أعربت فنزويلا عن تقديرها لمصر على تبنيها سياسة خارجية متوازنة مبنية على أساس التعاون والتنسيق الكاملين والدفاع عن المبادئ الأساسية للقانون الدولي، وبخاصة مبدأ عدم التدخل فى شئون الدول الأخرى. وقال أنخيل خيسوس إيريرا مستشار السفير الفنزويلى بالقاهرة فى تصريحات له إن بلاده تأمل فى أن يواصل الشعب المصرى المضى قدما فى طريقه إلى الأمام، مشيرا إلى أن فنزويلا لن تتنازل أبدا عن الدفاع عن حقوقها ومصالحها من أجل الحفاظ على إرث شعبها. جاء ذلك بمناسبة احتفال سفارة فنزويلا بالقاهرة، بقيادة السفير ويلمر باريينتوس فيرنانديز، بالذكرى ال29 على الثورة الفنزويلية التى قادها الرئيس الراحل هوجو شافيز، حيث أشار إيريرا بهذه المناسبة إلى أن ثورة شافيز كانت حدثا تاريخيا اقتحم المشهد السياسى الفنزويلي، وكان لها تأثيرات كبيرة على الوضع الحالى فى أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي، كما كانت له أيضا تداعيات على هياكل النظام الدولي، لكونه انتفاضة ضد الاستبعاد الاجتماعى والظلم، ودعوة للنهوض من الآثار الضارة للرؤية الاقتصادية حينها، وقال إن هذه الثورة البوليفارية يقودها حاليا الرئيس الدستورى نيكولاس مادورو، مشيرا إلى أن الانتخابات الفنزويلية الأخيرة جرت فى محفل الديمقراطية، وكانت بمثابة استفتاء شعبى من أجل السلام والسيادة، وهى الانتخابات ال25 التى تعقد فى البلاد على مدار 20 سنة، مشيرا إلى أنه قد توافرت فيها كافة الضمانات والشفافية، واتسمت بالنزاهة التى لا يشوبها شائبة، على الرغم من الحصار الاقتصادى والمالي الأمريكى وظروف جائحة كورونا. وأضاف: «لقد ظهر واضحا رغبة البلاد والشعب فى السلم والديمقراطية، فقد جرت الانتخابات بمشاركة أكثر من 14 مرشحا ينتمون إلى 107 أحزاب ومنظمات سياسية، منها 98 من المعارضة، وذلك للمنافسة على 277 مقعدا فى الجمعية العامة (البرلمان)، وخلال الانتخابات، تم تطبيق بروتوكول الوقاية الصحية لتفادى انتقال عدوى كوفيد 19، لضمان الصحة بجانب ممارسة الحق فى التصويت». وأضاف أن «هذا يعد دليلا واضحا على أن جميع السلطات فى فنزويلا يتم اختيارها وفقا للدستور الوطني، ولا تنصاع بأى حال من الأحوال للسلطة والنفوذ». وتابع مستشار السفير الفنزويلى أن حكومته كانت قد أعربت عن قلقها إزاء أعمال العنف التى وقعت فى واشنطن، بالتزامن مع إعلان نتائج الانتخابات الأخيرة، موضحا أن الولاياتالمتحدة تعانى مع الأسف من نفس الشيء الذى تسببت فى بالعديد من البلدان الأخرى بسياستها العدوانية، بحسب تعبيره، وقال: «رفضت فنزويلا تصرفات حكومة دونالد ترامب السابقة بالتواطؤ مع المتطرفين الفنزويليين من أجل الاستيلاء على أصول وكيانات فنزولية حول العالم»، ومشيرا إلى أن فنزويلا كانت قد وجهت فى يناير الماضى رفضا شديدا أيضا للتدخل من جانب حكومة المملكة المتحدة فى الشئون الداخلية فى فنزويلا.