مع توالي فصول جائحة فيروس كورونا ، اكتشف العلماء المزيد من الأدلة حول ميزة غريبة ومقلقة للفيروس، في حين أن من يصابون بعدوى الفيروس يعانون من سعال وارتفاع في درجة الحرارة وفقدان حاسة الشم والتذوق، لكن هناك آخرون لا تبدو عليهم أي من هذه الأعراض إطلاقاً ولا يعرفون أنهم ينشرون "مرض كوفيد -19 " الذي يسببه الفيروس. ويقول الباحثون خلال دراسة تم إجراؤها على عدد من المصابين، إنه من المهم معرفة هؤلاء المصابين بالفيروس ولا تبدو عليهم أي أعراض وما إذا كانوا "الناشرين الصامتين" للعدوى، ولكن إذا كان الفيروس ينتشر أيضاً بواسطة أشخاص لا تبدو عليهم أي أعراض بصمت وسرية، حيث يعرف باسم "الانتشار قبل ظهور الأعراض"؛ حيث لا يدري الشخص أنه مصاب لأن أعراض السعال والحمى وغيرها من الأعراض الشائعة لم تظهر عليه بعد، ويدور التساؤل هنا حول كيفية إيقاف انتشار الفيروس؟ وسلطت هذه الدراسة الضوء على فترة حرجة تتراوح من 24 إلى 48 ساعة قبل ظهور أعراض المرض على المرضى ويمكن أن يكونوا خلالها مصدر عدوى للآخرين بدرجة كبيرة، وربما يكونون أشد مصادر العدوى. أحد التفسيرات لانتقال العدوى، هو أن التنفس أو التحدث مع الشخص المصاب يؤدي إلى انتقال الفيروس، إذا كان الفيروس يتكاثر في القسم العلوي من جهاز التنفس في ذلك الوقت، فمن المحتمل أن تخرج بعض الفيروسات مع كل عملية زفير. يمكن لأي شخص قريب بما فيه الكفاية وخاصة في الأماكن المعلقة التقاطه بسهولة، وهناك وسيلة أخرى لانتقال العدوى وهي اللمس، حيث يصل الفيروس إلى يدي شخص ما ويلمس شخصاً آخر أو مقبض باب أو مقعداً بغض النظر عن المسار الذي يسلكه الفيروس ما هو إلا عدم الالتزام بالإجراءات والتدابير الاحترازية المتبعة للأشخاص، ولا يكونون على دراية بأنهم عرضة للإصابة. هذا السيناريو أكثر إثارة للحيرة وببساطة ليس لدى العلماء إجابة قطعية عنه، إدراك حقيقة أن بعض الناس يمكن أن يكونوا قد أصيبوا بالفيروس قبل ظهور الأعراض عليهم شيء، وأن يكونوا هم مصابين دون أن تظهر عليهم أي أعراض أمر آخر تماماً، وتعرف هذه الحالة ب"انعدام الأعراض". 14 سلالة مختلفة وفي هذا الصدد، يقول الدكتور أحمد شاهين أستاذ الفيروسات وعضو مجلس الشيوخ، علميًا وجد أن نصف مرضى كورونا ليس لهم أي أعراض، وهذا الأخطر على الإطلاق وممكن أن يكون في فترة حضانة المرض، لافتًا إلى أن هناك "14 سلالة" بحسب ما أعلنته منظمة الصحة العالمية، وتختلف كل سلالة عن مثليتها من حيث الأعراض، فهناك أعراض طفيفة وأعراض أخرى أشد عنفًا كلاهما يشكل خطورة؛ لأنه سواء الأعراض كامنة أو ظاهرة رذاذ حامل الفيروس يعدي من حوله، وهذا هو سر انتشاره بهذه السرعة. وعن ارتداء الكمامة بالمنزل، يقول لا داعي لل ارتداء الكمامة بالمنزل وذلك لأن عدد الأسرة معلوم، فضلا عن أن نوع السلالة واحد في حالة الإصابة - لا قدر الله - فلا داعي لارتدائها، مشددًا على اتخاذ الحذر والحيطة خارج المنزل والحرص على ارتداء الكمامة والالتزام بالإجراءات والتدابير الاحترازية. عدوى بدون أعراض ومن جانبه، يوضح الدكتور أمجد الحداد استشاري الحساسية والمناعة، ومدير مركز الحساسية والمناعة بفاكسيرا، هناك عدوى بدون أعراض لبعض الأشخاص حاملي الفيروس، وذلك لعدة أسباب منها المناعة الجيدة، الالتزام بالإجراءات الاحترازية، فيمكن للشخص المصاب أن تكون العدوى انتقلت له وهو مرتدي الكمامة، وحينها مثلت الكمامة حائط صد لمنع دخول الرذاذ من الشخص المصاب للشخص السليم، ولكن يممكن أن تكون جزيئات الفيروس التي تخللت الكمامة قليلة، وبالتالي استطاع الجهاز المناعي التحكم فها بدون أعراض، فبالتالي ضعف الفصيل الذي تعرض له، مشيرًا إلى أن عدم ارتداء الكمامة تعرض الشخص إلى الإصابة بالفصيل القوي الذي تتطور أعراضه. ارتداء الكمامة بالمنزل في حالة واحدة وعن العوامل التي تجعل الأعراض بسيطة لدى مصابي فيروس كورونا ، يقول الحداد الالتزام بالإجرااءات الاحترازية والمسافة الآمنة يقللوا الإصابة ولو حدثت تكون أعراضها أخف من التعامل المباشر دون الالتزام بالإجراءات الاحترازية، موضحًا لا يوجد ضرورة ل ارتداء الكمامة بالمنزل، ولكن ننصح بالتهوية الجيدة والتزام المسافة الآمنة والتباعد الاجتماعي، ولكن في حالة شك الشخص بأنه مصاب بالفيروس عليه ارتداء الكمامة ، وخاصة لو أن هناك كبار سن أو أصحاب أمراض مزمنة، ويكون العزل للمصاب بدون أعراض في فترة تتراوح من أسبوع إلى عشرة أيام على أن يكون آخر ثلاثة أيام دون أعراض "ارتفاع درجة الحرارة والسعال".