عصر جديد بدأته مصر مع الطرق السريعة التى تخدم المواطن والاستثمار، وفق المعايير الدولية ، هو حلم كان يراود المواطن، وينتظر الوقت الذى يرى فيه الطرق في بلده تماثل نظيرتها في الخارج، من حيث المواصفات التي تضمن السلامة والتخطيط المناسب الذي يحقق السيولة، ويختصر المسافات والوقت، والقيمة المضافة التى تعود على ميزانية الدولة بالعائد المادى الذى يضيف للاقتصاد القومي، وفى الوقت نفسه ترفع من قيمة الوطن، وتضمن له المستقبل الذي يحلم به. هذه الإنجازات على الأرض هى ثمار الرؤية الكاشفة للرئيس عبدالفتاح السيسي وحرصه على أن تكتمل منظومة البنية الأساسية لمصر حتى تدخل الى مشروعها الحلم تحقيق النهضة المتكاملة، وقد أنجزت البنية الأساسية عنوان التنمية والاستثمار.
الحكومة تحملت المسئولية، وبرز دور الشركة الوطنية للطرق كشركة عملاقة تنفذ مشروعات ضخمة فى زمن قياسي، تحقق لمصر إيرادات غير مسبوقة تسهم فى خدمة الاقتصاد القومي.
رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي قال: بكل اعتزاز إن مصر تقدمت 90 مركزا، لتحتل المرتبة ال 28 على مستوى العالم فى شبكة الطرق والمركز الثانى فى إفريقيا من حيث جودة الطرق بعد أن كانت فى المركز ال 28، والأهم هو أن شبكة الطرق الجديدة أسهمت في تراجع عدد الوفيات والإصابات على شبكات الطرق، كل مصرى يتابع باهتمام ما يحدث فى مجال الطرق والنقل، ويلمس التحسن الذى يطرأ على المنظومة، وهو يستشعر من داخله أن التطوير يطرق كل الأبواب مما يفتح الأمل العريض نحو مصر التى يتمناها الجميع. الإنجازات كبيرة حقا ومع هذا هناك ملاحظات صغيرة، منها عدم وضوح العلامات الدالة والتي ترشد قائد السيارة الى الاتجاه الصحيح، تكون سببا رئيسيا فى السلامة.
فهناك حوادث كثيرة تحدث بسبب تردد قائد السيارة وعدم تيقنه من أنه سيكون فى الاتجاه الصحيح ويتخذ قرارين فى نفس الوقت، مما يتسبب فى كوارث إنسانية، خبرة الطريق عنصر رئيسى فى السلامة، والذى يساعد من ليس لديه هذه الخبرة العلامات الدالة وإرشادات المرور، حتى فى ظل استخدام خدمة الإرشاد ال« جي بي إس » يكون متعذرا على الكثيرين رؤية المخارج وهى غير واضحة ومن هنا تأتى أهمية إنارة مداخل ومخارج الكبارى بأى وسيلة حديثة، تكشف لقائد السيارة بوضوح منفذ الدخول، وهى ظاهرة تكاد تكون متكررة فى معظم هذه الطرق، وطريق محور 26 يوليو نموذج واضح فالقادم من الإسكندرية لاستخدام المحور يكتشف بالمصادفة مدخل الكوبرى من شدة الظلام وعدم وضوح الاتجاه، وتستمر نفس الملاحظة فوق ميدان لبنان حيث يتعذر على قائد السيارة معرفة أى اتجاه يسلك فوقه لعدم تحديد علامات توضح الاتجاه إلى شارع السودان مثلا والى المهندسين او الاستمرار إلى وسط المدينة، وهذه نماذج متكررة فى معظم الاتجاهات بالكبارى بما فيها القاهرة الجديدة.
هناك ملاحظة، وهي توقف سيارات الأجرة وبخاصة الميكروباص فى مطالع الكبارى الجديدة ولو لدقيقة حيث تخلق تكدسا وهذا يحدث فى الكبارى الجديدة بمدينة نصر، فى مصر عندما يتعود الناس على سلوك يستمر، ولهذا لو تم التصدى لهذه الممارسات فى بدايتها فلن تتكرر، وتكون النتيجة الاستفادة القصوى من الكبارى التى تم تشييدها لمنع الزحام ،فهل نترك سيارات الأجرة تتصرف بمثل هذه السلوكيات.
القاهرة الكبرى تشهد طفرة غير مسبوقة فى ابتكار حلول ناجزة تقضى على ظاهرة التكدس والزحام وترفع من كفاءة الطرق والشوارع وهو ما يحدث فى مصر الجديدة ومدينة نصر، وهناك الطرق الدائرية والمحاور الكبرى التى ربطت الأقاليم بعضها ببعض مما اختصر الزمن والمسافات، طريق شرم الشيخ نموذج والغردقة، العين السخنة، السويس، الجلالة، مصر إسكندرية الصحراوي، العلمين، الصعيد الشرقى والغربي، طريق شبرا بنها الحر الموازى لطريق شبرا بنها القديم بطول 40 كم، ومحور روض الفرج الضبعة، و محور 26 يوليو ، ودائري القاهرة الكبرى والدائري الإقليمي، وغيرها من المحاور الرئيسية الكبرى.
لا حديث في أى بلد عن الصناعة والاستثمار قبل النظر إلى مستوى ومواصفات شبكة الطرق فى هذه الدولة، حتى وقت قريب كانت المسافات بعيدة بين القاهرة وغيرها من المحافظات بسبب سوء حالة الطرق، الوضع الآن تغير فالزمن من القاهرة إلى مدينة شرم الشيخ تم اختصاره بعد إنجاز الطريق الدولي ، والحال هو ذاته فى السفر الى الصعيد، والإسكندرية والغردقة وشمال سيناء والدلتا.