استقبل الرئيس حسني مبارك صباح امس بمقر رئاسة الجمهورية بمصر الجديدة الرئيس محمود عباس أبومازن رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية وتم خلال اللقاء الذي بدأ ثنائيا علي مستوي الرئيسين بحث عملية السلام وسبل دفعها للإمام وتطورات الأوضاع علي الساحة الفلسطينية وجهود المصالحة الفلسطينية - الفلسطينية التي تقودها مصر بين جميع الفصائل. انضم للقاء احمد ابو الغيط وزير الخارجية والوزير عمر سليمان.. ومن الجانب الفلسطيني الدكتور صائب عريقات مسئول ملف المفاوضات بمنظمة التحرير الفلسطينية ونبيل أبوردينة الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية والدكتور بركات الفرا سفير فلسطين بالقاهرة. صرح السفير سليمان عواد، المتحدث باسم رئاسة الجمهورية بأن الرئيس حسني مبارك أجري مشاورات مهمة ومطولة مع رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية، تناولت المرحلة الدقيقة التي تمر بها القضية الفلسطينية نتيجة لتعثر جهود السلام وتأخر المصالحة الوطنية بين السلطة والفصائل. قال المتحدث ان الرئيس مبارك دعا الزعيم الفلسطيني للاستمرار في مسيرة العمل الوطني، مؤكدا ان الساحة الفلسطينية لاتزال في حاجة ماسة لدوره وعطائه من أجل شعبه وقضيته العادلة. وعقد الرئيس محمود عباس مؤتمرا صحفيا بعد لقائه بالرئيس مبارك أكد خلاله ان وثيقة المصالحة الفلسطينية عبارة عن مجموعة من الأفكار الفلسطينية اضافة الي افكار مصرية بطبيعة الحال وانه لا اضافة ولا تغيير ولا تبديل علي الورقة المصرية للمصالحة التي وقعتها فتح ولم توقع عليها حماس لاسباب تخصها رغم اطلاعها عليها من قبل. وحول الموقف الأمريكي الرافض لاعلان الدولة الفلسطينية من جانب واحد قال الرئيس الفلسطيني ان تحويل الامر الي مجلس الامن لا يعد قرارا احاديا وانما هو قرار للجنة المتابعة العربية التي اتفقت علي الذهاب الي مجلس الامن لابلاغه بضرورة اعلان الدولة الفلسطينية بحدود الرابع من يونيو 7691.. وهذا موضوع عربي وليس فلسطينيا وبالتالي ليس قرارا احاديا ووصفه بغير ذلك يعد غير صحيح. وقال ان الرئيس مبارك اكد علي ضرورة عدم استئناف المفاوضات الا بعد وقف الاستيطان والعودة الي المرجعيات التي سبق الاتفاق عليها مع ايهود اولمرت والتي تشير وفق التحديد الامريكي الي ان الدولة الفلسطينية تضم قطاع غزة والضفة الغربية بما فيها القدسالشرقية و73 كيلو مترا من البحر الميت ونهر الاردن و"الأراضي الحرام" وهي ما تعرف باسم NO Man zone. وحول رؤيته لما ابدته بعض الاطراف الاسرائيلية والأمريكية من استعداد للقاء مع حماس وهل يمثل ذلك عنصر ضغط علي السلطة.. قال ابو مازن ان هذا الحديث لا يهمنا وهناك اتصالات مخفية تمت في جنيف بين اعضاء من حماس وشخصيات امريكية، وحماس بطبيعة الحال اعلنت اكثر من مرة انها توافق علي دولة بحدود مؤقتة مع تأجيل بقية القضايا ومنها القدس اللاجئين، وأكد رفض السلطة الفلسطينية رفضا قاطعا لمثل هذه الاطروحات. في السياق ذاته صرح أحمد أبوالغيط وزير الخارجية أن الحديث بين الرئيس حسني مبارك والرئيس محمود عباس أبومازن رئيس السلطة الفلسطينية انصب أساسا علي الرؤية الفلسطينية والرؤية المصرية للوضع الذي نواجهه. وقال إنه كان هناك تبادل مفيد وإيجابي بين الطرفين، واتفقا علي خطة مستقبلية للتعامل مع جميع المسائل، والرئيس أبومازن لم يتطرق ولم يفصح عن نوايها بشأن خوض الانتخابات الرئاسية ولا يمكن أن يضغط عليه، ولكن هو يستشعر الكثير من الضيق من التطورات التي وصلت إليها جهود التسوية. وأكد علي أن الحديث دار حول أهمية ما يسمي ب"الايند جيم" واتفق الزعيمان علي أهمية التركيز عليها باعتبارها المطلب الفلسطيني الأساسي في الحصول علي الدولة، شدد أبوالغيط أن هذا لا يعني أننا تخلينا عن طلب وقف الاستيطان. وقال وزير الخارجية "إن مصر معترفة بالدولة الفلسطينية، والرئيس مبارك تسلم أوراق سفير جديد لفلسطين علي الأرض المصرية، مشيرا إلي أن الدولة الفلسطينية أعلنت في ديسمبر 1988 وهناك اعتراف كبير بها، وقال "المطلوب هو كيف تترجم علي الأرض".