روى لى سائق التقيته به منذ أيام عن خطة قام بها منذ سنوات لامتلاك سيارة أجرة توفر لأسرته الصغيرة حياة كريمة بعد سنوات من العمل كأجير لدى آخرين. قال إن دخله من العمل كسائق على سيارات الآخرين لم يكن يوفر له ما يحتاجه أولاده فقرر استقطاع جزء مما يكسبه يوميا لمدة عامين ليوفر مقدم شراء سيارة جديدة ثم تمكن من سداد الأقساط خلال عامين آخرين، وبعد انتهاء السنوات الأربع أصبح دخله يوفر حياة أفضل لأبنائه. ما قام به هذا السائق هو ما تقوم به الحكومة حاليا فى مصر لبناء حياة أفضل لأبناء الشعب المصري . فبدلا من القبول بالأمر الواقع والعيش وفقا لدخله كأجير، قرر السائق استثمار جزء من دخله لسنوات أملا فى حياة أفضل. وطوال هذه المدة كان أولاده يعيشون فى مستوى أقل لأنه لم يكن ينفق عليهم كل دخله، ولكن فى النهاية كان له ما أراد. وما تقوم به الحكومة الحالية هو تخصيص مئات المليارات لبناء البنية التحية للدولة كأساس ضرورى للتنمية الاقتصادية التى ستوفر حين تكتمل حياة أفضل لملايين المصريين مما كان يمكن أن يحصلوا عليه لو أن الحكومة قامت بتوزيع تلك المليارات عليهم نقدا. قد يشعر البعض من أبناء الشعب المصرى حاليا ببعض المشكلات الاقتصادية، ولكنه الثمن الذى يجب أن ندفعه كما دفعته أسرة السائق لعدة سنوات مقابل تكوين أصول استثمارية توفر للمصريين ما يحلمون به من عمل كريم ودخل معقول فى مرحلة لاحقة. السنوات العجاف على وشك الانتهاء والمطلوب فقط قليلا من الصبر. نقلا عن صحيفة الأهرام