المصابين إلى المستشفيات كالطوفان، ليلقوا حتفهم فى طوابير الانتظار، وأحيانًا فى الطرقات خارج المستشفيات طلبًا للعلاج.
المسئولون يبذلون أقصى جهدهم لتوسيع وحدات الرعاية المركزة وتخزين الإمدادات المتضائلة من الأكسجين، والمستشفيات والمرضى على حد سواء يكافحون لشراء المعدات الطبية النادرة التى يتم بيعها بأسعار عالية.
الحكومة الفيدرالية دعت إلى زيادة إنتاج الأكسجين وغيره من العقارات الحيوية التى تعانى المستشفيات من نقص المعروض منها، والخبراء ينحون باللائمة عليها ويقولون إنها كان لديها عام كامل للاستعداد لهذه الموجة القاتلة من كورونا إلا أنها لم تفعل ذلك.
وبحسب شبكة «سكاى نيوز» البريطانية، اصطفت عشرات السيارات أمام معبد للسيخ، شرقى العاصمة نيودلهى تحمل مصابين بكورونا بحثًا عن أوكسجين من أسطوانات تقدمها منظمة خيرية سيخية، بعدما باتت خدمات المستشفيات حلمًا بعيد المنال، وهم ينتظرون إما الفرج أو الموت.
ووصل بعض المصابين وهم فى حالة إغماء، بينما كان آخرون يشهقون بمشقة وألم حتى يواصلوا التنفس، من جراء مضاعفات فيروس كورونا.
وفى مشهد غير مألوف، تحولت المقاعد الخلفية للسيارات إلى ما يشبه أسرة المستشفى، إذ يستلقى بها المرضى، حتى تُمد إليهم الأنابيب من أسطوانة الأوكسجين.
ومعظم الموجودين فى تلك السيارات مرضى فى حالة متقدمة، المفترض أن يلقوا الرعاية على يد أطباء مختصين.
أما الآباء والأمهات فيتنقلون بين المكان والآخر، وهم يتوسلون الحصول على جرعة الأوكسجين لابن مصاب، أملًا فى إنقاذ حياته.
وفى خضم هذه الأزمة، يوجه مواطنون هنود انتقادات إلى حكومتهم التى يتهمونها بالتقصير وعدم القدرة على احتواء الوباء الذى أصاب ملايين الأشخاص فى البلاد.
ويقول بعض الساخطين: إنهم يشعرون بأن الحكومة قد تخلت عنهم وتركتهم لمصيرهم، فى ظل تفاقم وضع الوباء.
السلالة الهندية من كورونا
ما زال العلماء حول العالم يجهلون السلالة الجديدة من فيروس كورونا التى ظهرت فى الهند وتسببت فى هذه الفاجعة الكبرى التى ألمت بها، ولا عن مدى انتشارها، وما إذا كانت وراء الموجة الثانية المميتة فى الهند.
ويشير عدد منهم إلى أن الفيروسات تتحور بشكل كبير وجوهرى طوال الوقت وتتغير ويؤدى ذلك إلى ظهور سلالات جديدة منها، بعضها قد يكون أضعف من الفيروس الأصلى، وبعضها الآخر قد يجعله أكثر تسببًا للعدوى وأكثر مقاومة للقاحات وهذا ما اكتشفته الهند فى السلالة التى ضربتها.
وهذه السلالة من الفيروس، تعرف ب B1.617، وظهرت لأول مرة فى الهند فى أكتوبر الماضى، ولم تجر عليها اختبارات بشكل كافٍ لمعرفة سرعة ومدى انتشارها.
وتشير معلومات المبادرة الدولية لمشاركة بيانات الإنفلوانزا إلى أن السلالة الجديدة من فيروس كورونا ظهرت فى أواخر العام 2020 من بين 361 عينة جُمعت بين يناير ومارس فى ولاية مهاراشترا فى غرب الهند، وانتشرت حتى الآن فى 21 دولة حول العالم.
ويبدو أن حركة السفر جلبت هذه السلالة إلى المملكة المتحدة، إذ اكتُشفت 103 حالات منها منذ 22 فبراير الماضى.
وحُظر السفر على أغلب القادمين من الهند إلى المملكة المتحدة مؤخرًا.
وأدرجت هيئة الصحة العاملة فى المملكة المتحدة السلالة الهندية ضمن العديد «من السلالات الخاضعة للدراسة»، لكنها لا تعتبرها حتى الآن من السلالات الخطرة.
ولا يعرف العلماء حتى الآن ما إذا كانت هذه السلالة معدية أكثر أو مقاومة للقاحات.
ويقول الدكتور جيريمى كاميل، أستاذ الفيروسات بجامعة ولاية لويزيانا بالولايات المتحدة إن أحد نماذج هذه السلالة يشبه السلالة التى ظهرت فى جنوب إفريقيا والبرازيل.
وقد يساعد هذا التحور الفيروس على التغلب على الأجسام المناعية فى الجهاز المناعى، والتى يمكنها مقاومة الفيروس بفضل إصابة سابقة أو اللقاح.
لكن المقلق فى الوقت الحالى هو السلالة التى تم اكتشافها فى المملكة المتحدة، وهى السائدة فى بريطانيا وانتشرت فى أكثر من 50 دولة.
ويقول الدكتور كاميل: «أشك فى أن تكون السلالة الهندية أكثر عدوى من السلالة المنتشرة فى المملكة المتحدة. ولا يجب أن نشعر بالهلع».
ويقول العلماء إن أغلب البيانات المتاحة عن السلالة الهندية غير مكتملة، فالعينات المتاحة لا تزيد على 298 فى الهند و656 من أنحاء العالم. وفى المقابل، تزيد العينات المتاحة على السلالة المنتشرة فى المملكة المتحدة على 384 ألف عينة.
ويقول الدكتور كاميل إنه بعد ظهور أول حالة من هذه السلالة فى الهند، عثر على أقل من 400 حالة إصابة بها حول العالم.
ويقول الدكتور رافى جوبتا، أستاذ الميكروبات الطبية فى جامعة كامبريدج إن «الكثافة السكانية المرتفعة فى الهند بمثابة حاضنة هائلة للفيروس ليتحور».
لكن حالات الإصابة فى الموجة الثانية فى الهند قد يكون سببها التجمعات الحاشدة وغياب الإجراءات الوقائية، مثل ارتداء الأقنعة أو التباعد الاجتماعى.
ويقول الدكتور جيفرى باريت، من معهد ويلكوم سانجر: إنه من الممكن وجود علاقة سببية بين الموجة الثانية والسلالة الجديدة، لكن لا يوجد دليل على ذلك حتى الآن.
ويشير إلى أن السلالة الهندية اكتشفت منذ العام الماضى، «وإذا كانت وراء الموجة الثانية فى الهند، أى أنها احتاجت شهورا عديدة للوصول إلى هذه المرحلة، ما قد يشى بإمكانية أن تكون أقل عدوى مقارنة بسلالة كِنت B117».
ويرجح الخبراء أن تنجح اللقاحات فى السيطرة على هذه السلالة من حيث منع المرض الشديد.
لكن ورقة بحثية نشرها البورفيسور جوبتا وفريقه فى دورية نيتشر تتنبأ بأن بعض السلالات فى مرحلة ما ستتغلب على مفعول اللقاحات. ولذلك، يجب إحداث تغييرات فى تصميم اللقاحات فى مرحلة ما لتكون أكثر كفاءة.
وفى الوقت الحالى، يرجح أن تنجح اللقاحات المتاحة فى كبح انتشار المرض.
ويقول الدكتور كاميل: «بالنسبة لأغلب الناس، فإن الفارق الذى تحدثه هذه اللقاحات هى بين عدم الإصابة أو الأعراض الخفيفة، وبين الحاجة إلى دخول مستشفى أو مواجهة خطر الموت».
مساعدات غربية عاجلة
يأتى ذلك فى الوقت الذى بدأت فيه المساعدات الغربية تتدفق إلى الهند، حيث وصلت الثلاثاء الماضى أول شحنة من المساعدات الطبية البريطانية إلى مدينة نيودلهى وتحتوى على 100 جهاز تنفس صناعى و95 جهاز توليد أكسجين، ومن المقرر أيضًا إرسال تسع حاويات جوية خلال أسبوع محملة بمعدّات من بينها 495 جهاز توليد أكسجين و120 جهاز تنفس عبر القناع و20 جهاز تنفس يدوى، بحسب المفوضية البريطانية العليا فى نيودلهى.
كما تستعد الحكومة الألمانية لإرسال مساعداتها للهند بأقصى سرعة وبشكل خاص أجهزة التنفس الصناعى ونظام توليد الأكسجين المتنقل والأدوية.
وبحسب البيانات الرسمية تتولى وزارة الخارجية الألمانية تنسيق الجهود، بينما تساهم وزارتا الصحة والدفاع بالمواد الإغاثية وسيتولى الجيش الألمانى مهمة النقل.
وذكر المتحدث ردًا على استفسار أنه ليس من المخطط توريد لقاحات للهند، مضيفًا أن الهند نفسها واحدة من أكبر الجهات المنتجة للقاحات فى العالم وتنتج بشكل أساسى لقاح أسترازينيكا.
كما أعلنت فرنسا أنها ستساعد بإرسال ثمانى وحدات توليد أكسيجين طبى من خلال مولّد وحاويات أكسجين مسال سبق أن أُرسلت خمسة منها، تسمح بتوفير الأكسيجين الطبى لما يصل إلى 10 آلاف مريض فى يوم واحد، بالإضافة إلى معدّات طبية خاصة تحتوى خصوصًا على 28 جهاز تنفس، بحسب ما أفادت السفارة الفرنسية فى بيان.
وتعهّدت الولايات المتحدة عقب اتصال هاتفى الإثنين الماضى بين الرئيس الأمريكى جو بايدن ورئيس الوزراء الهندى ناريندرا مودى، بتقديم «مساعدة عاجلة» تتضمن مكونات لإنتاج لقاحات ومعدات حماية وأجهزة تنفس وفحوص كشف الإصابة.
وأعلنت المفوضية الأوروبية الثلاثاء الماضى أن الاتحاد الأوروبى سيرسل سفينة مساعدات تحمل معدات طبية إلى الهند. وتضم الشحنة، من بين مواد أخرى، 780 مكثفًا للأكسجين وإمدادات من عقار ريميديسفير ومئات من أجهزة التنفس الصناعي.
وقال يانيز ليناركيتش ، المفوض الأوروبى لإدارة الأزمات: إن الإمدادات تم توفيرها من جانب الدول الأعضاء وإن تغطية تكاليف النقل ستكون بشكل أساسى من أموال الاتحاد الأوروبي. وأضاف: «الاتحاد الأوروبى يتضامن بشكل كامل مع الشعب الهندى ومستعد لبذل قصارى جهدنا لدعمهم فى هذا الوقت الحرج».
واللافت للنظر الفرق بين رد الفعل الغربى تجاه أزمة كورونا التى تواجهها الهند منذ منتصف أبريل الماضى، والذى تمثل فى المبادرة بتقديم المساعدات الإغاثية اللازمة من أجهزة تنفس صناعى ومعدات أكسجين وغيرها وهو موقف إنسانى من دون شك، وبين موقفها من جائحة كورونا التى ضربت الصين انطلاقًا من مدينة ووهان، والتى غلب عليها المبادرة باتهام الصين بأنها مصدر الفيروس، والتحذير من السفر إليها، رغم أن الصين بادرت بفرض حجر صحى شامل على البلاد، وحظر للسفر من وإلى الصين بالتوازى مع فرض كل الإجراءات الاحترازية على الصينيين والأجانب المقيمين فوق أراضيها حتى نجحت فى احتواء الجائحة، بينما الهند وفرت كل الظروف التى من شأنها توفير بيئة خصبة للفيروس وفقا لاتهامات المواطنين الهنود أنفسهم.
فى كل الأحوال.. السلالة الهندية الجديدة تستلزم تضافر كل الجهود الدولية لوقف انتشارها داخل الهند وخارجها حتى لا تتحول إلى وحش يهدد الصحة العالمية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.