إغاثة المتضررين من أزمة السيول ومعاونة الدولة في مكافحة كورونا وتوفير أجهزة التنفس الصناعي وإطلاق قوافل لدعم الأسر الأولى بالرعاية والفئات المتأثرة بأزمة كورونا وإعادة إعمار المنازل ضمن مبادرة حياة كريمة تلك هي جهود صندوق تحيا مصر في 40 يوما كانوا الأكثر حساسية في عمر الدولة المصرية. تعددت الأزمات ومصدر الإغاثة للبسطاء واحد، إنه صندوق تحيا مصر .. ذلك الصندوق الذي أنشئ بقرار سياسي وسيادي من أعلى رأس في الدولة وهو الرئيس عبد الفتاح السيسي ليكون وسيلة وأداة بيد الدولة المصرية للتدخل السريع في عمليات الإغاثة. كانت للصندوق برامج طموحة خلال عام 2020 إلا أن ما شهده العالم من جائحة كورونا بالإضافة إلى أزمة السيول التي ضربت البلاد في النصف الأول من مارس على مدى 3 أيام دفع الصندوق لتعديل خطته وتطوير برامجه لتتلاءم مع ما تمر به البلاد. وعلى الرغم من تركيز الصندوق على التعامل مع أزمتي السيول وكورونا إلا أنه لم يتجاهل تلك البرامج الموضوعة لتطوير العشوائيات وتسيير القوافل للأسر الأكثر احتياجًا وغيرها من البرامج التنموية التي يتبناها الصندوق خلال هذا العام. فالصندوق منذ تأسيسه يعمل من خلال عدة محاور تجسد جهوده في مساندة الأسر الأولى بالرعاية وهي: محور الرعاية الصحية، محور التنمية العمرانية، محور التمكين الاقتصادي، محور الدعم الاجتماعي، وجميعها تجتمع وقت الكوارث والأزمات لما تقتضيه حاجة الدولة من تقديم مساعدات ومشروعات عاجلة في مجالات الصحة والدعم الاجتماعي والتنمية العمرانية ورعاية الأسر المنكوبة. بدأت رحلة الصندوق الإغاثية من أزمة السيول والتي تزامن معها بداية انتشار فيروس كورونا فأطلق مبادرة " نتشارك هنعدي الأزمة " وخصص حساب 037037 لاستقبال المساهمات والتبرعات في كل البنوك المصرية واستقبال كافة الاستفسارات من خلال الخط الساخن 15118. ورصد الصندوق 100 مليون جنيه لإعمار القرى المنكوبة من السيول وتعويض الأسر المتضررة ولقد تم ذلك بالتعاون مع وزارة التضامن الاجتماعي باعتبارها الجهة الرسمية المنوط بها هذا الإجراء حرصا على توجيه هذا الدعم لمستحقيه. يأتي ذلك إلى جانب أن الصندوق منذ بداية أزمة فيروس كورونا وفّر 1000 مضخة حقن سوائل بالإضافة إلى 200 جهاز تنفس صناعي تحت تصرف وزارة الصحة والسكان لمساندتها في مواجهة فيروس كورونا، وكذلك تم التنسيق مع كافة الجهات لتدبير 124 جهاز تنفس صناعي إضافية فضلا عن التواصل مع العديد من رجال الأعمال لرغبتهم في المساهمة في تدبير عدد من الأقنعة الواقية ومستلزمات المستشفيات والمواد المطهرة بشكل عيني . وتواصلت جهود الصندوق في مواجهة كورونا حيث قام بتوفير 10 أطنان من المواد الغذائية و2.5 طن لحوم لسكان قرية المعتمدية بمحافظة الجيزة والتي خضعت للحجر الصحي في أول أبريل الماضي. كما قام بتوزيع المواد الغذائية على الصيادين المتواجدين على ضفاف النيل بمنطقة مصر القديمة والوراق، لرعاية أسرهم، وأيضًا توزيع المواد الغذائية على عدد من أسر العمالة غير المنتظمة بمنطقة منشأة ناصر لتخفيف أعباء المعيشة من على عاتقهم خلال فترة حظر التجوال. لم يغرد صندوق تحيا مصر وحده خارج السرب ولكنه سعى للتنسيق مع الحكومة ومنظمات المجتمع المدني وذلك لحسن استغلال الموارد المتاحة وتوحيد الجهود في مواجهة الأزمة. ومن هذا المنطلق كان الهدف الرئيسي من مبادرة "نتشارك هنعدي الأزمة" هو توحيد جهود شركاء العمل المجتمعي، لتحقيق أقصى استفادة للأسر الأولى بالرعاية من الموارد المتاحة لدى الدولة ومنظمات المجتمع المدني والقطاع الخاص، فضلا عن تبادل البيانات والمعلومات المتاحة عن عدد الأسر بكل محافظة وذلك تنسيقا مع وزارتي التضامن الاجتماعي والتنمية المحلية. بالتزامن مع ذلك أنهى صندوق تحيا مصر المرحلة الثانية من مشروع تطوير وإعمار المنازل المتدهورة في 100 قرية وذلك ضمن المبادرة الرئاسية لإعمار القرى الأكثر احتياجا. وتضمنت المرحلة الثانية إعمار ورفع كفاءة 1280 منزلا في 44 قرية، وذلك تفعيلا لبرتوكول التعاون الثالث بين الصندوق وجمعية الأورمان، لتوفير سكن كريم لنحو 2880 أسرة بتكلفة مالية قدرها 100 مليون جنيه. وكانت المرحلة الأولى من المشروع تم الانتهاء منها في أكتوبر الماضي وتم تسليم 1600 منزل، وفي إطار مواجهة تداعيات أزمة انتشار فيروس كورونا أطلق صندوق تحيا مصر 3 قوافل محملة ب 185 طنا من المواد الغذائية واللحوم لرعاية أسر العمالة غير المنتظمة بمحافظات الفيوم، وسوهاج، ودمياط. وبحلول شهر رمضان وبالتعاون مع منظمات المجتمع المدني أطلق صندوق تحيا مصر ، 22 قافلة جديدة تتضمن 123 سيارة محملة ب 1680 طن من المواد الغذائية واللحوم والمطهرات ليتم توزيعها على 150 ألف من الأسر الأولى بالرعاية في 22 محافظة . وكانت المحافظات هي الوادي الجديد ، مطروح، جنوب سيناء، البحيرة، البحر الأحمر (حلايب وشلاتين)، بني سويف، قنا، المنيا، الاقصر، أسوان، القليوبية، الدقهلية، كفر الشيخ، الشرقية، المنوفية، الغربية، القاهرة، الجيزة، الاسكندرية ، الإسماعيلية، بورسعيد، السويس. وقام الصندوق بمراجعة قواعد بيانات المستحقين بكل محافظة بالتنسيق مع وزارة التضامن الاجتماعي لتوزيع المواد الغذائية تحت إشراف المحافظين لضمان وصولها لمستحقيها.