أمين البحوث الإسلامية: قمة السلام بشرم الشيخ فرصة لتأكيد صوت الاعتدال والرحمة    خبير تربوي يكشف أسباب التعدي على المعلمين وكيفية معالجته    حسين هريدي: القمة المصرية السودانية بحثت جهود وقف حرب السودان والتحضير لاجتماع واشنطن    ارتفاع سعر جرام الذهب مساء اليوم الأربعاء، عيار 21 وصل لهذا المستوى    خلال أيام يبدأ صرف معاشات شهر نوفمبر 2025 لملايين المستفيدين    المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف يكشف حقيقة تقليص دوره في ملف غزة    حلف الناتو يبحث تعزيز القدرات العسكرية وتنفيذ الأهداف الجديدة    أوكرانيا تأمر بقطع الكهرباء بشكل طارئ ردا على الهجمات الروسية    بعد كشف جماعة أبو شباب، ظهور ميليشيا جديدة متعاونة مع الاحتلال في شمال غزة (فيديو)    الجيش الإسرائيلي يقتحم مدينة نابلس شمال الضفة الغربية    ريال مدريد ينافس برشلونة على ضم نجم بايرن ميونيخ    ترامب يهدد بنقل مباريات كأس العالم من مدن أمريكية «غير آمنة»    مفاجأة كاب فيردى ودرسها    تعليمات خاصة من ديفيز للاعبي يد الأهلي قبل مواجهة البوليس الرواندي    إيقاف إنزو ماريسكا وتغريمه بسبب احتفاله في مباراة ليفربول ضد تشيلسي    حبس شخصين بتهمة غسل 50 مليون جنيه حصيلة الاتجار بالمخدرات في القليوبية    أحكام تتراوح من عام للمؤبد على المتهمين بقتل شخص وإصابة آخرين في مشاجرة بطوخ    «التعليم»: 88% من طلاب الصف الأول الثانوي اختاروا نظام البكالوريا المصرية 2025-2026    بتهمة قتل صغيرتها والقائها في صندوق قمامة.. السجن المشدد 15 عاما لربة منزل بقنا    دنيا سمير غانم تحتل المرتبة الثانية كأعلى بطلة نسائية بسينمات مصر    هل أصيب أحمد عبد العزيز بالاكتئاب؟ الفنان يجيب    المتحف القومي للحضارة المصرية يحتفي باليوم العالمي للتراث الثقافي غير المادي بفعالية «حضارة وشعوب»    «أولاد الراعي» يجمع أحمد عيد بماجد المصري وخالد الصاوي في رمضان 2026    «نكديين ومش بيحبوا السهر».. 4 أبراج تفضل الهدوء على الخروج في عطلة نهاية الأسبوع    تعرف على أحدث إصدارات دار الكتب والوثائق القومية    الصحة العالمية: نموذج برنامج التطعيم الإجباري فى مصر يحُتذى به على مستوى العالم    «تجهز في 5 دقايق».. حضري طبق «السبانخ بالكريمة» وتمتتعي بالمذاق الشتوي (الطريقة والخطوات)    محافظ أسوان يشهد مراسم توقيع بروتوكول تعاون بين المحافظة والهيئة العامة للكتاب    برشلونة يعلن تمديد عقد دي يونج حتى 2029    انطلاق الدورة السادسة عشر من مهرجان المسرح العربى من 10 ل 16 يناير    هل يجوز شراء شقة بنظام التمويل العقارى بقصد الاستثمار؟.. أمين الفتوى يجيب    بعد دعوته للانعقاد.. تعرف على الضوابط التنظيمية للجلسة الافتتاحية لمجلس الشيوخ    حازم هلال: فخور بالانضمام لقائمة الخطيب.. ونسعى لاستكمال مسيرة الإنجازات    محافظ جنوب سيناء يبحث آليات البدء في تنفيذ مشروع محطة إنتاج الطاقة والهيدروجين الأخضر بمدينة الطور    الشيخ خالد الجندي: جنات عدن في القرآن رمز للخلود وتمام الأجر الإلهي    جامعة قناة السويس تنفذ برنامجًا تدريبيًا توعويًا بمدرسة الجلاء الابتدائية    ضبط 850 كيلو لحوم وأسماك غير صالحة للاستهلاك الآدمي بكفر الشيخ    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الأربعاء 15-10-2025 في محافظة الأقصر    صحة المنوفية تواصل استعداداتها للاعتماد من هيئة الاعتماد والرقابة    شفاء المرضى أهم من الشهرة العالمية    وزيرة التضامن: مصر قدمت نحو 600 ألف طن من المساعدات لقطاع غزة    وزير العمل يلتقي رئيس غرفة تجارة وصناعة قطر لتعزيز التعاون بالملفات المشتركة    شريف حلمي: الأكاديمية العربية شريك أساسي في إعداد كوادر مشروع الضبعة النووية    رفع كفاءة المنشآت لخدمة الشباب..محافظ الجيزة يتفقد مركز شباب المناجم بالواحات البحرية    وزير المالية: تحسن أداء الاقتصاد المصرى خلال الربع الأول من 2025-2026    الجامع الأزهر يقرر مد فترة التقديم لمسابقة بنك فيصل لذوى الهمم حتى 20 أكتوبر الجارى    بعد تعيينه شيخاً للمقارئ أحمد نعينع: أحمد الله على ما استعملنى فيه    إيفاد: الحلول القائمة على الطبيعة تحسن رطوبة التربة وتزيد كفاءة أنظمة الري    متحدث الحكومة: تمويل 128 ألف مشروع بالمحافظات الحدودية ب4.9 مليار جنيه    سلوك عدواني مرفوض.. «خطورة التنمر وآثاره» في ندوة توعوية ل«الأوقاف» بجامعة مطروح    حكم تشغيل القرآن الكريم عبر مكبرات الصوت قبل الفجر والجمعة    أول تعليق من وزير الشئون النيابية على فوز مصر بعضوية مجلس حقوق الإنسان    ب 20 مليون جنيه.. «الداخلية» توجه ضربات أمنية ل«مافيا الاتجار بالدولار» في المحافظات    عاجل- مجلس الوزراء يشيد باتفاق شرم الشيخ للسلام ويؤكد دعم مصر لمسار التسوية في الشرق الأوسط    الكرملين: بوتين سيجري محادثات مع الرئيس السوري اليوم    أسرة سوزي الأردنية تساندها قبل بدء ثاني جلسات محاكمتها في بث فيديوهات خادشة    رمضان السيد: ظهور أسامة نبيه في هذا التوقيت كان غير موفقًا    عمقها 30 مترًا.. وفاة 3 شباب انهارت عليهم حفرة خلال التنقيب عن الآثار بالفيوم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



صفقة «الرؤية الأمريكية» ضد القضية الفلسطينية!
نشر في روزاليوسف الأسبوعية يوم 02 - 02 - 2020

تعيش حارسة الموتى لحظات إعداد الكفن، مجرد أقمشة من كتان وقطن يقمط به الميت؛ الميت هنا رؤية سياسية مخادعة تريد سياسات الإدارة الأمريكية فرضها كأطلس من خرائط تبيع الوهم: وهم السلام ووهم بناء دولة إسرائيل العنصرية الصهيونية اليهودية على حساب أصحاب الحق، كل أهل وسكان ومن هاجر أو لجأ إلى دور جوار فلسطين العام 1948 عام النكبة.
وأنت فى لحظات الترقب، ترى حارسة الموتى تخيط كفنا لميت صعب وجود أى قبر يحتويه، أما فى العين الإعلامية ووسط دهشة ما يحدث بين شركاء الخديعة «ترامب ونتنياهو» نرتقب تحولات ومسارات ومخاوف من واقع «يقر» بغياب فاصل قانونى أو رؤية إنسانية أو أبعاد حضارية، أو أصحاب الحق فى فلسطين وجوار هذه الأرض المباركة، الجوار الذى حمى فلسطين القضية والإنسان: مصر الدولة والجيش والأردن الدولة والجيش والوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية فى القدس والحرم القدسى. تحليلات كثيرة فى الساعات الأخيرة، تستمر إلى لحظة قراءة «الملف» حول ما يعنى توقيت «صفقة ترامب - بيبى أو لعنة القرن القرن»، أو بحرفية - ما تسمى «خطة السلام»- التى أعلنها الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، وكان تابعه بيبى رئيس الوزراء الإسرائيلى زعيم حزب «الليكود» بنيامين نتنياهو ورافقهما «الخصم المخدوع» فى الانتخابات المقبلة رئيس حزب أزرق أبيض بينى غانتس.

السؤال الكبير!

.. ماذا فى أسرار أبعاد الإدارة الأمريكية والإسرائيلية من وضع لحلول فلسطينية وأردنية للتسوية المحيرة فلسطينيا وإسرائيليا؟ إسرائيليا: تبدو صفقة القرن أكثر موقف ملائم لإسرائيل اتّخذه رئيس أمريكى، بقرارات لتصفية النزاع الإسرائيلى – الفلسطينى؛ علما أن إسرائيل تحتفظ ب 50 % من الأوراق التى ستحسم مصير التسوية وخططها القاتلة، الأمر الذى يلقى مسؤولية كبيرة على مستقبل إسرائيل الصهيونية اليهودية كما يريدها ترامب ونتنياهو. أما ماذا تحتاج إسرائيل؟. بيبى ومن خطط من الإدارة الأمريكية توجه فورًا إلى وضع سياسى يضمن حلولا انتخابية مبكرة من خلال اتخاذ خطوات ضم من طرف واحد بدعم من ترامب. فى ذات الوقت يلجأ المنافس بينى غانتس إلى التشديد على تسوية إقليمية، وطلب مشاركة الأردن، والحفاظ- جديا- على صون المصالح الأمنية لإسرائيل فى ظل رفض السلطة الفلسطينية للصفقة وما اعتبرت ميتة أصلا. أما إصرار يهودية إسرائيل على اقتراح نتنياهو ضم غور الأردن فورًا، الأمر الذى يعكس هستيريا شخصية تشبه سلوك مجرم نجا من الملاحقة، وفقدان القدرة على الحكم، كى لا نقول فوضى أمنية. إن أى ضم فورى لغور الأردن سيقضى على أى فرصة لتحقيق صفقة القرن، ويضر بقدرة إسرائيل على مواجهة إيران (التى هى العدو الأساس حتى الآن كما يقول الساسة الكبار فى الكنيست الإسرائيلى)، كما أن العلاقات مع الأردن تتضرر. فلسطينيا، من المؤكد والواضح أن السلطة الفلسطينية، وما هى الرؤية السياسية للتنظيمات الفلسطينية، بوضوح كبير أن الفلسطينيين يرفضون الصفقة، بداية، لكن، وهى هنا بحسب الرئيس المخادع ترامب الذى- يأمل بحرص واجتهاد- بأن تقوم الإمارات ومصر والسعودية وبعض الدول الأخرى بإقناع وتطويع الإرادة السياسية للسلطة الفلسطينية كى توافق على تبنّيها، وهذا الأمر من المستحيل فى ظروف الخداع الذى تحمله الصفقة والتى لا تعنى للقيادات الفلسطينية أى قدرة على مواجهة الشعب الفلسطينى داخل وخارج فلسطين وقطاع غزة. المصادر الاستخبارية الإسرائيلية تحذر من أن يطلق رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس انتفاضة عنيفة ضد خطة السلام الأمريكية، التى لم يوافق عليها، ولا سيما الضم المباشر لأجزاء من الضفة الغربية. أيضا: ينكر مسئولو فتح أن هذا قرار استراتيجى لإطلاق انتفاضة ثالثة، لكن على المرء أن ينتظر وينظر إلى مدى استجابة المنطقة (الضفة) لدعوتها إلى الخروج ومواجهة صهيونية وقذارة جيش الاحتلال الإسرائيلى عند نقاط التفتيش، أو فى كل مرافق فلسطين ما يعنى انتفاضة قد يصعب السيطرة عليها فلسطينيا وإسرائيليا وحتى أوروبيا وأمريكيا. ..وإبدال الخطة فى ظروف متواترة جعل الفلسطينيين يؤكدون أن حاجات إسرائيل الأمنية والموقف من المستوطنات، والحدود، ومسألةعودة اللاجئين وسياسة ضم القدس، أمور إدارية ومصيرية تجعل صفقة القرن تملك آلة لشقّ طريق سياسى، أو على الأقل للتوصل إلى تحقيق إنجازات قابلة للعيش بالنسبة إلى المصلحة الأمنية الإسرائيلية، والمصلحة الأمريكية فى المنطقة، فى ظل تغييب كامل للرؤية العربية الفلسطينية وبالتالى الرؤية العربية- العربية التى فرقها تحالف ترامب- بيبى. أردنيا: ماذا يعنى ضم غور الأردن بعد اعتراف الرئيس المخادع ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل، مع إعطائها قرارات تعسفية بضم هضبة الجولان، واعتراف أمريكى قذر بقانونية وشرعية ضم المستوطنات وتقول صحيفة «هآرتس»: «كل هذا معناه أن الأردن لم يعد مكونًا جوهريًا فى عملية السلام. أكثر من ذلك، صفقة القرن تلغى حل الدولتين، وهى تقوّض المبادرة العربية العائدة إلى سنة 2002، والتى كانت دائمًا حجر الزاوية فى كل اقتراح حل، وترفض حق العودة للفلسطينيين، وتطلب من الأردن استيعاب مئات الآلاف الإضافيين من اللاجئين وربما الملايين». وأكدت وزارة الخارجية الأردنية فى بيان أن «حل الدولتين الذى يلبى الحقوق المشروعة للشعب الفلسطينى الشقيق، خصوصا حقه فى الحرية والدولة على خطوط الرابع من حزيران 1967 وعاصمتها القدس الشرقية لتعيش بأمن وسلام إلى جانب إسرائيل وفق المرجعيات المعتمدة وقرارات الشرعية الدولية هو السبيل الوحيد لتحقيق السلام الشامل والدائم». كما انتقد رئيس مجلس النواب الأردنى عاطف الطراونة خطة ترامب «المشئومة» للسلام واعتبر إعلانها «يومًا أسود» للقضية الفلسطينية. من جهة أخرى، تظاهر مئات الأردنيين أمام السفارة الأمريكية فى عمان بالتزامن مع إعلان ترامب خطته رفضا لها. وتجمع نحو 400 شخص قرب السفارة الأمريكية فى منطقة عبدون (غرب عمان) وسط تواجد أمنى كثيف للتعبير عن رفضهم «صفقة القرن». وبالتالى يواجه الأردن، مع إعلان الصفقة وابتهاج ترامب- بيبى ثلاثة تهديدات قاسية هى: الضغط السياسى المتوقع وقد تعرض له الأردن من جانب الإدارة الأمريكية كى يوافق على تبنّى صفقة القرن، ويحضر حفل إعلانها إلا أن الملك الأردنى عبدالله الثانى رفض ذلك، وبالتالى قال «كلا» وهذه تعنى التوتر مع العلاقات الأمريكية وقد تشمل تقليص المساعدة الاقتصادية والدعم العسكرى، وإفشال جهود الملك الاقتصادية والسيادية مع المؤسسات والهيئات الدولية المانحة. أما التهديد الثانى فله علاقة بمآلات الشارع والجمهور الأردنى فى الخروج فى تظاهرات ضد ترامب- بيبى والصفقة، وطالب بقطع العلاقات مع إسرائيل الصهيونية وإلغاء معاهدة وادى عربة ونسف معاهدة السلام وإغلاق السفارة الإسرائيلية فى عمان. ويتضح التهديد الثالث بإصرار إسرائيل نتنياهو على تبنى صفقة القرن، بكل حيثياتها ما يعنى ضم غور الأردن والمستوطنات، وبذلك تشتعل فرص فصل الضفة الغربية 1967 عن الأردن. ومع ذلك فإن الخيارات الأردنية - العربية لمعارضة صفقة القرن لن تكون محدودة، وفق الظروف التى تعيشها المنطقة. «غرينبلات- بحبح.».. يا للأمر العجيب! جايسون غرينبلات، الموفد الأمريكى السابق الخاص لإدارة ترامب إلى الشرق الأوسط؛ وبشارة بحبح، العضو السابق فى الوفد الفلسطينى لمفاوضات السلام المتعددة الأطراف، اتفقا على مديح الظل العالى لصفقة تحالف ترامب- بيبى..لماذا، يبدو أنهم فى وصلة غناء عندما قالا: نأمل بأن يفهم الفلسطينيون أن عليهم أن يعدّوا إلى العشرة قبل أن يعطوا جوابهم بصورة رسمية، ونحن نقترح ستة أسباب يتعين على القيادة الفلسطينية من أجلها أن تفحص الخطة وتدرسها، ثم أن تقدم تعديلات واقعية ويمكن تحقيقها.

أولًا، البناء على مكونات إيجابية:

ففى اللحظة التى يوافق الفلسطينيون على فرصة فحص خطة السلام، سيكون فى إمكانهم أن يبنوا على المكونات الإيجابية فيها، وأن يقدموا تحفظاتهم على بنود لا يوافقون عليها، وأن يقترحوا اقتراحات واقعية ويمكن تحقيقها، وعندها، وبواسطة المثابرة والدبلوماسية، يمكن تحقيق تقدم حقيقى.

ثانيًا، التعلّم من التاريخ:

إن الوقت والتهرب كانا حتى الآن أسوأ عدوين للفلسطينيين، فإسرائيل نمت وازدهرت، بينما الفلسطينيون بقوا متأخرين. يستطيع الفلسطينيون الاستمرار فى انتظار اتفاق أفضل، لكن جميع الفرص التى ينتظرونها ستذهب هباء. حان الوقت لإجراء مفاوضات بنيّة حسنة من أجل منح الجيل المقبل من الفلسطينيين مستقبلًا واعدًا، ويتعين على القيادة الفلسطينية أن تكون براغماتية. إذا كانت القيادة الفلسطينية تأمل بأن هذه السنة هى السنة الأخيرة لترامب فى منصبه، فإن أملها على ما يبدو سيخيب كثيرًا.

ثالثًا، عدم المراهنة على أن الرئيس ترامب لن يُنتخب مجددًا:

إذا كانت القيادة الفلسطينية تأمل بأن هذه السنة هى السنة الأخيرة لترامب فى منصبه، فإن أملها على ما يبدو سيخيب كثيرًا. وإذا واصلت القيادة الفلسطينية عدم التعامل مع إدارة ترامب، فإنها خلال الأعوام الخمسة المقبلة لن تحقق أى تقدم أو القليل فقط. هل هذا ما يتمنونه لأولادهم؟

رابعًا، حل الدولتين:

بغضّ النظر عن تحديد الكيان الفلسطينى الذى سينشأ، أكان منزوعًا من السلاح أم لا، فإنه ليس هناك ظل من الشك فى أن خطة تمنح الفلسطينيين والإسرائيليين راحة البال والأمن والطمأنينة هى مهمة جدًا للطرفين.

خامسًا، مشكلات ومخاوف:

بعد مجىء الفلسطينيين إلى طاولة المفاوضات، يستطيعون عرض مخاوفهم بصراحة، إذ ليس هناك ما يمنعهم من القيام بذلك. وهل فى الإمكان تحقيق ما يطالبون به؟ هذا سؤال آخر. لكن إذا لم يأتوا إلى طاولة المفاوضات فإنهم سيضيعون فرصة اكتشاف ما يمكن تحقيقه. لقد حان الوقت لتحقيق الحلم، وليس تحطيمه.

سادسًا، ازدهار اقتصادى:

أحد الاعتراضات المركزية للسلطة على المؤتمر الاقتصادى فى البحرين تعلّق بتقديم الجزء الاقتصادى للخطة قبل الجزء السياسى. لكن الآن بعد نشر الجزء السياسى، فإن فى إمكان الفلسطينيين أن يفهموا المزايا الضخمة التى ينطوى عليها اتفاق موقّع بالنسبة إليهم، وخلال عقد من الزمن يستطيعون أن يتحولوا إلى قصة نجاح أمام العالم كله. .. واعجبى من بحبح ومن يتبع خطاه.

مصر والدعوة للنظر لمبادرة الإدارة الأمريكية

علينا أن نتمعن بما جاء فى بيان وزارة الخارجية المصرية الذى لفت إلى إن مصر تقدّر الجهود الأمريكية المتواصلة(...) من أجل التوصل إلى سلام شامل وعادل للقضية الفلسطينية، بما يُسهم فى دعم الاستقرار والأمن بالشرق الأوسط، وينهى الصراع الفلسطيني- الإسرائيلى. .. وهذا الرد المصرى ينطلق من وعى الدولة المصرية بما يعنيه الحق والسلام وحقائق الصراع، وبالتالى النظر إلى ما يعنى الواقع العربي- الفلسطينى والعربى- المصرى من دعوة مصر إلى سيادة الدولة الوطنية وحمايتها وحماية حقوق شعبها وهى الرؤية التى يعززها ويصر عليها الرئيس المصرى عبدالفتاح السيسى، متمكنا مع مصر الدولة والسياسة الخارجية والامنية من أن مصر ترى أهمية «النظر» لمبادرة الإدارة الأمريكية من منطلق أهمية التوصُل لتسوية القضية الفلسطينية بما يعيد للشعب الفلسطينى كامل حقوقه المشروعة من خلال إقامة دولته المستقلة ذات السيادة على الأراضى الفلسطينية المحتلة، وفقًا للشرعية الدولية ومقرراتها. مصر الدولة التى قدمت لفلسطين تاريخا طويلا من التضحيات والمواقف والمبادرات والدفاع عن الإنسان والحق العربى الفلسطينى وتؤيد وجهات نظر دول الجوار الفلسطينى، دعت وتناضل من أجل الدراسة المتأنية للرؤية الأمريكية لتحقيق السلام، والوقوف على كافة أبعادها، وفتح قنوات الحوار لاستئناف المفاوضات برعاية أمريكية، لطرح رؤية الطرفيّن الفلسطينى والإسرائيلى إزاءها، من أجل التوصل إلى اتفاق يلبى تطلعات وآمال الشعبيّن فى تحقيق السلام الشامل والعادل فيما بينهما، ويؤدى إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.

الشركاء الأوروبيون يشترطون الموافقة الفلسطينية!

فى تطور لاحق دعت ألمانيا وما سمى بالشركاء الأوروبيون إلى «دراسة شاملة» لصفقة ترامب واشترطوا أن تتم الموافقة الفلسطينية على خطة ترامب- بيبى دون أيه ضغوطات أو إهدار للحقوق. فى ذات الوقت قال وزير الخارجية الألمانى، هايكو ماس، إن «خطة (الرئيس الأمريكى دونالد) ترامب تثير التساؤلات، ولا سلام دائما بين الإسرائيليين والفلسطينيين إلا من خلال حل الدولتين المتفاوض عليه»، مؤكدا اعتزامه دراسة خطة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب لإحلال السلام فى الشرق الأوسط، بشكل مكثف. وتابع أن «المبادرة الأمريكية تثير قضايا سنناقشها الآن مع الشركاء فى الاتحاد الأوروبى. من بين أشياء أخرى، هذه الأسئلة حول مشاركة أطراف النزاع فى عملية التفاوض، وكذلك حول موقفها (المبادرة) تجاه المعايير والمواقف القانونية المعترف بها دوليًا». وشدد على أن «الحل المقبول من الطرفين هو وحده يمكن أن يؤدى إلى سلام دائم بين الإسرائيليين والفلسطينيين». مناديا وفق قوة المانيا والمجموعة الأوروبية إلى: «حل الدولتين التفاوضى المقبول للطرفين هو وحده فقط الذى يمكنه أن يؤدى إلى سلام دائم بين إسرائيل والفلسطينيين، وعلى هذا الأساس يمكن الترحيب بأى دفعة تعيد الحركة مرة أخرى إلى عملية السلام فى الشرق الأوسط المتجمدة منذ فترة طويلة». طبعا، وهذا سيثير شهية الجامعة العربية فى اجتماعها الطارئ ظهر اليوم السبت فى القاهرة تلبية لدعوة الرئيس الفلسطينى، وقد يجعل من الاجتماع فرصة للتعاطى مع المنطق الألمانى الأوروبى: «المقترح الأمريكى يطرح أسئلة سنناقشها مع شركائنا فى الاتحاد الأوروبى، - بحسب وزير الخارجية الالماني- ومن بينها أسئلة عن إشراك طرفى الصراع فى عملية تفاوض وعن علاقتها بالمعايير والمواقف القانونية المعترف بها».

الاتحاد الأوروبى وفى أول رد!

جاءت علامات ومؤشرات القوة السياسية والعسكرية فى الاتحاد الأوروبى، ففى أول رد على «ترامب- بيبى» للسلام فى الشرق الأوسط، بما فى محتوى ب«صفقة القرن»، أكد مفوض الشؤون الخارجية للاتحاد الأوروبى جوزيب بوريل باسم دول التكتل أن الاتحاد «سيدرس ويجرى تقييما للمقترحات المقدمة» وأنه سيفعل ذلك داعيًا إلى «إعادة إحياء الجهود اللازمة بشكل عاجل» بهدف تحقيق هذا الحل التفاوضى. و«ضرورة مراعاة التطلعات المشروعة لكل من الفلسطينيين والإسرائيليين، مع احترام جميع قرارات الأمم المتحدة والاتفاقيات الدولية ذات الصلة» وأن الاتحاد الأوروبى مجددا استعداده للعمل من أجل استئناف مفاوضات جادة بهدف حل جميع المسائل المتعلقة بالوضع الدائم وتحقيق سلام عادل ودائم». فرنسا ترى ضرورة حل دولتين فى الشرق الأوسط يراعى القانون الدولى، و«قناعتها بأن حل الدولتين طبقا للقانون الدولى والمعايير الدولية المعترف بها، ضرورى لقيام سلام عادل ودائم فى الشرق الأوسط».

الغياب الروسى

إلى ذلك اتضح أن ما دعت إليه روسيا الإسرائيليين والفلسطينيين إلى الشروع فى «مفاوضات مباشرة» لإيجاد «تسوية مقبولة للطرفين» بعد إعلان ترامب. وقال نائب وزير الخارجية الروسى ميخائيل بوغدانوف: «يجب الشروع بمفاوضات مباشرة للتوصل إلى تسوية مقبولة للطرفين. لا نعرف ما إذا كان المقترح الأمريكى مقبولًا للطرفين أو لا. علينا أن ننتظر ردود فعل الأطراف المعنية» مرخيا خيط الكفن لدور روسيا فى المنطقة الذى بات مشبوها بتحقيق مصالحها السياسية والعسكرية بعيدة عن اثارة «ترامب- بيبى» لاعتبارات جيوسياسية خطيرة.. برغم أن نتنياهو توجه الخميس، إلى موسكو ووضع الرئيس الروسى فلاديمير بوتين على تفاصيل صفقة القرن(...) ليقنع العالم أن صفقة نهائية مثل «ترامب- بيبى» لم تكن تعنى لروسيا شيئا..

الأمم المتحدة.. النائم فى العسل

رغم أن أكبر هيئة أممية دولية كانت غائبة عن المؤامرة، إلا أن المتحدث باسم الأمم المتحدة «ستيفان دوجاريك» قال- كما يقول دائما بشكل مضحك- إن المنظمة تتمسك بقرارات الشرعية الدولية والاتفاقيات الثنائية حول إقامة دولتين، إسرائيل وفلسطين، «تعيشان جنبًا إلى جنب فى سلام وأمن داخل حدود معترف بها على أساس حدود عام 1967». «دوجاريك» انتظر إلى ما بعد نشر خطة السلام الأمريكية للشرق الأوسط ليرى فى بيان «لقد تم تحديد موقف الأمم المتحدة من حل الدولتين على مر السنين بموجب القرارات ذات الصلة الصادرة عن مجلس الأمن والجمعية العامة التى تلتزم بها الأمانة العامة». وأضاف: «إن الأمم المتحدة تظل ملتزمة بمساعدة الفلسطينيين والإسرائيليين على حل النزاع على أساس قرارات الأمم المتحدة والقانون الدولى والاتفاقيات الثنائية».

طوارئ الجامعة العربية!

يبدو أن اجتماع «اليوم» فى مقر جامعة الدول العربية، وبحسب مصادر ل«روزاليوسف» سيصطدم بما فى جعبة الإدارة الأمريكية من اصطفافات- مع، ضد- الصفقة، وعلى ذلك وبناء على طلب فلسطين، تعقد الجامعة العربية اجتماعا طارئا على مستوى وزراء الخارجية فى العاصمة المصرية القاهرة، بحضور الرئيس الفلسطينى محمود عباس، لمناقشة خطة السلام، وبعيدا عن اى اجندة عربية أو اقترحات معلنة. رغم أن البنود الكاملة للخطة لم يكشف عنها بعد، إلا أن التسريبات المتلاحقة حولها منذ نحو سنتين، وما تتضمنه هذه التسريبات من تصفية للثوابت الفلسطينية المستندة إلى قرارات الشرعية الدولية، دفع القيادة إلى رفض الصفقة وبنودها جملة وتفصيلا. وفقا للتسريبات، تنص الخطة على احتفاظ إسرائيل بالمسؤولية الأمنية عن معظم أرجاء الضفة الغربية وكافة المعابر والحدود، والإبقاء على غور الأردن تحت السيادة الإسرائيلية والسيطرة العسكرية. وتبقى الخطة السيادة الإسرائيلية على أجزاء واسعة من القدس، كما تنص على ضم إسرائيل للكتل الاستيطانية الكبرى، وتغييب قضية اللاجئين الفلسطينيين بشكل كامل. ولم يصرح أى مصدر فى الجامعة العربية عن طبيعة طوارئ الاجتماع برغم حساسيتة.

إعلان

- الشعب الفلسطينى أصبح لا يثق بالوعود التى لم يوف بها طوال سنوات عديدة، وتعرضوا لاختبارات كثيرة، وعلينا أن نتخلص من الأساليب الفاشلة للأمس. - الخطة ستضاعف الأراضى الفلسطينية وتمنح الفلسطينيين عاصمة فى القدس الشرقية، وستفتتح الولايات المتحدة سفارة لها هناك. - إسرائيل ستعمل عن كثب مع ملك الأردن للتأكد من الوضع القائم حاليا فيما يتعلق بالأماكن المقدسة والسماح للمسلمين بممارسة شعائرهم فى المسجد الأقصى. - الخطة تقدم استثمارات تجارية كبيرة تقدر بخمسين مليار دولار فى الدولة الفلسطينية الجديدة، والكثير من الدول تريد المشاركة فى هذا الأمر. - الفلسطينيون يستحقون فرصة لتحقيق إمكاناتهم الرائعة والعظيمة، وهناك من يستغلهم بيادق للترويج للإرهاب والتطرف. - الرؤية ستضع نهاية لاعتماد الفلسطينيين على المؤسسات الخيرية والمعونة الأجنبية وتدعو للتعايش السلمى. - كل الإدارات الأمريكية السابقة حاولت تحقيق السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين وفشلت، لكننى لم أنتخب لأتجنب المشكلات الكبيرة، ورؤيتنا للسلام تختلف تماما عن المقترحات السابقة وفيها اقتراحات أكثر تفصيلية من الخطط السابقة. - الخطة تجعل فلسطين وإسرائيل والمنطقة أكثر أمانا، وتمثل حلا حقيقيا وواقعيا للدولتين بما يحقق حلم الفلسطينيين وأمن إسرائيل. - سوف نشكل لجنة مشتركة مع إسرائيل لتحويل الخارطة الذهنية إلى شيء أكثر تفصيلا بحيث يمكن الحصول على الاعتراف بها فورا. السيادة الإسرائيلية فى جميع مستوطنات الضفة الغربية التى يزيد عددها على 100، وكلها باستثناء 15 ستكون فى أراضى متجاورة. (يعيش حوالى 400,000 يهودى فى حوالى 120 مستوطنة رسمية). السيادة الإسرائيلية فى جميع أنحاء القدس، بما فى ذلك البلدة القديمة، مع «تمثيل فلسطينى رمزى» فقط فى القدس. إذا قبلت إسرائيل الصفقة، ورفضها الفلسطينيون، فإن إسرائيل ستحصل على دعم الولايات المتحدة للبدء فى ضم المستوطنات من جانب واحد. سيتم منح الفلسطينيين دولة، ولكن فقط إذا تم تجريد غزة من السلاح، تخلى حماس عن أسلحتها، واعتراف الفلسطينيون بإسرائيل كدولة يهودية عاصمتها القدس. ونقل التقرير التليفزيونى عن مصادر إسرائيلية لم يتم تسميتها حددت بنودًا أخرى، منها: لا دور فلسطينيا فى أى سيطرة على الحدود. السيطرة الأمنية الإسرائيلية الكاملة فى غور الأردن. السيادة الإسرائيلية فى جميع «الأراضى المفتوحة» فى المنطقة C فى الضفة الغربية. وذكر التقرير التليفزيونى أن هذا يمثل نحو 30 فى المائة من الضفة الغربية. قبول جميع المطالب الأمنية الإسرائيلية. بعض التبادلات المحدودة للأراضى التى يتم فيها تبادل السيادة الإسرائيلية الموسعة فى الضفة الغربية للحصول على تعويض إقليمى بسيط فى النقب. استيعاب طفيف محتمل للاجئين الفلسطينيين فى إسرائيل؛ لا تعويض للاجئين.

.. ماذا فى الأفق؟.. خرائط مشوهة

.. يقول محلل صحافى كبير من الأردن إن خرائط خطة السلام.. وبعيدا عن العواطف وحقائق التاريخ والجغرافيا والقوانين الدولية والسلام العادل، فالمتمعن بالخارطة الأمريكية الإسرائيلية لفلسطين ضمن صفقة القرن يرى كم هى مذلة وعسكرية بالدرجة الأولى فهى ليست خارطة لدولة قابلة للحياة بل كنتونات متقاطعة يسهل السيطرة عليها عسكريا. *كاتب اردنى


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.