شريف عبدالباقي تعد البنية التحتية الرقمية أحد أهم ملامح الدولة المصرية الحديثة، سواء فى الطرق أوالمرافق أوالكباري أوالمدن المليونية التى يطلق عليها مدن الجيل الرابع والخامس التى تقوم على تطبيقات وخدمات الاتصالات والمعلومات وإبداعات العاملين فيه فى مصر والعالم. فأحد أهم الظواهر التى تطمئننا فى قطاع المعلومات على مستقبل الأداء للدولة هو توجهات وزراء الحكومة الحالية لتطبيق توجيهات الرئيس السيسى راعى دولة مصر الرقمية، بأنهم وبالإجماع تقريبا أصبح لديهم مساعدون أو مستشارون لشئون التحول الرقمى، مستشار يدعم اتخاذ القرار لدى الوزارات فى أفضل السبل نحو التحول الرقمى وأدواته وحلوله وآليات تنفيذه بين الكم الهائل من المعروض على تلك الجهات، والجميع يتحدث وكأنه مبعوث العناية الإلهية للتحول الرقمي المنشود، ومن هنا أصبح وجود هذا الداعم لقرار المسئول السياسي مهمًا وإستراتيجيًا فى عمل الوزارات والهيئات بل وبعض القطاعات، فالجميع أصبح مقتنعا بأنه لا سبيل لأداء دوره بطريقة مرضية للمواطن والجهات المختلفة إلا بالمعلوماتية وأدواتها. ومن هنا يأتى دور الحكومة التى ستأتي بعد الدورة البرلمانية الجديدة هذا الشهر واحتمالية التغيير الوزارى والتكليف الجديد للحكومة سواء للقائمين أو للوزراء الجدد بما يرى الرئيس من مهام وتكليفات، ولن يكون هناك سبيل للتنفيذ إلا من خلال أدوات العصر، التى تحتاج إلى مبدعين ومبتكرين وليس مجرد أصحاب وظائف تقليدية، ولن ينجح فى الامتحان وأداء التكليف إلا من يختار سواعد تفهم مفردات اللغة الجديدة وهى لغة العصر وآليات التطبيق؛ لأنها مثل كرة القدم الجميع يفهمها ويستطيع تقييم الأداء والنتائج بها، فقد أصبح المواطن فى عالم مفتوح وأمامه تجارب هو فاعل بها وليس مجرد متلق، فهو يشترى من الإنترنت ويدفع ويمرعلى مستويات أمنية فى مراحل الاستخدام والتدقيق فى بياناته بطريقة سلسة وبسيطة لا ينفع معها أسلوب الموظف البيروقراطي القديم الذى يطلب منه شهادة أنه على قيد الحياة، أو إثبات سكن وبطاقة الرقم القومى فيها العنوان وتاريخ الميلاد على سبيل المثال، بل الأمر تطور إلى أن المواطن يناقش الموظف على الشباك فى أهمية الخطوة التى يقوم بها وكيفية الاستغناء عنها. أصبح هناك مواطن جديد مشارك وليس مجرد متلق، وعليه تأتى أهمية مستشار التحول الرقمى الذى يعتمد عليه المسئول السياسى حتى لا يكون مسارًا لنقد أو هجوم من متلقى الخدمة «حضرة المواطن»! وعليه ستكون الحكومة متفاهمة يعلم أعضاؤها أن العمل الجماعى والتخصصى والمهنى هو سبيل النجاح بإحداث التكامل الذى ينتج عنه عدم وجود الثغرات التى قد تتسبب فى مشكلة ما؛ لعدم الاعتماد على فنيين ومتخصصين فى هذا المجال قد يكونون فى جهة أخرى ويستطيعون تيسير كل صعب من خلال شراكة أو استخدام لهذه الخدمة لدى الغير وهذا ليس عيبًا بل هو الأصح والضرورى.. فخزينة الدفع أصبحت فى كشك سجاير أو لدى متجر أو لدى منفذ يتعامل معه المواطن ولا ينتظر الوقوف فى الطابور للسداد ثم تغلق الأبواب بعد الساعة 12، بل أصبح متاحا له السداد من خلال منظومة فى أى مكان وفى أى وقت، وأصبحت الكثير من الخدمات تؤدى وبرشاقة من خلال عدة منظومات لدى الغير بفضل وجود مستشار التحول الرقمى الواعى فى كل وزارة وهيئة ومؤسسة.