لحظة يتمنى أي أب وأم أن يفارقوا الحياة قبل فقد الأبناء، ولكن الوضع تغير كثيرًا فالأبناء هم أيضًا يتجرعون مرارة فقد الأب أو الأم، لتصبح الحياة بعدها غير الحياة ويظل القلب بعدها ينزف حزنًا حتى الموت.. أيام قليلة تعد على أصابع اليد أطلقت إسراء أحمد اللواح نجلة شهيد الجيش الأبيض، صرخة يوم الأحد الماضي على صفحتها الخاصة بال"فيس بوك" طالبت كل البشر بالدعاء لوالدها بعد تدهور حالته بسبب الفيروس اللعين، ولكن القدر كان أسرع. طلبت الابنة البارة بوالديها، اليوم الأربعاء، وللمرة الثانية الجميع بالدعاء لوالدتها بالشفاء العاجل عقب تأكد إصابتها بفيروس " كورونا " ونقلها لمستشفى الحجر "بأبو خليفة، لتعيش قسوة المرارة والحزن على فراق والدها وإصابة والدتها، وهي مازالت تتلقى العلاج من نفس الفيروس اللعين. وكانت التحاليل التي أجريت على السيدة أمل محمد عرفة زوجة الطبيب الراحل أحمد اللواح أستاذ الباثولوجيا الإكلينيكية بجامعة الأزهر، جاءت إيجابيه بسبب مخالطة زوجها بعد إصابته بالفيروس دون أن يتأكدوا وقتها من الإصابة، وفورًا تم نفل الزوجة المصابة في العاشرة مساء أمس إلى مستشفى "الطوارئ" بأبو خليفة بمحافظة الإسماعيلية . وأكد طارق أحمد اللواح، شقيق الطبيب الراحل، في تصريحات صحفية، أن الصدمة التي واجهت زوجة الطبيب عقب الإعلان عن وفاته، كانت قاسية للغاية، فمن جانب فقدت الزوج الحنون صاحب أطيب قلب، ومن ناحية أخرى لا تعلم ماذا يحل لابنتها المصابة نتيجة مخالطة والدها، إلى جانب لا تعلم ماذا يحل بها وبنجلها محمد صاحب الثلاثة عشر عامًا والمصاب بحساسية على الصدر. ورغم شجاعة الزوجة وذهابها ونجلها لمستشفى الحميات لعمل التحاليل ومسحة من حلق الفم لمعرفة ما إذا أصيب أحدهما، إلا أنها فوجئت بمسئولي المستشفى يجرون الكشف الظاهري عليهم دون إجراء التحاليل، لتعود ونجلها حزينة على ما جرى، وفور علم الابنة أطلقت صرخة استغاثة، ليتفاعل محافظ بورسعيد مع استغاثة إسراء اللواح، ويأمر على الفور بإرسال فريق طبي، قام بأخذ عينة مسح من الفم والأنف من والدة وشقيق إسراء. حالة من الحزن سادت بين الآلاف من الأهل والأقارب والأصدقاء ورواد السوشيال ميديا على ما حل بعائلة الدكتور أحمد عبده اللواح، أستاذ التحاليل الطبية بجامعة الأزهر، أحد أشهر أطباء المحافظة، الذي توفي بمستشفى العزل في محافظة الإسماعيلية ، الإثنين الماضى إثر إصابته بفيروس " كورونا " المستجد، والحالة النفسية السيئة لنجلته التي تتلقى العلاج من نفس المرض، وأخيرًا تنضم زوجة الراحل إلى نفي العزل، والجميع يترقب نتيجة تحاليل الابن الأصغر ويدعون الله أن يهون عليهم الفاجعة.