ما يجرى فى ورش العمل المصرية التى أنشأها ويرعاها الرئيس السيسى على جميع المحاور الجغرافية وصوب كل الاتجاهات التنموية أمر يؤكد حجم ما يختزنه المصريون فى صدورهم من آمال عريضة انتبه إليها الرئيس السيسى منذ توليه مسئولية الحكم وأعطى توجيهات صارمة للحكومات المتعاقبة وآخرها حكومة الدكتور مصطفى مدبولى لبذل المزيد من الجهود التى تؤكد أننا نملك الأسباب لصنع التقدم وتوديع واقع التخلف الذى فرض نفسه علينا سنوات بعد سنوات! لقد تحدثت خلال الأيام الماضية عن عظمة الإنجاز الذى جرى تحقيقه من أجل إعادة الوجه الحضارى للقاهرة ثم أتبعت ذلك بمقال آخر عن أضخم مشروع يجرى تنفيذه حاليا تحت عنوان «ثورة فى قرى مصر» تعرضت فيه بإيجاز لملحمة عمل جبار من خلال محورين أساسيين هما مشروع التحول من نظام الرى بالغمر إلى نظام الرى الحديث بالتوازى مع المشروع القومى لإعادة تأهيل وتبطين أطول شبكة ترع فى العالم والتى يبلغ طولها أكثر من نصف مليون كيلو متر. واليوم أجدنى أمام عدد من رسائل المواطنين فى محافظة كفر الشيخ والذين يناشدوننى ضرورة الإشارة إلى أكبر عملية تطهير للبحيرات الشمالية وضمنها بحيرة وبوغاز البرلس الذى كان حتى سنوات غير بعيدة يمثل أكبر مخزون استراتيجى للثروة السمكية فى مصر، ولهذا تسود الفرحة بين الناس ترقبا للآمال المعقودة على استكمال عملية تطهير بحيرة البرلس حيث يجرى العمل على قدم وساق وعلى مدى ال 24 ساعة يوميا وفق رؤية صحيحة تضع اعتبار السرعة فى التنفيذ ضرورة تفرضها ظروف المرحلة فى إعادة تشغيل قطار التنمية فى المحافظة التى تعتمد على الثروة السمكية منذ عقود طويلة. والحقيقة أن ما يجرى فى ورش العمل المتعددة على طول وعرض مصر لم يجئ بالصدفة وإنما سبقته توجيهات رئاسية ودراسات حكومية ارتكزت على سؤال مركزى هو: ما الذى يتحتم على الدولة عمله لدفع قطار التنمية بأسرع درجة ممكنة وعلى أساس الفهم الصحيح للحكمة الأثيرة بأنه قبل البحث عن الدواء لابد من تشخيص الداء. قال لهم السيسى بكل وضوح ولجميع الحكومات المتعاقبة قبل الجواب لابد من الشجاعة فى طرح السؤال حتى يمكن تحديد ملامح وأطر المهام التى ينبغى تنفيذها بالسرعة الزمنية الواجبة وفى إطار الجودة مع خفض ما يمكن خفضه من التكلفة. وفى ورش العمل الوطنية التى تعاقبت على تنفيذها حكومات متتالية يمكن كتابة قصص بطولات على أرض الواقع نفذها أبطال لا يعرفهم الناس كما يعرفون نجوم الفن والرياضة، وتلك آفة اجتماعية ليست فى بلدنا وحده، وإنما فى معظم دول العالم الثالث.. وهذا للأسف الشديد هو قدر الأبطال من الجنود المجهولين فى العمل العام. خير الكلام: ثمرة النجاح تأتى من الجهد الصادق والصبر الطويل! * نقلًا عن صحيفة الأهرام