المعركة مع كورونا ليست سهلة فهي تجربة مريرة يخوضها المريض بين الحياة والموت، ووراء كل حالة قصة وخلف كل إصابة تجربة تستحق التوقف عند تفاصيلها ودراسة نتائجها.. ناجون من المعركة يكشفون تفاصيل ساعات العسر ولحظات الضيق ومشاهد الموت ورحلة العلاج حتى العودة إلى الحياة الطبيعية.. ما بين وصفات الأصدقاء ونصائح الزملاء وروشتة الأطباء يعيش مريض كورونا لحظات عصيبة بحثا عن طوق نجاة من فيروس قاتل يتسلل خلسة إلى الجسم ليشل حركة التنفس. إما الموت وإما الحياة . فيما كشفت تجارب مؤلمة لم يكن الشفاء والتعافي منها هو نهاية المطاف؛ حيث كانت هناك مضاعفات تتطلب وجود متخصصين ومستشفيات وعيادات لمتابعة ما بعد التعافي من كورونا التي تتطلب الراحة والمتابعة لمدة 6أشهر؛ بالفعل يوجد جانب مظلم للمتعافين لا نعلم عنه شيئا سوى من مر بألم كاد أن يخنقهم أحياء؛ وإدخالهم في متاهات الحيرة والخًوف من المجهول وترقبهم للموت في أي لحظة؛ لن نقول هناك تجارب بسيطة وتجارب قاسية ولكنها تجارب بدأت مع أشخاص وجدوا أنفسهم منفردين بلا سلاح في ساحة المعركة مع عدو مجهول فتمسكوا بسلاح الأمل بالله؛ فمنهم من خرج ناجيا بنفسه وأحبائه ومنهم من فقد أحبابه وفقد معهم لذة انتصاره وحيدا. "بوابة الأهرام" التقت عددا من المتعافين سردوا تجربتهم مع الوباء... محاولات متكررة لاستيعاب صدمة الإصابة أحمد سمير، أحد المتعافين من كورونا يروي تجربته حيث قال إنه كان يعتقد أن إصابته بكورونا بعيدة عنه؛ حيث إنه لم يهمل في اتخاذ كافة الإجراءات الاحترازية وتنفيذها بشكل حرفي؛ لحمايته وحماية أسرته وكل المحيطين به؛ كانت تراوده الأفكار السيئة بعد إصابته بفيروس كورونا بدءاً من القلق والخوف على مستقبل أبنائه وأسرته ووالدته؛ ومنها هل ستكون إجراءات العزل المنزلي كافية أم يلجأ لمستشفيات العزل؛ وما هو مصير أسرته إذا تطور الأمر للحجز في المستشفى والدخول إلى العناية المركزة ومن بعدها الموت؛ ولكنه قرر التمسك بالله وبإجراءات العزل المنزلي حرفيا وبجدية فسيطرت عليه صورة إيجابية أخرى؛ وهو أنه قادر على هزيمة فيروس كورونا فبدأ يطمئن نفسه حتى لا يصل لدرجة الهلع والفزع فالخوف أمر طبيعي ولكنه حاول السيطرة عليه حتى لا يؤثر على حالته النفسية ومناعته الجسمانية . استيقظ أحمد صباحا على ألم ومغص شديد وحاول تجاهله؛ وفوجئ أنه غير قادر على شم رائحة صابونة الوجه الذي يعرف رائحتها جيدا حاول تجاهل الأمر مرة ثانية؛ ولكن عندما أمسك بزجاجة العطر الذي اعتاد استخدامه يوميا فوجئ بأنه لا يشم رائحته؛ فبدأ يساوره القلق وأصبح في صراع لاستبعاد فكرة انه مصاب بفيروس كورونا ؛ فعاد ليكرر استخدام عطره اليومي عدة مرات ولكن بدون جدوى؛ كان يريد أن يثبت لنفسه أنه ليس من ضحايا كورونا وعقله يرفض الإصابة ؛ وأخذ يحاول من جديد واتجه إلى المطبخ ليشم رائحة مسحوق البن النافذة ليكون هو الفيصل بين رائحة الصابون ورائحة عطره اليومي؛ وهنا أيقن الآن أنه أصيب بأحد أعراض فيروس كورونا واستسلم للأمر الواقع وقرر عزل نفسه حتى يتضح الأمر هل هو برد أم كورونا؛ وعندما اكتشف الأعراض أجمع قوته وقام بتطهير كل الأشياء والأماكن التي استخدمها في المنزل باستخدام الكلور والماء؛ وأخضع نفسه للعزل المنزلي واستخدم كافة الأدوية وفقا للبروتوكولات المعلنة؛ وتناول الخضراوات المسلوقة بماء فقط وبدون أي دهون وتناول اللحوم البيضاء والسلطة والفاكهة والالتزام بالطعام الصحي؛ وكانت تترك له أسرته الأدوية والطعام أمام غرفة العزل. واستمر أحمد قائلا ؛ كان الوضع سيئا بسبب عزله عن أسرته وأطفاله فالأمر كان غير مفهوم لأطفاله التي تحاول أن تلتف حوله والجلوس معه عند خروجه من غرفة العزل ذاهبا للحمام المخصص له؛ ولكن كان يحاول إبعادهم رغم أنه شعور قاس أن تتجاهل أطفالك؛ ولكن من أجل مصلحتهم وصحتهم لذلك حاولت زوجته أن تحتوي الأطفال وتشرح لهم طبيعة إصابة والدهم بالفيروس كي يستوعبوا الأمر؛ حتى لا يصابوا ولا يعانون مما يعاني منه والده بسبب الإصابة؛ ولذلك كان يتواصل مع أسرته عبر الكول فون فقط ؛ وأثناء حركته البسيطة في المنزل كان دائما مرتديا للكمامة وقفازات اليد ؛ ثم التخلص منهم فورا بوضعهم في أكياس القمامة خارج المنزل بعد تعقيم الأكياس . بدأت أعراض كورونا تشتد عليه بعد يومين بداية من الاتزان؛ والإحساس بالتوهان وانخفاض التركيز واشتد السعال تدريجيا مع حدوث ضيق التنفس واضطرابات في نبضات القلب ؛ مصحوب بارتفاع في درجة الحرارة إلى 40 درجة والتي استمرت لمدة خمسة أيام و امتنع بعد ذلك عن قياس درجة الحرارة ؛ حتى يتجنب حدوث الذعر لنفسه وحتى لا تتأثر حالته النفسية ؛ ثم تابع مع طبيب عبر التليفون ونصحه بتناول أدوية للسعال و زيادة جرعة الأدوية المخفضة للحرارة ؛ التي انخفضت بعد مرور 8 أيام والتي انتهت نهائيا بعد 14 يوما من العزل المنزلي مع استمرار تناول المشروبات الدافئة . وبعد مرور 14 يوما عادت له حاسة الشم ولكن ليس بكفاءتها قبل الإصابة؛ واستمرت حالة عدم الاتزان وعدم التركيز ولكن بشكل أقل حدة؛ ثم أخذ قسطا آخر من الراحة لمدة أسبوع ثالث مع تخفيف إجراءات العزل؛ وتطهير أدواته وغرفة العزل بكل محتوياتها وفي الأسبوع الثالث بدأ الجلوس مع أسرته على مسافة وصلت 3 أمتار وهو مرتديا الكمامة ؛ وكان دائما أثناء إصابته وبعد نجاته يوجه النصيحة لمن كانوا يتصلون به للاطمئنان عليه ؛ بالالتزام بكافة الإجراءات الاحترازية بارتداء الكمامات واستخدام الكحول والتباعد الاجتماعي؛ وهو نفس ما يفعله الآن بعد التعافي حيث مازال ملتزما بالإجراءات الاحترازية بنفس التزامه قبل الإصابة ؛ حيث يرتدي كمامتين في المرة الواحدة وفي حالة عدم توافرها يضع المناديل الورقية مع الكمامة الواحدة ؛ وعند عودته للبيت يقوم بغسل يده أولا قبل التعامل مع أي شيء في المنزل ؛ وقبل تغيير ملابسه يعقم يديه بالكحول والذي يستعمله أيضا قبل وبعد استخدام المواصلات حفاظا على نفسه والآخرين؛ ويتبع نفس إجراءات التطهير بالكحول في مكان عمله وكل هذه الإجراءات تنفذها أسرته خاصة عند العودة للمنزل ؛ حيث يتم التخلص من الكمامات بشكل آمن بتقطيعها حتى لا يستعملها الآخرون ثم يتم وضعها في أكياس ؛ مع تعقيم كافة أكياس المشتريات وتركها تجف 15 دقيقه قبل إخراج ما بداخلها مع نقع الخضار بماء وخل لمدة 15 دقيقة . وتابع؛ أن حدة الخوف من الإصابة انكسرت عنده لأنه عاش مع الأعراض وتعايش معها فَلَو لا قدر الله حدثت إصابة أخرى سيكون الخوف منها اقل ؛ لكن إذا كان اعتقاده أن الإصابة لن تعود فهذا سيجعله لا يرتدي الكمامة ولن يتبع نفس الإجراءات الاحترازية مرة أخرى . وفاه والدته ومستشفى العزل تامر دياب، أحد الناجين والمتعافين من فيروس كورونا لن نقول إنه كان أسوأ حظا ولكن كان ابتلاؤه أشد؛ فكانت رسالته وتجربته تحمل ألما آخر يستفيد منه الآخرون؛ وكما قال أن شفاءه كان فرصة أخرى للحياة والتقرب من الله، لم يصاب بأي أعراض معروفة ومعلنة لفيروس كورونا ؛ ولكنه تعرض فجأة لاحتقان في الرئة؛ وفي خلال 24 ساعة أصيب بإغماءات رغم التزامه بكافة الإجراءات الاحترازية ؛ ولأنه مصاب منذ 14 عاما بارتفاع السكر والكولسترول كان يتوقع إصابته؛ خاصة مع حركته المتكررة وسط مجتمع أغلب سلوكه يطغى عليه الإهمال في تطبيق الإجراءات الاحترازية . وأثناء وجوده في المستشفى علم أن والدته أصيبت بفيروس كورونا؛ وحالتها خطيرة وبدأ الشك يتسرب إليه أنه السبب الرئيسي في إصابة والدته التي توفت بعد خروجه من المستشفى بيومين؛ وشعر تامر بالذنب لأنه كان يجب أن يراعي أنها كبيرة في السن وأنها عرضة للإصابة و يوجد خطر عليها . وردد قائلا، إنه لم يكن يخشى الموت بكورونا لأن أجل الإنسان نافذ بكورونا وغيرها؛ ولكنه شعر بالتقصير في حق الله وعلم أن إصابته إنذار له وفرصة لإصلاح النفس ؛ مرددا أن من يعافيه الله فهو يحبه لأنه أعطاه فرصة أخرى لكي يصلح من نفسه؛ لأنه رأى بعينه حالات الوفاة تحدث كل نصف ساعة؛ فوجد أن نجاته منحة أخرى أعطاها الله له . وعن تعامل المحيطين به بعد شفائه قال، إن الخوف من المصاب أو المتعافي يطغى على تعامل الآخرين معه عند خروجه من المستشفى؛ لاعتقادهم أنه حامل وناقل للعدوى ولذلك كان حريصا على استكمال مرحلة العزل المنزلي له؛ وأصرت زوجته على خدمته نظرا لعدم قدرته على خدمة نفسه أو القيام بأي مجهود رغم أن زوجته كان لديها اشتباه كورونا . ومن الأسباب التي جعلته يقاوم آلامه وإصابته هو وجود دعم نفسي له من زملائه في العمل ومعارفه؛ من خلال الاتصال به بصفة مستمرة وعلى صفحات الفيس بوك والدعاء له وإخراج الصدقات له بنية الشفاء . وخرج تامر، من تجربته بنصيحة يوجهها للجميع ؛ وهي ضرورة الاهتمام بتوفير العمالة المدربة في الطاقم الطبي والرقابة عليها في المستشفيات مع ضرورة توفير الأكسجين؛ لأن معظم الوفيات جاءت بسبب نقص الأكسجين. ونظرا لما عانى منه قرر أن يرد الجميل لغيره بعد تجربته المريرة ؛ بأنه بدأ يتابع أسعار أسطوانات الأكسجين التي وصل سعرها إلى 500 جنيه للأسطوانة ؛ مما يتطلب مراقبة أسعارها حتى يتم القضاء على المافيا التي تاجرت بهم أثناء إصابتهم ؛ لذلك بدء بنفسه في الاشتراك مع الجمعيات للوصول للمتبرعين بها لتقديم خدمات وتوصيلها لمصابي كورونا. ورغم نجاة تامر من الفيروس ؛ إلا أنه لم يخرج للشارع إلا ثلاث مرات فقط لأنه لا يستطيع الوقوف لفترات طويلة ومازال يتناول الأدوية ؛ بل ويتابع مع الأطباء حتى يتماثل للشفاء نهائيا؛ حيث حصل على تحذيرات من الأطباء يجب أن يلتزم بها من تم شفاؤهم ؛ وهي تتلخص في أنه بعد خروج المتعافي من المستشفى يتم تحذيره من العودة إلى العمل والحركة الكثيرة ؛ بسبب وجود درجة من التجلط لكل مريض كورونا ؛ تحتاج 3 أشهر من العلاج والمتابعة الدائمة مع الأطباء وتناول أدوية السيولة حتى لا تحدث له انتكاسات ؛ ولكن صاحب الأمراض المزمنة يحتاج فترة أكثر من 3 شهور ؛ والأخطر في عدم الالتزام بالمتابعة خلال هذه الأشهر هي السبب في زيادة وفيات العديد من المتعافين بعد خروجهم من المستشفى ؛ حيث أكد الأطباء أن الوفاة تزداد بين المتعافين؛ نظرا لعدم المتابعة الطبية وإصرار المتعافي على الحركة المبالغ فيها ؛ وعدم تناولهم لأدوية السيولة ولذلك نصح نفسه وجميع المتعافين بالالتزام بكل خطوات العلاج حتى يتم الشفاء نهائيا . ومع التزام تامر بخطوات ما بعد التعافي إلا أنه أوصى الجميع بعدم الاستهتار بالفيروس ويجب الحذر منه ؛ وأكد انه يتناول الشوربة الساخنة بالليمون والسوائل الدافئة المضاف لها الليمون صباحا ومساء؛ بهدف التخلص من الفيروس الذي يكون عالقا في الحنجرة لمدة 4 أيام . تجربة سوسن وزوجها أصيبت هي وزوجها قبل الجميع بفيروس كورونا ؛هكذا قالوا لسوسن حمدي العتيق ذات ال60 عاما بعد وفاة زوجها؛ حيث حدث لها هي وزوجها الإصابة بأعراض برد شديدة في ديسمبر 2019 ؛ وكان زوجها تظهر عليه أعراض ضيق التنفس؛ وتم دخوله للمستشفى ووضعه على جهاز التنفس ؛ ثم أصيبت هي الأخرى بالبرد بعد زوجها ؛ ولكن بعد ظهور كورونا بشهرين قال الجميع ربما كانت كورونا السبب في وفاه زوجها . وأصيبت الحاجة سوسن مرة أخرى بكورونا في الموجة الثانية وهي مريضه بحساسية الصدر ؛ وشعرت بتعب شديد جدا وألم مفاجئ في جسدها ؛ وذهبت للصيدلي الذي تعامل معها كأنها مريضة كورونا ؛ وأعطاها أدوية كورونا ولكن ساء الحال وتوجهت للأطباء وعانت معهم؛ حيث قالوا لها أنه مجرد برد عادي ولكن اشتدت الأعراض وتأكدوا بعدها من خلال الأشعات المقطعية والتحاليل؛ أنها أصيبت بكورونا ؛ وبعد تعافيها ما زالت تتابع مع الأطباء. فهي كانت تلتزم بارتداء الكمامة واتباع كل الإجراءات الاحترازية أثناء وقوفها في محل تملكه؛ وكانت تعقم النقود وكل شيء محيط بها؛ ولكن كثرة التعامل المباشر مع الوافدين على المحل يبدو أنه كان بمثابة الخطر عليها؛ ولكنها أغلقت المحل بعد ظهور أعراض كورونا وشعورها بضيق التنفس ؛ والتزمت بالعزل المنزلي وأقامت معها ابنتها الوحيدة ورعاها زوج ابنتها وساندها في شدتها؛ وتابعها في شراء أنابيب الأكسجين لها حيث كانوا في حيرة بسبب شراء الأكسجين لارتفاع أسعاره وندرة وجوده ؛ ولكن إحدى الجمعيات الخيرية القريبة منها كانت توفر لها الأكسجين في كل مرة مجانا وكانت تشعر بتحسن بعد يومين من تركيب أنابيب الأكسجين . لم تخش سوسن، أن تموت بكورونا لأن الموت محدد للجميع بميعاد؛ ولكن خوف ابنتها الوحيدة عليها جعلها تتمسك بالحياة حيث كانت ابنتها تردد لها "لو موتي يا أمي أنا هموت بعدك"؛ فابنتها تشعر بغربة خاصة بعد وفاة والدها ولذلك راعت والدتها قرابة الشهر في كل ما يتعلق بعلاجها وراحتها ؛ فكان خوف ابنتها عليها أكبر دعم نفسي لها وكانت ابنتها لا تخشى الاقتراب منها ؛ ولكن المصابة نفسها هي من كانت تمنعهم من الاقتراب؛ ومنعت أحفادها أيضا من الدخول للبيت خوفا عليهم كان وقتا صعبا وكانت حزينة لما يحدث ؛ ونصحها الأطباء بتناول الطعام المسلوق والفواكه والعصائر ؛ ولكن بعد التعافي تتناول كل الأطعمة. ولكنها أغلقت محل عملها بسبب أن الناس ترى المتعافي من كورونا كأنه وصمة ؛ فساءت حالتها النفسية بسبب أن الناس تخشى الاقتراب منها رغم شفائها؛ ويتحدثون معها من على مسافات بعيدة رغم أن ابنتها وزوج ابنتها يجلسون معها ولم يصابوا بأذى؛ وهذا سبب امتناعها عن النزول لفتح المحل مرة أخرى ؛ ولكن بعد شفائها وجدت أن من ابتعدوا عنها يريدون الذهاب لزيارتها فرفضت لعدم وقوفهم معها من البداية في أزمة الإصابة؛ التي جعلتها تكتشف من يعرف قيمتها ومن يجب البعد عنهم؛ فكان يكفيها أحفادها وابنتها وزوج ابنتها أنهم داعمون لها ؛ ورأت أن ما حدث لها كان بمثابة امتحان وابتلاء ودليل على حب الله لها . المدرسة والخوف من الدروس الخصوصية مروة حسين مدرسة أصيبت بهلع بعد إصابتها؛ هي كانت تعتمد على استخدام الصابون في غسل يديها ؛ وكانت لا تلتزم كثيرا بالكمامة لأنها مريضه قلب وتشعر بالاختناق منها ؛ ولا تتحمل رائحة المعقمات والمطهرات فأصيبت بفيروس كورونا ؛ ولكن ظهرت الإشاعات بمرضها فامتنع أولياء الأمور عن التعامل معها ومنعها من إعطاء الدروس الخصوصية لأبنائهم ؛ فاضطرت أن تحصل على أجازة تقول فيها إنها ستسافر لكي تمنع الإشاعات ؛ لأن الجميع حولها يرى بأن كورونا وصمة ستلاحقهم مدى الحياة ؛ وبالتالي أصبح لديها هاجس آخر أن المدرسة التي تعمل بها ستقوم بالاستغناء عنها ؛ وبالتالي سيمتنع أولياء الأمور مدى الحياة من إرسال أبنائهم لها في الدروس الخصوصية . "ن" و "ص " أما الآنسة "ن " وقد رفضت ذكر اسمها هي والدها الأستاذ " ص " لأنها تخاف أن يعرف أحد بإصابتهم ؛ قالت أنها خرجت من تجربة كورونا باكتشافها أن المجتمع سيئ جدا ؛ ويظل يتعامل مع متعافين كورونا أنهم مصابون مدى الحياة ومصدر عدوى في أي وقت ؛ لأن المجتمع تعاملاته سيئة جدا لذلك فضلت الكتمان هي ووالدها حتى لا تضع نفسها في موقف الإحراج ؛ لأن نسبة بسيطة التي ترى أن الإصابة بفيروس كورونا أمر عادي ؛ وكانت تبرر عدم ذهابها للعمل بأن والدها مريض وتراعيه أثناء حجزه في المستشفى ؛ ولم تخبر أقاربها ولكن ساندهم الغرباء وقت الأزمات ولم تجد أي شخص من المقربين بجوارهم في هذه التجربة؛ الإصابة بكورونا كشفت حقائق الناس ولكن طلبت من هؤلاء الناس أن يضعوا أنفسهم مكان المصابين ؛ حتى لا يتسببوا في إيذاء الآخرين وتدميره نفسيا بل يجب الوقوف معه ودعمه نفسيا ؛ ولكنها اعتمدت على إخراج الصدقة ليتم الله شفاءها هي ووالدها. وقد اشتكت الأنسة "ن" عند بداية الإصابة وظهور الأعراض والتي بدأت بتكسير في الجسم والظهر والعضلات ؛ وشبهته بالبرد في العظام و فقدت حاستي الشم والتذوق وارتفاع درجة الحرارة وسيلان الأنف وسعال بسيط ؛ حيث تختلف الأعراض من شخص لآخر بحسب مناعة الجسم ؛ أصيبت رغم اتخاذها كافة الإجراءات الاحترازية حتى إذا حدث نقص في الكحول كانت تلجأ لاستخدام الروائح العطرية. وبعد التأكد من إصابتها عزلت نفسها عزلا منزليا لمدة 15 يوما وتابعها الطبيب تليفونيا؛ وكانت خائفة جدا من احتمال عدم رؤية أسرتها بعد ذلك إذا أصابها مكروه ؛ وزاد خوفها بسبب أن الجميع يتحدث عن خطورة الفيروس الذي يؤدي للوفاة ؛ بالإضافة لخوفها من تحول الأعراض إلى جلطة في الرئة نظرا لشعورها بآلام شديدة في الصدر وخوفا من أي آثار جانبيه لكورونا ؛ لذلك فهي مستمرة على تناول الأدوية المقوية للمناعة؛ تخوفا من عودة الإصابة بكورونا مرة أخرى مع الالتزام بباقي الإجراءات الاحترازية . وتابع والدها الأستاذ "ص" تجربته قائلا، أنه أصيب بفيروس كورونا ونقلها لأبنائه بعد ذهابه إلى سرادق عزاء ؛ حيث أختلط بعدد كبير من الحضور ولأنه مريض قلب وتم تركيب خمس دعامات له فأصيب بسهولة ؛ وعند الخروج من العزاء شعر برعشة في جسده وعاد للمنزل وهو في حالة دوار وحدث له إغماء؛ ثم بدأ التوجه للطوارئ في المستشفى وإجراء الأشعات المقطعية على الصدر والفحوصات التي أثبتت إصابته بكورونا بنسبة 90٪ على الصدر ؛ وتم حجزه في مستشفى العزل وبدأ يشعر بضعف شديد في الجسم؛ وتم إجراء 4 مسحات له مع قياس نسبة الأكسجين ومتابعة درجة الحرارة؛ وجلس في مستشفى العزل 11 يومًا وشعر وقتها بالخوف من الموت رغم أنه يصلي ؛ولكنه كان خائفا من التقصير تجاه الله، وبعد ذلك تم عزله 14 يومًا أخرى في المنزل ووقف أبناؤه بجواره وتابعوا حالته ؛ التي لاحظ فيها أن يده تتحرك بصعوبة؛ وبدأت الشعيرات الدموية تخرج من الأنف أثناء الوضوء فنصحه الطبيب بإيقاف دواء السيولة. وأخيرا قال إنه أخطأ في حق نفسه وفي حق أسرته عندما ذهب للعزاء ؛ حيث التجمعات والزحام مؤكدا أنه لن يكرر تجربة الذهاب للتجمعات مرة أخرى ؛ ولذلك منع التعامل مع الآخرين وترك مسافة آمنة بينهم ؛ ونصح الجميع بأخذ كافة الاحتياطات لأنه لا يضمن الشخص الذي أمامه الذي قد لا تظهر عليهم أعراض ولكنه في نفس الوقت قادر على نقل العدوى للآخرين.
وردد أنه وأبناءه لم يخبروا أحدا بإصابتهم سواء أخوته أو جيرانه ؛ حتى لا يتسبب أحد في مضايقتهم ؛ لأنه نفسه إذا علم بإصابة جاره لن يتعامل معه إلا بعد شفائه ومساعدته ومن مسافة بعيدة ؛ وما يفعله الآن هو حفاظا على الآخرين حتى لا يتسبب في إيذائهم . فقدان الأم حنان سعد، والتي جاءت تجربتها بفقدان الأم حيث ناشدت جميع من لديهم آباء مسنون؛ أن يحافظوا عليهم نظرا لكبر سنهم وتعرضهم سريعا للأمراض؛ وهو ما لم تهتم به حنان ولكنها تدفع ثمنه الآن غاليا لأنها تسببت في وفاة والدتها بعد نقل العدوى لها . قالت حنان، أنها كانت تخرج لعملها ولا تكترث بأمر كورونا وكأنه بعيد عنها ولن يصيبها أي مكروه ؛ إلا أنها فوجئت أنها هي من نقلت العدوى لوالدتها ؛ فقد فقدت حنان حاسة الشم والتذوق فجأة وجاءت النتيجة إيجابية؛ وعندما تأكدت إصابتها بكورونا لم يكن الوقت كافيا لإخبار والدتها لتحمي نفسها من الإصابة ؛ حيث كانت الأم دخلت في نوبة من السعال شديدة منذ أسبوعين سابقين ؛ فقد فات الأوان فبعد إجراء أشعة مقطعية للأم تأكدت من وجود إصابة حادة في الرئة ؛ ورغم تناول الأم كل الأدوية ووضعها على جهاز الأكسجين ؛ ولكن لا فائدة فتم إيداعها مستشفى العزل لمدة 10 أيام. روماتيزم وزغللة وجاءت تجربة "أ - ن " طبيبة وأحد المتعافين هي ووالدتها من فيروس كورونا؛ بإصابات ومضاعفات متعددة ومستمرة وعجيبة؛ استمرت لما بعد التعافي من كورونا؛ واستمرت معها الإصابة قرابة الخمسة أشهر هي ووالدتها؛ وقاموا بعزل أنفسهم في المنزل ولكنهم من الحالات الذين مازالوا يعانون من آثار الإصابة. وقالت "أ" ؛ أنها لم تذهب للعمل منذ 6 أشهر في المستشفى وفي العيادة الخاصة بها ؛ لأنها بعد الإصابة والتعافي مازال لديها مضاعفات شديدة تسببت في بطء الحركة لديها ؛ ولذلك تخشى العودة للعمل حتى لا يحدث لها انتكاسة مرة أخرى. أصيبت المتعافية " أ. ن " أثناء قيامها بالكشف على فتاة عائدة من أمريكا كانت مصابة بالتهاب رئوي ؛ فقامت بإبلاغ وحدة الترصد المسئولة عن الأوبئة بوزارة الصحة بالحالة ؛ فجاء الرد أن الفتاة عادت بعد إصابتها ب21 يوما وبذلك لا تنقل العدوى؛ حيث كانت التعليمات وقتها أن العدوى تنتقل إذا عادت بعد 14 يوما ؛ رغم أن العدوى تنتشر بعد الشفاء ب 21 يوما و 30 يوما أيضا؛ والنتيجة هو انتقال العدوى جعلتها تدخل في سكة المتاهة بين العديد من التخصصات الطبية؛ حيث إن الفيروس يضرب كل أعضاء الجسم حتى الجلد نفسه؛ وبالتالي نقلت العدوى إلى والدتها التي وصل بها الحال أنها أصيبت بالعصب الحائر؛ مع ظهور باقي أعراض كورونا بالإضافة إلى تعرضهم لآلام غريبة في العظام؛ وكأن العظام تعتصر مع وجود سخونة في الساقين ورعشة في اليدين وتعب في الأعصاب وتنميل وتورم في الشفايف وانتفاخ في العين وفي نصف الوجه الأيسر متبوع بإحساس الحرق في الوجه وجميعها أعراض تشير لإصابة في المخ ؛ فتوجهت لإجراء فحوصات على المخ ولم تجد شيئا لأن الفيروس لا يظهر في الأشعات ؛ ولكن النزيف أو الجلطة هي التي تظهر في الأشعات ؛ واستمرت في ألم الأعصاب 3 أشهر وتوجهت لطبيب قلب أيضا ؛ وأجريت فحص رسم القلب هولتر الذي سجل ضربات كثيرة غير منتظمة ؛ وأجرت تحاليل لمعرفة التجلط ونسبة اللزوجة في الدم التي تسببه كورونا ؛ وبالفعل وجدت أحد الأجسام المضادة في الدم مرتفعة جدا؛ فأخذت دواء السيولة فترة 3 أشهر ثم حدث لها التهاب في المفاصل والأصابع والركب وتآكل في الغضاريف وكأنها أعراض الروماتيزم ؛ وتلقوا العلاج بالكورتيزون وحدثت لها زغللة فذهبت للطبيب لفحص قاع العين وبعض المتعافين والمصابين يشعرون وكأن ذبابة تؤثر على بصرهم؛ ووجدت أن كل تخصص طبي يذهبون له يقول إن علاجها ليس عنده ؛ وكذلك ترددت على المستشفيات التي لم يجدوا تفسير لهذه الأعراض؛ ولم يتمكنوا من ربط هذه الأعراض أنها من مضاعفات كورونا ؛ ودخلوا في حيرة مستمرة بسبب إنكار الأطباء لهذه الأعراض التي اعتبرها الأطباء أعراض نفسيه. وقالت إن المستشفى أجرى لهم فحص أشعة على الرئة والتنفس ؛ وإذا وجدوا حالة المريض جيدة لا يتم حجزها ؛ حتى وإن كان الضغط منخفضا ؛ وحتى إذا أصيب بجلطة في المخ وضعف عضلات الأيدي لا يتم حجزه إلا إذا سقط وغاب عن الوعي؛ وبسبب ذلك توفت حالات كثيرة بسبب الادعاء بأنها أعراض نفسية رغم أن كورونا تتسبب في حدوث كل هذه الأعراض السابق الإشارة إليها؛ ولا توجد تفسيرات لكشف ما يحدث في الجسم على مستوى العالم. لذلك دعت "أ.ن" أنه لابد من وجود عيادات ومستشفيات لما بعد الشفاء والتعافي ؛ لمتابعة ما بعد كورونا أي ما بعد زوال الخطر لأنه لا يوجد شفاء وتعافي تام ؛ لأنه من 3 إلى 4 أشهر يبدأ المتعافون التردد والبحث عن كافة التخصصات الطبية؛ لأن المتعافي يلاحظ عدم قدرته على الوقوف فتره طويلة؛ وبعض من الناس يظل لديهم مضاعفات وليس لديهم علم لمن يتوجهون من التخصصات؛ حيث تحدث لهم أعراض مختلفة تتراوح في مضاعفات في جهاز المخ والأعصاب ؛ ومضاعفات التجلطات وأمراض الدم ؛ وكذلك في المناعة الذاتية مثل التهاب المفاصل حيث إن الكورونا تتسبب في وجود أعراض مشابهة للروماتيزم والذئبة الحمراء؛ لذلك أصبح طبيب الصدر ليس هو التخصص الوحيد عند الإصابة بكورونا ؛ وبالتالي لا يوجد تخصص يدرس ويتابع حالات كورونا لأن أطباء الصدر غير متخصصين في المضاعفات؛ لذلك متعافي كورونا يحتاج إلى تخصصات وافية داخل المستشفيات مع وجود عيادات متخصصة لمتابعة حالات كورونا . وعادت "أ . ن" لتروي قصتها مع المسحة فقالت تم عمل عدة مسحات لها ولوالدتها؛ أحدهم مسحة إيجابي ضعيف ومسحة أخرى سلبية؛ علما بأن المسحة لا تظهر سوى 50 أو 60% من الحقيقة كذلك المسحة السلبية لا تمنع وجود الإصابة ؛ لذلك لابد من إعادة المسحة عدة مرات؛ لأن السلبي قد يكون إيجابيا . وتابعت؛ أنه حدثت لهم كل هذه الأعراض رغم أنهما يتحركان في أضيق الحدود؛ واقتصروا على الذهاب للمستشفى فقط؛ حيث كانت تجرى لهم المسحات والتحاليل في المنزل؛ وكان أخوتها يقوموا بمتابعتهم ودعمهم بالتليفون أو من خلال الوقوف على باب المنزل؛ فقد أصيبت هي ووالدتها بحاله اكتئاب وخوف من الموت وبكاء متواصل نتيجة انعزالهم؛ وكانوا يشعرون بأن الموت يلاحقهم في كل لحظة؛ خاصة بعد تعب أي منهم خاصة في حالة اضطراب ضربات القلب ؛ وخوفهم من احتمالية وجود مضاعفات و نظرا للإرهاق والتعب لم يتمكنوا من الحركة ؛ ولكن كانوا يتحاملون على أنفسهم للذهاب بصعوبة للحمام آو لتسخين الطعام فقط حتى لا يموتون جوعا وليس حبا في الطعام . وتتعجب أ. ن، أنهم كانوا يشعرون بتحسن عند النوم على صدرهم ؛ وهو بالفعل نظام متبع في المستشفيات في حالات كورونا ولا تعرف ما هو السبب في تحسن التنفس عندما ينام المصاب على وجهه؛ وتعافوا من الفيروس ولكنهم دائما في حالة حذّر شديد ؛ لأنها في حالة رعب من حدوث عدوى أو أمراض أخرى لهم خاصة أنه مازالت المضاعفات موجودة ؛ مثل ألم المفاصل وشعورهم بانخفاض طاقتهم مع بذل أي مجهود مصحوب بضعف عام ونهجان من أقل مجهود لذلك امتنعت عن فتح عيادتها مرة أخرى خوفا من مرورها بنفس التجربة . وأوصت بارتداء كمامتين معا لأن ضمان حياة الإنسان تكمن في ارتداء الكمامات لأن التنفس هو الذي يؤدي لانتقال فيروس كورونا بنسبة 70% ؛ من خلال استنشاق النفس والتي تعتبر أسرع طريقه لنشر العدوى ؛ والدليل أنه عندما تم إيقاف الجامعات والمدارس انخفضت نشر العدوى والإصابة. وتنتظر أ . ن، متابعة حالتهم والمضاعفات التي حدثت لهم؛ ولكنها تخشى الذهاب إلى المستشفيات نظرا للزحام فهي تنتظر شيئين أن ينخفض الزحام والتكدس ويصبح التطعيم متاحا . التطعيم أو الإصابة للجميع دكتور أحمد سعد طبيب قلب؛ وأحد المتعافين من كورونا وتمت له 10 مسحات وجميع نتائجها إيجابية؛ وقال إنه كان يعلم أنه سيصاب لأنه يعمل في المستشفيات؛ ولكن كان يتمنى ألا تحدث له إصابة شديدة ولا يقوم بعدوى أحد؛ لأنه تسبب في عدوى 8 أشخاص بقسم القلب بالمستشفى الذي يعمل به؛ حيث إنه كان أول نائب قلب يصاب ب كورونا؛ رغم التزامهم جميعا بكافة الإجراءات الاحترازية. ولذلك كان يخشى من الذهاب للبيت ؛ وعندما أصيب هو وزميله الطبيب قاموا بعزل أنفسهم في إحدى الشقق لمدة يوم ؛ثم تم عزله في المستشفى لمدة 24 يوما وجاءت كل المسحات التي أجريت له إيجابية ؛ وخرج من غرفة العزل المنفردة إلى بيت الأسرة وهو إيجابي؛ ولكن اعتمد على أن البروتوكول الجديد ذكر أنه مادام لا توجد أعراض إذا فهو غير معد؛ وكان أهله يشعرون بالقلق تجاهه وخوف عليه؛ ولكن الآخرون كانوا يؤكدون أنهم لا يشعرون بالقلق منه؛ هو يعلم أنه كان مجرد كلام ولكن تصرفاتهم تؤكد وجود قلق لديهم تجاهه . كان الدكتور أحمد، لديه الشعور بالذنب دائما تجاه الأشخاص الذين نقل العدوى لهم ويخشى على مصيرهم ؛ ولكنه كان يرى أنه لم يخش على نفسه من الإصابة ؛ وكان العمل يطلب منه الاهتمام براحته و عدم النزول للعمل ؛ حيث يوجد بعد كورونا ما يسمى " بتوابع كورونا " تستمر لمدة 6 أشهر. تجربه الدكتور أحمد، جعلته يتطرق للحديث عن التطعيم والإجراءات الوقائية ؛فنصح الجميع بتناول التطعيم لأن التطعيم يقلل فرصة الإصابة ؛ ويجعلها تأتي بشكل خفيف لكن التطعيم لا يمنع الإصابة ؛ و لكن عدم التطعيم سيتسبب في إصابتنا جميعا بكورونا؛ لأن الفيروس ينتقل بسهولة عبر الهواء ؛ لذلك يوصى بارتداء الكمامة ؛ التي يجب تغييرها يوميا أو تغييرها كل 8 ساعات مع استخدام الكحول . الإصابة بكورونا مرتان تجربة الدكتور عبد الحميد هيكل مدرس مساعد أمراض صدرية، أصيب مرتين بكورونا نظرا لوجوده المستمر داخل المستشفيات والتي تمتلئ بالمصابين ووجوده ا في الطوارئ والرعايات بشكل أو بآخر؛ والجميع حاول يأخذ حذره والمستشفى أيضا تتبع كافة الإجراءات؛ ولكنه أصيب أول مرة بأعراض خفيفة ثم تم عزله في الإصابة الثانية ب كورونا في مستشفى عزل العبور؛ وكانت الإصابة أشد مصحوبة بارتفاع في درجة الحرارة وصلت إلى 41.5 درجة؛ مصحوبة بنهجان والتهاب رئوي ونقص في الأكسجين ؛ وفقد الأمل في الشفاء نظرا لأنه مريض سكر وكان يشعر أن إصابته لن تمر بسهولة وأنه سيموت بسبب أن الحالة تسوء يوميا والالتهابات في زيادة؛ وبالتالي زاد القلق والتوتر لديه خاصة أن كل المسحات جاءت إيجابية ؛ ولكنه خرج من العزل بعد شهرين ولكن كانت صحته كفاءتها أقل؛ فكان ينهج عندما يتحرك مسافات بسيطة أقلها التحرك من السرير إلى الباب وبالفعل وجد صعوبة ممن حوله في التعامل معه ؛ وبسبب ذلك كان يريد اتخاذ قرار بأن يمتنع عن استكمال عمله والعلاج في مستشفى الصدر بسبب العدوى من المترددين على المستشفى ؛ ولكن بعد تعافيه عاد مرة أخرى للعمل وفي نفس مستشفى العزل التي تم عزله فيها من قبل . وأشار هيكل، أن الناس ترى أن الالتزام بالكمامة يسبب إزعاج لهم لذلك ينبههم أن الفيروس ينتشر منذ شهر يناير؛ ورغم ذلك الناس بدأت تخفض من استعمال الكمامة ؛ وأصبحوا أقل التزاما رغم ارتفاع الأعداد المصابة هذه الفترة ؛ واعتقدوا أنهم يصابون بدور برد عادي أو أصيبوا بجيوب أنفيه وأنه سيتم شفاؤهم بسهولة ؛ هذا هو اعتقادهم الخاطئ ؛ ولا يعلمون إنهم بهذا الإهمال يحملون أعراض الفيروس و الذي بسببه ينقلون العدوى بسبب تحركاتهم الكثيرة؛ وهذا الكلام موجه أكثر لمن زهدوا في ارتداء الكمامة ونعلمهم أن ذروة انتشار الفيروس مازالت واسعة ؛ لذلك لا تلغي الالتزام ولابد من تقليل الزحام والتزاحم وترك مسافات آمنة ؛ وأن من لديه أعراض يجب عليه المتابعة لدى أطباء الصدر للتأكد من إصابته ؛ وأن لا يهمل الموضوع وتركه للتفسيرات والاحتمالات لكن لابد من سؤال الطبيب والمتابعة حتى ولو بالتليفون وشرح الحالة التي تحدث للمصاب؛ والابتعاد عن الانسياق خلف التجارب الخاصة في العلاج التي تعتمد على نصائح خاطئة. طفلة رضيعة دينا المراغي إحدى المتعافين، قالت "اللي يخاف من العفريت يطلع له" ؛ حيث إنها كانت أكثر الشخصيات التي تتبع الإجراءات الاحترازية بطريقة مشددة وبدون تقصير سواء في العمل والمنزل معا. تجربة دينا كانت أكثر تعقيدا فهي لديها طفلة رضيعة عمرها 6 أشهر فقط ؛ عندما أصيبت دينا كان من الضروري أن تبتعد عن طفلتها ؛ فاضطرت أن توقف الرضاعة حفاظا على طفلتها ؛ لذلك أقامت دينا لدى والدتها لمساعدتها في رعاية طفلتها؛ لأنها بعد الإصابة لا تستطيع متابعتها بسبب ضيق التنفس وضعف حركة اليدين؛ بل وتوقف حركتهم التي منعتها عن القيام حتى للجلوس؛ وكانت طفلتها في حالة صراخ وبكاء مستمر لبعدها عنها؛ فكان أمامها خياران إما أن تطمئن طفلتها بأنها بجوارها أو تتركها في هذه الحالة الصعبة؛ لذلك نصحها الطبيب بارتداء 4 كمامات وارتداء طرحة وروب والجلوس مع طفلتها لدقائق؛ حتى تطمئنها وأن يكون وجه طفلتها بعيدا عن وجهها؛ شعور مؤلم لها أن يحدث لطفلتها الرضيعة كل هذه الأحداث ؛ فالطفلة قد ولدت ولادة مبكرة قبل ميعادها وجسدها ضعيف من بداية ولادتها؛ مع نقص وزنها أكثر بعد إصابة والدتها؛ لذلك كتب الطبيب للطفلة تناول الحديد في هذا العمر بسبب ضعفها. أصيبت دينا في البداية في أول أسبوعين في الرئة و صاحبتها أعراض ضيق التنفس؛ وفي الأسبوعين التاليين انتقل الفيروس للمعدة مصحوبة بارتفاع درجة الحرارة وإسهال؛ وفي هذه المرحلة انتقلت العدوى إلى طفلتها الصغيرة؛ ورغم أنها كطفلة ليس لها علاج في هذه الحالة ؛ لكن الطبيب قرر إعطاءها أدوية المغص وزيادة جرعته كلما بكت طفلتها بسبب الألم . وقالت دينا، إن كل من أصيب بكورونا يعلم أنه في عرضة للإصابة بها مرة أخرى؛ ورغم التعافي إلا أن آثار كورونا موجود ويظهر ذلك في إصابتها بوجود ضعف في التركيز و شعورها بالبرد في أثناء المناخ الحار. حالات متكررة ومن التجارب التي تكرر ذكرها؛ هي عدم إتمام الزيجات بسبب إصابة أحد الطرفين بكورونا ؛ فالبعض كان يرى ذلك موقفا محزنا له لن ينساه وسيظل في ذاكرته مدى الحياة؛ والبعض منهم وجد أنها فرصة لاكتشاف حقيقة وعقلية الشخص الذي كان سيقع في الارتباط به؛ وأن كورونا أنقذته أو أنقذتها وتكررت نفس التجربة في مواقف شبيهة بين الناس ليكتشف من خلال كورونا من معه في الشدة أو في الرخاء فقط.