رأي رأس الجلسة الافتتاحية لمجلس الشيوخ الأسبوع الماضى، تبعًا للتقاليد البرلمانية التى عمل بها منذ إنشاء أول برلمان لمصر عام 1923، الفريق فخري جلال هريدي (91 سنة) أكبر الأعضاء سنًا، وقد كان بين الذين عينهم الرئيس السيسي، تكريمًا لرمز بارز من رموز العسكرية المصرية؛ فهو الذى أسس وهو برتبة نقيب وسنه أقل من 27 سنة أول فرقة صاعقة مصرية عام 1955 . وقد سمعت الفنان الكبير محمود قابيل، الذى تخرج فى الكلية الحربية وأحد أفراد الصاعقة، وشارك وأصيب فى عملياتها يحكي عن هريدى، ويقول إنه أسطورة بكل المقاييس وشخصية عسكرية نادرة من الصلابة والقوة والإصرار. وقد كان جلال هريدي ومجموعة الصاعقة التي كونها أول من يتم استدعاؤهم لأخطر العمليات. ففي يوم انفصال سوريا عن مصر (28 سبتمبر 1961) كان هريدى فى اليوم نفسه يقفز بالمظلات مع مجموعة من زملائه فى اللاذقية فى سوريا لمواجهة ضباط الانفصال، ولكن عبدالناصر عدل عن قراره حتى لا يسفك عربى دماء عربى آخر وطلب منهم الاستسلام، ونقل هريدى إلى سجن المزة وأذيع أنهم فى سوريا أصدروا حكمًا بإعدامه وأشاعوا أنه تم تنفيذه! وفى حرب 1967 قاد هريدى مجموعته التي كان محمود قابيل بينها وسافر إلى الأردن ومنها إلى داخل إسرائيل، ولكن نودي عليه عبر الإذاعة المصرية ليعود مع زملائه إلى قواعدهم. وفى فترة الخلاف بين الرئيس عبدالناصر و المشير عبدالحكيم عامر بعد هزيمة 67 تم سجن جلال هريدى؛ بسبب وقوفه إلى جانب المشير عامر الذى اعتبره هريدى الأب الروحي للصاعقة. وأمضى هريدى 7 سنوات طاف فيها سجون مصر إلى أن أفرج عنه الرئيس السادات . وبعد خروجه التف حوله مناضلو الصاعقة وقد تجاوزوا جميعا الثمانين وقد راحوا ينعون من وقت لآخر من يودع منهم الحياة لكنهم ظلوا يدًا واحدةً حملت اسم «حزب حماة الوطن» برئاسة هريدى الذى كان تعيينه فى مجلس الشيوخ تكريمًا لكل فدائي ضمه سلاح الصاعقة. * نقلًا عن صحيفة الأهرام