بمبادرة مصرية أردنية التأم شمل وزراء الخارجية العرب حضوريا – رغم ظروف الإجراءات الاحترازية بسبب وباء كورونا – وشهد مقر الجامعة العربية بالقاهرة حضورا لافتا يؤكد أن زوبعة التطبيع الطارئة فى نهاية عهد ترامب لم تؤثر فى المجمل العام لقناعات الدول العربية بأن القضية الفلسطينية مازالت حية شأنها شأن كل قضايا التحرر الوطنى على طول التاريخ، ولا يمكن كتابة الفصل الأخير فى روايتها إلا مع استرداد الحقوق المشروعة تحت رايات العدل والشرعية الدولية! والحقيقة أن أهمية هذا الاجتماع تجيء من انعقاده فى وقت بالغ الصعوبة والحساسية، وفى ظل أجواء ظن البعض بسببها أن ما جرى من تطورات وأحداث فى السنوات الأخيرة قد تراجعت بدرجة الاهتمام المعهودة بالقضية الفلسطينية منذ نشأتها باعتبارها القضية المركزية للأمة العربية! كان من المهم أن تقول الدول العربية وبصوت معلن ومسموع مع بداية تسلم الإدارة الأمريكية الجديدة لمسئولياتها إن العرب يرفضون أى مشروعات أو خطوات إسرائيلية أحادية الجانب باركتها للأسف الشديد إدارة ترامب السابقة فى إطار تبنيها صفقة القرن المشئومة، ودون أدنى اعتبار لكونها إجراءات تنتهك حقوق الشعب الفلسطينى وتخالف القانون الدولى وتقوض حل الدولتين. وأيضا كان من المهم أن تطمئن غالبية دول العالم المساندة للحق الفلسطينى أن العرب مازالوا يشكلون ظهيرا قويا لأشقائهم الفلسطينيين مع استمرار تأكيد قبول خيار السلام والالتزام بقرارات الشرعية الدولية وفى مقدمتها قرارات مجلس الأمن الداعية إلى الوقف الفورى والكامل لجميع أنشطة الاستيطان بما فى ذلك القدسالشرقية ودعوة إسرائيل إلى العودة للمفاوضات لمعالجة جميع قضايا الحل النهائى وإنهاء الاحتلال الإسرائيلى للأراضى العربية التى جرى احتلالها فى يونيو عام 1967! وظنى أن هذه خطوة مهمة لإعادة الحياة للقضية الفلسطينية التى يسابق الإسرائيليون الزمن لإعلان وفاتها قبل أن يتم دفن صفقة القرن المشئومة وإهالة التراب عليها! وهنا تجيء أهمية استعادة وحدة الصف الفلسطينى من جديد وتحقيق مصالحة وطنية صادقة سوف تكون نزاهة الانتخابات المقبلة أحد أهم عناوين الروح الجديدة للعمل الفلسطينى الموحد، وبغير ذلك فإن الفلسطينيين سوف يخسرون كثيرا وضياع الفرصة الجديدة التى توافرت بعودة الروح للموقف العربى وبالتالى عودة الحياة للقضية الفلسطينية مجددا! خير الكلام: ما ضاع حق وراءه مطالب والحق لا يموت مهما طال الزمن!