أحمد عبدالتواب كلمة عابرة كان يجب، من حُسن التدبر، أن ننتبه إلى أن الاختفاء التام المفاجئ لعشرات الآلاف من كوادر الإخوان وقواعدهم، بعد ساعة واحدة من فض احتلالهم لميدان رابعة، لا يمكن إلا أن يكون بأمر من قيادتهم، وأنه لا يمكن إلا أن يكون اختفاءً مؤقتاً! لأن هؤلاء، الذين استجابوا فورا لأن يعتصموا بأمر ثم أن يختفوا بأمر آخر، يُتوقَع منهم أن يُلبّوا أى أوامر تكلفهم بها قيادتهم. وحدث بالفعل أنهم ظهروا بعد هذا فى بعض التظاهرات المحدودة الباهتة معدومة الأثر، التى تبين فيها عجزهم عن جذب من كانوا يؤيدونهم فى السابق! بما يُطمئِن الرأى العام إلى اضمحلال قوتهم على حشد التظاهرات الضخمة. إلا أن نشاطهم الذى استمر بدأب كان على مواقع التواصل الاجتماعي، التى تتيح لهم التستر وإخفاء هوياتهم، إلا أن تحليل خطابهم يشى عنهم، فانطلقوا يبثون الشائعات التى يُؤمرون بترويجها، والتى يخصصون معظمها للهجوم على الجيش والشرطة، وليشككوا ويسخروا من كل مشروع وإنجاز، وليعتدوا، بالسباب البذيء، وبلا معلومات ولا منطق، على من ينتقدهم أو يختلف معهم! وهذا مؤشر مهم على أن قدرة الإخوان على التخريب لم تنفد، بسبب السطوة الجبارة من القيادة على الكوادر والقواعد الذين لا يؤرقهم الحقائق الدامغة عن أن قياداتهم يعملون فى خدمة دول معادية! ومن المخاطر الناتجة عن هذا، أن آخرين من خارج الإخوان، من أصحاب الشعارات المعارِضة، استسهلوا طريقة الإخوان وساروا عليها، بدءاً بالتربص بكل قرار رسمى ليهاجموه، أو يطعنوا فى جديته إذا كان من ضمن أهدافهم المعلَنة، وإذا لم يجدوا زلة اخترعوها بأنفسهم، لتكون هى موضوع الخلاف، حتى لو كان هجومهم ضد المشروع العملاق الذى ينتشل سكان العشوائيات الخطيرة إلى شقق جميلة مؤثثة وبها كل الأجهزة الكهربائية ، بإيجار رمزي، وحتى لو أصبحوا ضد مشروعات الطرق والكبارى والأنفاق! بل تفننوا فى اختراع أساليب تطعن فى صحة أى واقعة يهتم بها الرأى العام، حتى فى مثل واقعة سيدة المحكمة لأن أحد أطرافها ضابط شرطة، وسيدة القطار لأن فيها جنديا بالجيش..إلخ. * نقلًا عن صحيفة الأهرام