أحمد عبدالتواب يبدو أن الانقسامات الداخلية الشديدة التى تضرب حركة النهضة الإخوانية فى تونس سوف تعطى للمصريين تفسيرات إضافية لانهيار فرع الإخوان فى مصر، رغم ما يبدو على السطح من اختلافات فى التفاصيل بين هنا وهناك. أول الملامح المشتركة أن وصول الإخوان إلى الحكم أو مشاركتهم فيه، فى البلدين، أضرتهم بتوريطهم فى زيادة أطماعهم التى تفوق الخيال ولا يمكن تحقيقها، ليس فقط فى سعيهم للاستيلاء على السلطة وإنما أيضاً على قيادة جماعتهم! فقد مارس قادة الجماعة فى مصر تصفيات شرسة لمنافسيهم على القيادة من داخل الجماعة، وأطاح الفريق المتمكن على رأس الجماعة بقيادات أخرى إلى خارج مكتب الإرشاد، بل طرد بعضهم من الجماعة، دون أن يشفع للمطرودين سابق خدماتهم للجماعة بل أفضالهم على هؤلاء الراغبين فى الاستيلاء على كل شيء! ولم يكن عبد المنعم أبو الفتوح سوى الضحية الشهيرة، من أجل إفساح المجال لخيرت الشاطر، صاحب الطموح الشخصى الجامح، الذى استغل الجماعة للدفع بفرصه إلى منصب الرئاسة، إلا أنه نسى المعوقات القانونية والإجرائية التى تقف حائلاً! وكانت هذه الأخيرة نقطة تشابه أخرى مع فرع تونس، الذى غفل أيضاً عن أشياء أخرى مهمة لديهم، ليس فقط من القوى السياسية الأخرى الرافضة لهم والساعية للإطاحة بهم، وإنما أيضاً من داخل حركتهم! مما جعل راشد الغنوشى يتوهم سهولة أن يحصل على الرئاسة التونسية فى الانتخابات المقررة فى 2014، وأنه لا ينقصه، لتعزيز فرصه، سوى أن يبقى رئيساً لحركة النهضة، رغم أن قانونها الأساسى يمنع المد له لأكثر من فترتين! فمشى على نفس خط إخوانه فى مصر، بالسعى لتغيير ما تصور أنه مجرد إجراءات سهلة، عن طريق السيطرة، فى الانتخابات الداخلية لحركته، على المكتب التنفيذى لمجلس شورى الحركة، فإذا به يتلقى خسارة فادحة هذا الأسبوع، واكتسح منافسوه الانتخابات، وهم الذين أشهروا الاختلاف معه، وعارضوا بشدة خطته فى تغيير القانون الأساسى وفى سياسته التى تتجاهل الحركة، بل واتهموه فى ذمته المالية..إلخ. فما هذه التوافقات الغريبة بين الإخوان هنا وهناك؟!