يطلق العديد من السياسيين والكتاب والدبلوماسيين رصاصات قاتلة وسامة على الجامعة العربية ويحملونها بدون منطق او ربما يهربون من ذكر الأسباب الحقيقية الفشل فى حل النزاعات العربية او منع التدخلات الاقليمية والدولية فى شئون العرب.. ويتساءل هؤلاء ومعهم غالبية كبيرة من الشعوب العربية التى تغيب عنها الحقائق: اين دورالجامعة فى ازمات اليمن وسوريا والعراق ولبنان وليبيا والسودان ومصر وسد النهضة، وماذا فعلت الجامعة ازاء الاعتداءات التركية على الأراضى السورية والعراقية والليبية.. وماذا فعلت الجامعة ازاء التدخلات الإيرانية فى سوريا ولبنان والعراق واليمن؟ والحقيقة ان العرب أنفسهم هم من دمروا الجامعة وقضوا على دورها لأن بعضهم رأى انها تحول دون طموحاته الجامحة التى ربما لم تكن تتناسب حتى مع حجم دولته، وكان البعض الآخر قصير النظر، ورأى انها تعمل ضد مصالحه، هل تذكرون كيف كان رئيس ليبيا الراحل معمر القذافى يسخر من الجامعة ودورها علنا؟! ومع بداية عقد التسعينيات من القرن ال20 سعت بعض الدول العربية صغيرة الحجم متضخمة المال الى «ربيع عربى» داخل الجامعة وتغيير النظام القائم على هيمنة الدول الكبيرة والتاريخية المؤسسة للجامعة على صناعة القرار، وقادت قطر حمد بن خليفة ومعها بعض الدول الاخرى تيار تغيير النظام القائم داخل الجامعة او القضاء عليها. وكانت النتيجة مشابهة تماما لما حدث لبعض الدول العربية من تفتت وانهيار بسبب ما أطلق عليه الربيع العربي. فقد تحولت الجامعة الى بطة عرجاء لاتستطيع القيام بدور فعال فى اى نزاع عربى او التصدى للاعتداءات الاقليمية والدولية. وهو تماما ما سعت اليه اسرائيل والولايات المتحدة بعد حرب اكتوبر المجيدة عام 1973 واستخدام البترول كسلاح فى الحرب، وهو نفس الهدف الذى سعت اليه تركيا وايران خلال ال 20 عاما الماضية ونجحت قطر وآخرون بامتياز فى تحقيقه لهم، وبدلا من أن يتصف العرب بالمعقولية والاتزان ويكونوا اكثر وعيا ونضجا ويسعوا الى تعظيم دور هذا التكتل الاقليمى لمواجهة الاعاصير التى تهب عليهم من دول الجوار او القوى الدولية فان بعضهم تصرف بحماقة وقصر نظر ودمروا البيت العربى او الخيمة التى كانت يمكن ان تؤويهم وتحميهم من أنياب الأسود الإقليمية والدولية المتنمرة حولهم.! نقلا عن صحيفة الأهرام