لا يوجد احتمال للخطأ بالمستشفى وهذه هي القاعدة التي نعمل من خلالها نجاح أي مؤسسة صحية يتوقف على مدى دقة تطبيقها لمعايير الجودة وصلنا لنسب شفاء تجاوزت 73% رغم التحديات الاقتصادية والاجتماعية التي نواجهها أزمة فيروس كورونا أعادت لفت انتباه المؤسسات وخاصة الصحية منها إلى أهمية التأكد من توافر جميع عناصر الجودة التى تضمن تجنب الإصابة بالعدوى للمرضى والعاملين من الأطقم الطبية والتمريض مما جعل لقسم مراقبة الجودة أهمية خاصة ودور كبير فى الحفاظ على المؤسسة ونظرا لأن مريض الأورام وخاصة الأطفال هم الأكثر عرضة للعدوى فقد أولت مستشفى 57357 لعلاج سرطان الأطفال هذا القسم أهمية قصوى منذ أن كانت فكرة لمراعاة تطبيق معايير الجودة فى التنفيذ والبناء .. عن احتياطات الجودة والدور الذى يقوم به فريق عمل تحسين الأداء بالمستشفى للحفاظ على أطفالنا من الإصابة فى ظل أزمة فيروس كورونا كان لنا هذا الحوار مع دكتورة "شيماء المنياوى" رئيس قسم الجودة وتحسين الأداء ب مستشفى 57357 . ما المقصود بالجودة وما هو الدور الذى تقوم به فى المؤسسات الصحية تحديدا؟ الجودة بمنتهى البساطة هى إتقان العمل أخذا بقول رسولنا الكريم ( إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه) والمؤسسات الصحية تحديدا تحتاج إلى جودة من نوع خاص للحفاظ على المرضى والعاملين سواء من الأطقم الطبية أو التمريض أو الموظفين لحمايتهم من الإصابة بالعدوى لذا فدور قسم الجودة هو التأكد من أن الجميع يقوم بالمهام المكلف بها على أكمل وجه ممكن ومن أول مرة خاصة وفى مستشفى 57357 ، حيث إنه لا يوجد لدينا احتمال للخطأ وهذا هو المفهوم الذى نعمل جميعا تحت مظلته. متى أنشئ قسم الجودة ب مستشفى 57357 ؟ منذ أن كانت المستشفى مجرد فكرة فقد تم تحديد مهام قسم الجودة مع التخطيط للمستشفى لأن نجاح أى مؤسسة صحية يتوقف على مدى تطبيقها لمعايير ومتطلبات الجودة أثناء التخطيط لها حيث إن هذه المعايير لابد أن يتم مراعاتها بأفضل شكل ممكن فى التصميم والبناء بما يساعد المؤسسة على العمل بقمة الأداء المهنى لذا فقد حرصت مستشفى 57357 على أن يكون قسم الجودة وتحسين الأداء من أول الأقسام المخطط لها للأخذ فى الاعتبار العمل بالمعايير التى يحددها القسم فى البناء والتنفيذ، حيث إن الهدف الرئيسى لنا هو تقديم أفضل جودة طبية مجانية للأطفال وبأقل تكلفة على المستشفى بما يسمح بعلاج أكبر عدد من المرضى. هل تختلف معايير الجودة فى المستشفيات عنها فى أى مؤسسة أخرى؟ بالتأكيد لأن المعايير المأخوذ بها فى المستشفيات غيرها فى أى مكان أخر فنحن نضع معايير مخصصة للخدمات الطبية والإدارية ونحن فى 57357 لدينا معايير خاصة للجودة يتم تطبيقها على جميع الأقسام والعاملين منها على سبيل المثال أن المبنى مخطط من الأساس كمستشفى لعلاج سرطان الأطفال وليس مجرد مستشفى عادى لذا فأهم المعايير المأخوذ بها عندنا هى معايير مكافحة العدوى، حيث إن مريض الأورام له طبيعة حيث إن بعض أنواع العلاج تضعف المناعة وبالتالى لابد من توافر بيئة آمنة تراعى هذه المشكلة وتساعد فى التغلب عليها، هذا بالإضافة الى أننا نراعى فى معايير الجودة الخاصة بنا كيفية تحديد الخطة العلاجية للمريض وسبل التعامل الطبى والنفسى معه وكيفية تجهيز الدواء وغرف العمليات وتوفير الاحتياطى من الأكسجين والطاقة والكهرباء والسولار ومحطة تنقية المياه ومولدات الكهرباء والصيانة الخاصة بها فنحن نقوم بعمل صيانة للمولدات كل شهرين للتأكد من سلامتها وقدرتها على العمل بالأحمال المختلفة لضمان توفير الكهرباء فى حالة انقطاع التيار بأى وقت أثناء تواجد مريض فى غرف العمليات أو أقسام الأشعة وهذا ما نطلق عليه الصيانة الوقائية. مريض الأورام وخاصة الطفل يصنف على أنه حالة شديدة الخطورة والحساسية.. فما هى الإجراءات المأخوذ بها فى 57357 للحفاظ عليه؟ نحن لدينا المعايير الخاصة بنا منذ بداية العمل بالمستشفى لأننا فى الأساس أخذنا فى الاعتبار أثاء تخطيط المبانى وتنفيذها مكافحة العدوى لأننا كما وصفت نتعامل مع حالة خاصة جدا من المرضى فمريض الأورام فى حد ذاته هو أكثر عرضة للعدوى فماذا لو كان طفل .. طبيعى ستكون حساسيته أكبر لذا فنحن نعمل بالمعايير الدولية لمنع العدوى وتثقيف المريض لأنه لن يستمر طوال فترة علاجه التى قد تمتد لثلاث سنوات فى المستشفى وإنما هناك أسس وقواعد لابد من اتباعها فى البيت لذا فنحن نقوم بتدريب الطفل وأسرته على سبل الرعاية الصحية ومكافحة العدوى كما أننا لدينا معايير خاصة بحقوق المريض لأننا نجعله يشارك فى جميع القرارات التى تتخذ بشأن علاجه بمعنى أننا نعرض عليه جميع الحلول الممكنه ونجعله يتخذ القرار الذى يراه مناسب له وحتى إذا لم يأخذ الإختيار الصحيح نحاول أو نتحايل على الأمر بما يضمن لنا الحفاظ على صحته النفسية وفى نفس الوقت الوصول لأفضل نتائج ممكنه وهذا هو ما جعلنا نقترب من نسب الشفاء العالمية بفضل الله ونعمته علينا. ما هى نسب الشفاء التى وصلت لها المستشفى مؤخرا؟ تجاوزنا 73% وفى طريقنا للوصول لنسب أكبر بالرغم من التحديات التى نواجهها سواء الاقتصادية أو الاجتماعية، هذا طبعا بالإضافة إلى أزمة كورونا. ماذا عن دور قسم الجودة وتحسين الأداء فى حماية الأطفال من الإصابة بالعدوى فى ظل أزمة فيروس كورونا ؟ نحن نعمل طوال الوقت على حماية المرضى من العدوى وذلك لأن الجودة وتحسين الأداء هو ثقافة مستشفى 57357 بداية من مشرف الأمن الذى يستقبل المريض على البوابة مرورا بعامل الأسانسير والنظافة وحتى الفريق الطبى فالجميع هنا يطبق أعلى معايير الأداء وفريق الجودة دوره الأساسى هو وضع نظم وإجراءات العمل التى تضمن تطبيق وتنفيذ معايير تحسين الأداء بأفضل وجه ممكن لذا فقد قامت إدارة الجودة وقسم إدارة المخاطر بوضع فلسفة خاصة منذ أربعة أشهر وبشكل استباقي للسيطرة على الأزمة. معنى ذلك أن المستشفى بها خطط مسبقة للطوارئ؟ بالتأكيد فنحن لدينا خطط للطوارىء والأزمات حسب نوع الخطر مثل الحريق أو الحوادث الكبيرة ومواجهة الأمراض المعدية وقد قامت 57357 بتشكيل لجنة لإدارة أزمة جائحة كورونا قبل ظهوره فى مصر استعدادا لاحتمال ظهور أى خطر وقد قام فريق الجودة بالتعاون مع لجنة الأزمات التى شارك فيها جميع أقسام المستشفى بوضع خطة مكونة من ثلاثة مراحل لمواجهة خطر فيروس كورونا وقد دعت الإدارة العليا لإجتماع مع كل رؤساء الأقسام لتحديد مخاطر انتشار الفيروس على المرضى والعاملين وهذه المشاركة كان لها دور كبير فى تحديد المخاطر وتحويلها إلى إجراءات الاحترازية بكل ما تحمله من تحديات وصعوبة فى التنفيذ مثل الحد من الزحام مع الحفاظ خاصة أننا نخدم أكثر من 600 مريض فى القسم الخارجى فقط وطبيعى أن كل طفل سيكون معه فرد أو اثنين لذا فقد تم جدولة المرضى وتوزيعهم على مدى اليوم كله كما تم منع زيارات القسم الداخلى وخفض عدد المرافقين إلى شخص واحد وزيادة أماكن سحب العينات وتحديد عدد ركاب المصاعد بما لا يتجاوز ثلاثة أفراد وإيقاف الزيارات الخارجية والمتطوعين والتجريب فضلا عن تطهير المستشفى بالكامل كل ساعة وتعقيم غرف العيادات بين كل مريض وآخر والتواصل الدائم مع المرضى والعاملين عن طريق فيديوهات التوعية ووسائل التواصل المختلفة، بالإضافة إلى تقديم الدعم النفسى الكامل للفريق الطبى وطاقم العاملين نظرا للضغط الكبير الذى يتعرضون له يوميا وكل ما سبق كان جزء من الخطط التى شارك فريق الجودة فى إعدادها مسبقا منذ بداية شهر فبراير للحد من مخاطر انتشار فيروس كورونا . هل هناك معايير أخرى للجودة ولضمان جماية المرضى بخلاف المعايير الطبية؟ طبعا .. نحن لدينا مجموعة متكاملة من المعايير التى تضمن صحة وسلامة المريض والعاملين وهذا بخلاف المعايير الطبية منها على سبيل المثال معايير الأمان ضد الحريق والحفاظ على نظافة البيئة وجودة أمان والغذاء لأن نوع الطعام الذى يقدم للمريض إذا لم يكن آمن تماما ونظيف بنسبة مائة فى المائة فطبيعى أنه سيسبب له ضرر وقد حصلت مستشفى 57357 على شهادة الأيزو فى نظافة الغذاء والبيئة والسلامة والصحة المهنية لقدرتنا على تأمين المنشأة ضد الكوارث والحرائق هذا طبعا بخلاف تطبيقنا لمعايير ال (JCI ) وهى أهم وأفضل معايير على مستوى العالم خلال ال 50 سنة الماضية وجميع المستشفيات فى أمريكا لاتستطيع تقديم أى خدمة صحية دون الحصول على شهادة العمل بمعايير(JCI)، والتى تعنى المعايير الدولية الأمريكية للخدمة الطبية . كل هذه المعايير يتم تطبيقها لحماية المرضى .. فماذا عن معايير الجودة التى تطبق لحماية الطاقم الطبى وفريق العمل بالمستشفى؟ ال JCI تنطوى على أكثر من 1200 معيار مقسمين الى أجزاء لحماية المريض فيما يتعلق بالدواء ومتابعته وكيفية تثقيف المريض وكيفية دخوله المستشفى والتواصل معه واستمرار جودة الرعاية فى حالة انتقاله من مستوى خدمة لأخرى أو من غرفة لغرفة أو دور لأخر ومنها التأكد من متابعة الأدوية الخاصة بها وإعداد ملخص عن حالته فى المرحلة السابقة لأخذها فى الإعتبار فى المرحلة الاحقة وهناك جزء آخر خاص بالتعليمات المتعلقة بتدريب العاملين وتطويرهم على الجودة وتحسين الأداء ومكافحة العدوى ضمانا لعدم تعرضهم لأى خطر ونحن فى 57357 نطبق جميع المعايير الخاصة بحماية المريض والفريق الطبى والمنشأة وفيما يتعلق بفريق العمل وتحديدا الأطباء نحن لدينا نظام خاص قبل تعيين أى طبيب حيث أننا نرجع الى الجامعة التى حصل على شهادته منها للتأكد من أن جميع الشهادات المقدمة لنا سليمة وموثقة كما أننا نتواصل مع الأماكن التى سبق له العمل بها للتأكد من مستواه العملى والعلمى وبعد ذلك نضعه تحت التدريب لمدة ثلاثة أشهر قبل توقيع قرار تعيينه وطبعا هناك معايير أخرى يتم تطبيقها مع طاقم العمل منها تطعيم كل أعضاء الفريق الطبى والتمريض كل سنة بمصل الأنفلونزا الموسمية وإلتهاب الكبد الوبائى بالإضافة الى خضوعه لكشف دورى كل فترة للتأكد من خلو جميع الفريق من أى مرض خاصة أفراد عمل قسم الكيماوى والإشعاعى.