استطاع أهالي قرية بني عدي بمركز منفلوط في أسيوط، قهر الفرنسيين، في معركة أسطورية، منذ 219 عامًا، حيث تغلبت الأواني والعصي والسكاكين، على مدافع العدو، وتقهقر إلى الجبال، وانسحب إلى غير رجعة، وذلك في يوم 18 أبريل 1799، الذي اتخذته محافظة أسيوط عيدًا وطنيًا لها، لتحتفل فيه بهزيمة الفرنسيين من كل عام. فقدت قرية بني عدي ثلث سكانها، الذين لم يتجاوزوا ال10 آلاف نسمة - حينذاك- بحسب المؤرخين، في المعارك التي اندلعت بين الفرنسيين، وأهل القرية، التي شهدت عمليات كر وفر واسعة، بين الأهالي والفرنسيين، أشدها وطأة ما فعله جنود الاحتلال ن فوق تبة "السبع بنات"، التي تقع في الناحية الغربية البحرية للقرية، حيث قصفوها بالمدافع، إلا أن بسالة الأهالي وصمودهم، حالت دون هزيمة أبناء بني عدي. دارت رحى الحرب بين أهالي بني عدي في مواجهة الفرنسيين، حيث استعان أبناء القرية بالعصي والشوم والأغطية الأواني والسكاكين، في مواجهة الاحتلال الفرنسي، وكان الرجال والسيدات والشباب يتشاركون الدفاع عن قريتهم، كل حسب دوره في المعركة، حيث كان الرجال والشباب يقتتلون في الشوارع مع الفرنسيين، بينما النساء كن يقمن برمي السهام والحجارة من فوق أسطح المنازل على الأعداء. وعن سبب هجوم الفرنسيين على بني عدي، يرجع المؤرخون الأمر إلى مقاومة أهالي القرية للاحتلال الفرنسي، حيث ذهب شباب القرية إلى مراكبهم المرابطة في النيل، وأخذوا في مقاومتهم، فقاموا بالهجوم على القرية وانهزموا في الجولة الأولى، واستمرت المعركة 40 يومًا متواصلة، ولم يجد الفرنسيون طريقًا لمواجهة شراسة أبناء القرية، إلا الحيل الخداعية فهاجمنا من الخلف عن طريق الجبل، وصعدوا التبة وشيدوا أبراجًا وغرفًا للاحتماء بها، ونصبوا مدافعهم، في مواجهة القرية، لتحرق نيرانها بيوتنا، ويقع منا آلاف الشهداء، وبرغم من إحراق القرية، واستشهاد ثلث أبنائها تقريبًا، إلا أن الثلثين المتبقيين، لم يخضعوا للهزيمة، فقاموا بنصب الأكمنة في الزراعات للفرنسيين، وبعد استدراجهم وإيهامهم بأن القرية انهزمت زحف الفرنسيون بريًا إلى قلب القرية، فباغتهم أهلها بالهجوم عليهم من الزراعات بأسلحتهم البسيطة، وهزموهم شر هزيمة، وفر الفرنسيون هاربين خارج القرية. ويقول المؤرخون، إن ثورة بني عدي قامت ضد الفرنسيين تحت قيادة الشيخ أحمد الخطيب، وكان أهلها يرسلون جماعات منهم إلى النيل لمهاجمة السفن الفرنسية، إذ اشترك جميع أهالي القرية من سيدات ورجال في المقاومة، وكانت قرية بني عدي القبلية والبحرية تعادل نسبة عدد السكان الموجودة بمدينة أسيوط في ذلك الوقت. واشترك الحجازيون القادمون من أرض الحجاز، وأهل المغرب العربي والعُربان في المعركة ضد الفرنسيين مع أهل القرية، وكان يوم 18 أبريل عام 1799 يومًا مشهودًا في تاريخ أسيوط، إذ ضرب أهالي بني عدي في هذا اليوم مثلًا رائعًا في البطولة والفداء.