حوادث طرق خلفت قتلى، وعواصف رعدية أغلقت موانئ، وسيول أغرقت مدنا وقرى، تلك هى حصيلة اليوم الأول من "نوة الميلاد" التى جاءت بطقس سئ عم غالبية محافظات الجمهورية. وزاد من الواقع المؤلم للجو، تصريحات مسئولى هيئة الأرصاد الجوية، باستمرار انخفاض درجات الحرارة فى اليومين القادمين، وتوقعهم مزيداً من الأحداث السيئة فى بعض المحافظات خاصة سيناء، والوجه القبلى. بدأ الطقس السيئ صباح اليوم، بدماء على الطرقات، حيث وقعت ثلاث حوادث مأساوية بطريق الواحات البحرية وطريق القاهرةأسيوط الزراعى، ولقى 3 مصرعهم، وأصيب 27 ، بسبب هطول الأمطار بغزارة، وانخفاض الرؤية، فترات الصبح . وامتد الطقس السيئ ليتسبب فى إصابة 46 شخصاً غالبيتهم من التلميذات، فى حادث انقلاب أتوبيس قبيل كمين البرشا بطريق أسيوطالمنيا الصحراوى، نتيجة انحرافه وسقوطه فى إحدى مخرات السيول بسبب سوء الاحوال الجوية. وتفاؤل مسئولى الأرصاد الجوية، لم يكن على المستوى المأمول، وتوازى ذلك، مع تصريحات الدكتور على قطب المتحدث باسم الهيئة، عندما أكد استمرار سقوط الأمطار خلال الأيام القليلة المقبلة، مع اصطحابها برياح، بينما المدن الساحلية ستنشط بها الرياح بكثافة، مما ينذر باضطراب الملاحة في البحرين الأحمر والمتوسط. تشاؤم الأرصاد حول الطقس غدا، وبعد غد، اشتمل على توالى انخفاض درجات الحرارة بمستويات كبيرة، وقال قطب فى هذا الصدد:إن درجات الحرارة ستنخفض خلال هذه الموجة، بنحو 3 غلى 4 درجات، ليعم البلاد جو بارد خلال ساعات النهار، شديدة البرودة ليلا، لكنه أظهر بريقا من التفاؤل فى أن يبدأ التحسن فى الطقس ابتداء من مساء الجمعة. غضب الطقس، بدا واضحا على سير العملية التعليمية، حيث تسبب فى ارتفاع نسبة الغياب فى غالبية المحافظات التى ظهر فيه تأثير الأمطار الغزيرة، ومنها سوهاج، وأسوان، والعريش، بسبب عدم القدرة على السير فى الشوارع، الأمر ذاته، دفع اللواء نبيل العزبى محافظ سوهاج، إلى رفع درجة الاستعداد القصوى بجميع مراكز ومدن المحافظة، تحسبا لحدوث سيول، وقام المحافظ بتجهيز العقاقير والأدوية بالمستشفيات العامة، فضلا عن تجهيز وحدات الإسعاف الطائر لمواجهة أى أحداث قد تنتج فى حال حدوث السيول. ولم تسلم أسلاك التيار الكهربائى وخطوط التليفون من الطقس السيئ، فقد شهدت محافظة البحر الاحمر انقطاع التيار الكهربائى عن معظم القرى، فضلا عن انقطاع حرارة التليفونات عن المنازل، لكن على عكس الغضب الذى ساد غالبية المواطنين من هذا الطقس، خرج أهالى حلايب وشلاتين، مهللين لسقوط الامطار بغزارة، واعتبروها المتنفس الذى تحيا به زراعاتهم وتمنوا استمرارها طوال فصل الشتاء. إغلاق المحال التجارية، كان السمة الغالبة على طقس أول أيام "نوة الميلاد"، حيث أغلقها أصحابها، وجلسوا فى منازلهم، وتكرر ذلك فى مدينة كوم أمبو، ونصر النوبة، وفي أخرى بأسوان، وبعض مناطق محافظات أسيوط، والعريش، وسيناء، لكن حالات الذعر زادت من وتيرتها عند المواطنين الذين يعيشون فى مساكن الطوب اللبن، خوفا من انهيارها بسبب العواصف والأمطار الغزيرة. الذعر الذى اجتاح سكان منازل الطوب اللبن امتد ليصيب غالبية أهالى محافظة قنا، خاصة فى مركزى نجع حمادى وفرشوط، ودشنا، حيث استمر سقوط قطع من الثلج فترات طويلة من النهار، وانقطاع التيار الكهربائى فى القرى، وتحولت الشوارع إلى برك من المياه، وتأثرت المواصلات، وغابت السيارات عن الشوارع، وتضاعف الفزع بين أهالى القرى القريبة من مخرات السيول، مما دفع رؤساء المدن والمراكز إلى قطع التيار الكهربائى، منعا لحدوث أى حرائق بسبب الرعد. من قنا إلى سيناء، شهدت المحافظة عواصف ترابية زرعت الرعب بين الأهالى، الذين خلت منهم الشوارع، بعدما بلغت سرعة الرياح 50 كيلو مترا فى الساعة، الأمر الذى دفع الصيادين للخروج من البحر، وتوقف أعمال الصيد تماماً. كما تسببت السيول فى قطع الطريق الذى يربط بين القصير ومرسى علم، وهذا ما كشف عنه اللواء أحمد عطية رئيس المدينة، قائلا :إن السيول تسببت فى قطع الطريق عند الكيلو 16، والكيلو 30 شمال المدينة، وتعطل إصلاح الطريق بسبب تساقط السيول من المناطق الجبلية المحيطة به . من التأثير السيئ للطقس براً إلى التأثير بحراً، حيث تسببت العواصف وسرعة الرياح فى كفر الشيخ في وقف عمليات الصيد فى بحيرة البرلس وميناء الصيد بالبرلس، ومنعت الأمطار المراكب من الخروج للصيد، وامتد التأثير بحراً إلى ميناء "ضبا" السعودى الذى تم إغلاقه، وإلغاء رحلتين بحريتين كان على متنهما 1100 راكب، فضلا عن إغلاق موانئ "بورتوفيق" و"الأدبية"، و"الزيتية". وكانت شمال سيناء أكثر المحافظات تخوفا من طقس اليوم، تحسبا لحدوث سيول تضاهى ما حدث العام الماضى، الأمر الذى جعل المحافظ مراد موافى يأمر بتشكيل غرفة عمليات فى كل مدن المحافظة تعمل على مدار ال 24 ساعة، لتلقى أية إخطارات أو بلاغات بخصوص السيول. ومن شمال إلى جنوبسيناء، تعرضت مدينة نويبع لموجة من الطقس السيئ، وسقوط أمطار وبرق ورعد، مما أثر على حركة السيارات، وقام المسئولون بإغلاق طريق وادى فيران – سانت كاترين أمام السيارات تحسبا لحدوث سيول كثيفة على الطريق، كما وتوقفت حركة الملاحة البحرية للعبارات العاملة على الخط الملاحي "نويبع- العقبة" الأردني، بسبب إغلاق ميناء العقبة، نتيجة سوء الأحوال الجوية وسرعة الرياح، التي لا تسمح بسير العبارات بطريقة آمنة. وعلى خلاف الطقس السيئ الذى عم أغلب محافظات مصر، شهدت محافظات مطروح والإسكندرية والبحيرة، طقسا معتدلا مع سطوع الشمس طوال الساعات الماضية، بعكس ما شهدته باقى المحافظات.