أرجئت محاكمة رئيس الوزراء ال إسرائيل ي بنيامين نتانياهو بتهمة الفساد لمدة شهرين بعد ما كان من المقرر أن تبدأ الثلاثاء، على ما أعلنت محكمة في القدس مشيرة إلى المخاوف المرتبطة بانتشار فيروس كورونا المستجد. وأوردت المحكمة في بيان الأحد "على ضوء انتشار فيروس كورونا المستجد وبناء على التعليمات التي تحصر عمل المحاكم بالحالات الطارئة فقط، قررنا إرجاء الجلسة الأولى إلى 24 مايو 2020". وقررت وزارة العدل السبت الحد من الأنشطة في المحاكم إلا للحالات الطارئة. وأشارت آخر حصيلة لوزارة الصحة ال إسرائيل ية إلى إصابة 200 شخص في البلاد بالفيروس. وأعلنت إسرائيل السبت عن إجراءات جديدة للتصدي للفيروس، بينها إغلاق المطاعم والمقاهي، ومنع التجمعات التي تضم أكثر من 10 أشخاص. ونتنياهو هو أول رئيس وزراء في إسرائيل يخضع للمحاكمة وهو لا يزال في السلطة، ويواجه تهما بالفساد واختلاس أموال وخيانة الثقة في ثلاث قضايا. وينفي نتنياهو التهم ويقول إنه ضحية حملة ذات دوافع سياسية. ويُجري حالياً مفاوضات سياسية من أجل تشكيل حكومة جديدة، بعدما فشل في تحقيق غالبية كبيرة أمام منافسه الوسطي بيني غانتز في انتخابات 2 مارس التشريعية. ودعا رئيس الوزراء ال إسرائيل ي من جديد مساء السبت إلى تشكيل حكومة طوارئ ووحدة وطنية من أجل التصدي لفيروس كورونا المستجد. وأظهرت نتائج الانتخابات الثالثة التي تجري في إسرائيل خلال أقل من عام حصول حزب الليكود بزعامة رئيس الوزراء المنتهية ولايته بنيامين نتانياهو وحلفائه على 58 مقعدا. لكنه ما زال يحتاج إلى ثلاثة مقاعد إضافية لضمان الأغلبية في الكنيست المؤلف من 120 مقعدا. وعقدت الحكومة ال إسرائيل ية الأحد اجتماعها الأسبوعي عبر الهاتف بسبب فيروس كورونا . وحث نتنياهو خلال الاجتماع خصمه زعيم التحالف الوسطي "أزرق أبيض" بيني جانتس على التحالف وتشكيل حكومة وحدة تستمر لستة أشهر بزعامة رئيس الوزراء. وقال نتنياهو "يجب أن نوحد الصفوف ونشكل حكومة قوية ومستقرة قادرة على إقرار الميزانية واتخاذ قرارات صعبة". وبحسب نتنياهو ستقسم الحقائب الوزارية بالتساوي بين كتلة نتانياهو اليمينية وتحالف يسار الوسط الذي أعلن دعمه لغانتس. وقال رئيس الوزراء إنه وبعد انقضاء الأشهر الستة "سنعود إلى الوضع الحالي" مشيرا إلى البرلمان المنقسم وعدم تمكن الخصمين من تشكيل أغلبية. ورفض رئيس هيئة الأركان السابق بيني غانتس في انتخابات سبتمبر الانضمام إلى حكومة يقودها نتانياهو الذي يواجه تهما بالفساد. لكنه أعرب الخميس عن استعداده لمناقشة تشكيل حكومة وحدة في ظل حالة الطوارئ التي تعيشها البلاد بسبب كورونا المستجد. وانتقد غانتس الطريقة التي قدم فيها نتانياهو عرضه. وقال غانتس عبر حسابه على تويتر "من يريد الوحدة لا يرسل خطته للطوارئ للصحافة قبل إرسال مفاوضين للاجتماع". وأضاف "سأتصرف بشكل مناقض، سأواصل دعم أي إجراء حكومي صحيح دون أي اعتبارات سياسية (...) سنتحدث عندما تكون جادا". ومن المتوقع أن تستمر المفاوضات لتشكيل حكومة جديدة الأحد لكن خلف أبواب مغلقة. ومن المقرر أن يلتقي جانتس بالرئيس ال إسرائيل ي رؤوفين ريفلين لمناقشة المحادثات بشأن تشكيل الحكومة. وقدم نتانياهو مقترحا بالتناوب على منصب رئيس الوزراء بينه وبين خصمه وهو عرض مشابه لما قدمه عقب انتخابات سبتمبر. وقال نتانياهو "سأعمل كرئيس للوزراء في العامين المقبلين وسيكون بيني جانتس نائبا لرئيس الوزراء خلال هذه الفترة". وأضاف "سيتولي جانتس المنصب خلال عامين وستستمر الحكومة لأربع سنوات". ولم تصدر أي مؤشرات بعد على أن غانتس سيوافق على هذا المقترح.