استطاع الوزير عمر سليمان ان يجمع كلمة الفلسطينيين في لحظة حرجة للغاية من تاريخ الصراع العربي الاسرائيلي.. جمع عمر سليمان كل الفصائل الفلسطينية علي مائدة واحدة وكان واضحا وصريحا وهو يضع كل حقائق الموقف أمامهم واتفق الجميع علي ضرورة وضع خطة زمنية للمصالحة بين كل الاطراف.. وهذا إنجاذ كبير لمصر وللشعب الفلسطيني وللقضية الفلسطينية بصورة عامة.. كان الاتفاق بين حماس وفتح قد وصل إلي طرق مسدود ووقف العقلاء في هذه الامة يطالبون بوقف هذه المعارك وبذل الوزير عمر سليمان جهدا رهيبا حتي تتم المصالحة ويمكن تجاوز هذه الكارثة التي تهدد القضية كلها.. لاشك ان اسرائيل كانت تسعي دائما من أجل هذه القضية وكانت تراهن علي ان أكبر ضمانات استقرارها هو الصراع بين الفصائل الفلسطينية.. وتداخلت الاهداف والمصالح واختلف رفاق الأمس ودارت المعارك بين الاخوة الاعداء وكانت المذابح التي سقط فيها عشرات القتلي من حماس وفتح.. ثم كان العدوان الاسرائيلي علي غزة بكل مظاهر الوحشية.. ولاشك ان من أهم اسباب هذا العدوان هو الانقسام بين فتح وحماس وخرج الجميع من مذابح غزة بخسائر كبيرة حتي وان بدا ان حماس قد انتصرت.. كان ينبغي توحيد كلمة الشعب الفلسطيني امام العدوان الغاشم علي غزة ولكن الدمار كان النتيجة الطبيعية لانقسام الشعب الفلسطيني وفي ظل وحدة الفصائل الفلسطينية سيكون من الممكن مواجهة حكومة نتنياهو وربما تكون اجتماعات القاهرة هي آخر فرصة لجمع الشمل الفلسطيني.. لقد تم في اجتماعات القاهرة تشكيل عدة لجان لمناقشة كل القضايا والآن تقع علي هذه اللجان مسئولية تذويب تلال من الثلوج بين الفصائل الفلسطينية.. ان أخطر ما يواجه الشعب الفلسطيني الآن هو تعدد قياداته بعد غياب ياسر عرفات ومع تعدد القيادات غابت الثقة بين الفصائل وأصبح من السهل ان يبحث كل فصيل عن دور ومسئولية رغم ان الواقع يؤكد ان الخسارة ستكون من حظ الجيمع وان حكومة نتنياهو سوف تدخل بالقضية كلها إلي مرحلة جديدة من التأجيل والتسويف والمتاجرة.. يجب ان تدرك الفصائل الفلسطينية انها الآن علي أبواب فرصة أخيرة لجمع الشمل وان ضياع هذه الفرصة سوف يفتح امام اسرائيل كل أبواب التلاعب وان الوقت ليس في صالح العرب ولا صالح القضية ولهذا فإن توحيد الكلمة هو آخر فرصة للوصول إلي حل لهذه القضية.