مع احترامى لكل الآراء ولكل الاتجاهات حول جدوى الذهاب إلى ملف التطبيع العربى مع إسرائيل قبل أن تنضج طبخة التسوية السياسية للمشكلة الفلسطينية وفق مقررات العدل الإنسانى والشرعية الدولية فإننى لم أعد أستغرب حدوث أى شيء فوق مسرح الشرق الأوسط الذى يعيش منذ سنوات تحت لهب ونيران المعارك العنيفة والتى فيما يبدو قد دفعت بالبعض إلى أن يستسهل أن يبدو – ولو ظاهريا – كائنا مستسلما متراخيا مع أحلام الدخان الأزرق لحشيش ترامب وزوج ابنته كوشنر. إن الدخان الأزرق الذى يغطى سماء المنطقة هو ابن حقيقى للظروف البائسة التى أفرزتها السنوات العجاف التى أعقبت أحداث الفوضى منذ مطلع عام 2011 ومنحت لصرخات الألسنة قوة جبارة هائلة أدت إلى شلل فى العقول من هول ما جرى مما جعل الثمن غاليا لاستعادة التوازن المفقود لتجد الأمة العربية نفسها كما هو واضح الآن بالدليل تلو الدليل تعانى أحاسيس العجز عن دفع فاتورة الأعباء والتكاليف للربيع العربى المشئوم وتداعياته السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية فى كل دول المنطقة! إن أحداث السنوات العجاف التى مضت لم تضرب مفهوم الدولة الوطنية فى الصميم فحسب وإنما استهدفت، وفق ما رسمه مخططوها الذين ابتدعوا نظرية الفوضى الهدامة، السعى الحثيث لاقتلاع كل جذور الهوية من أعماق أعماق التربة الثقافية والفكرية والعقائدية لإطالة زمن أجواء العاصفة بكل سحبها وبرقها ورعدها الفوضوى والذى نجح فى أن يفتح سوقا رائجة لحشيش ترامب وزوج ابنته كوشنر ولكى يسود الدخان الأزرق سماء المنطقة ويخدر شعوبها! لعنة الله على السنوات العجاف التى ضربت الأمة فى صميم وجودها بعد أن صدق البعض ما روج له أبالسة السياسة عن أكذوبة الربيع المشئوم والذى اتضح أنه مخدر خطير ينشر الدخان الأزرق الذى يوهم البعض بأنهم باتوا، فى ظل ما جرى من أحداث مرعبة، أشبه بالغرقى الذين يبحثون عن قشة طافية على سطح الموج طلبا للنجاة، مع أن الحقيقة عكس ذلك تماما.. وعموما فإن حركة التاريخ سوف تثبت صحة مسارها فى النهاية ويتضح للغافلين أن سحابة الدخان الأزرق سوف تذروها الرياح قبل مرور زمن غير بعيد! ومن يتشكك فى صحة حرف واحد مما كتبت عليه أن يقدم دليلا على عكس ذلك بدلا من مواصلة تزييف الحقائق بمقالات وآراء المؤيدين والمعارضين على حد سواء يشتم الناس فيها رائحة الدخان الأزرق.. وبأمانة شديدة أقول إننى لا أحب أن أخدع أحدا بمجاراته فى قول الباطل وفى الوقت نفسه لا أحب أن يخدعنى أحد تحت تأثير الدخان الأزرق! خير الكلام: الحشيش أغلى ثمن لأسوأ بضاعة!