جمعت القاهرة أخيراً جميع الفصائل الفلسطينية فى محاولة لجمع الشمل وتوحيد المواقف وإنقاذ القضية الفلسطينية.. وهى تتعرض الآن لأكبر مؤامرة فى تاريخها.. كان انقسام الفصائل الفلسطينية خطأ تاريخيا دفع الشعب الفلسطينى ثمنه دماً وأمناً وكانت الكارثة الكبرى يوم حمل الشعب الفلسطينى السلاح وتقاتل ونسى كل شيء جرياً وراء السلطة.. لقد كان الصدام المسلح أخطر وأسوأ ما أصاب القضية الفلسطينية من أبنائها.. إن الظروف الصعبة التى يعيشها الآن الشعب الفلسطينى وما يجرى فرضه من واقع جديد يتطلب وحدة الشعب الفلسطينى وإن كان يتطلب رموزاً وقيادات جديدة.. لقد تغيرت حسابات كثيرة بين إسرائيل وعدد من الدول العربية واستطاعت إسرائيل أن تحصل على مكاسب ضخمة.. ولابد أن تعيد القوى الفلسطينية النظر فى مواقفها خاصة أن هناك أطرافا فلسطينية تتربص بالمشهد كله ولديها أطماع كثيرة وهى تملك المال والعلاقات التى تجعلها قادرة على أن تغير حسابات كل شيء.. لا شك فى أن الشعب الفلسطينى فى حاجة إلى ظهور رموز جديدة تقود مسيرة العمل الوطنى خاصة أن معظم المشروعات التى سبقت لم تحقق أهدافها ابتداء باتفاقات أوسلو وانتهاء بانقسامات فتح وحماس.. إن القضية الفلسطينية فى حاجة إلى وجوه جديدة.. وفى نضال الشعوب تأتى أوقات تتغير فيها الدماء والرموز والمواقف وهذا ما تفرضه الآن الظروف.. إن اجتماعات الفصائل الفلسطينية فى القاهرة تؤكد حرص مصر الذى لم يتغير فى دعم حقوق الشعب الفلسطينى رغم أن حسابات كثيرة تغيرت.. ولكن سوف تبقى فلسطين قضية حية فى ضمير الشعب المصرى وجزءا من أمن مصر القومى الذى لن تفرط فيه.. ان اجتماعات القاهرة قد تكون فرصة تاريخية لجمع الشمل وتوحيد الصفوف بين أبناء الشعب الواحد رغم كل ما شهدته الساحة من متغيرات فى المصالح والحسابات.. والقاهرة تؤكد دائما مواقفها الثابتة مع الشعب الفلسطينى وهى من ثوابت السياسة المصرية فى كل العصور.. لابد أن تدرك الفصائل الفلسطينية خاصة فتح وحماس أن العالم العربى يواجه تحديات جديدة.. وان قضية فلسطين قضية العرب الأولى تواجه أخطر مراحلها.