هل انقرضت العبودية؟ كان الاعتقاد السائد أن العبودية انتهت من العالم، ولم يعد لها وجود لكن النظام القطري استطاع إعادة عقارب الزمن إلى الخلف حيث عصور الظلام، عندما كانت العبودية الأكثر شيوعا لسرقة حقوق العمال والمحتاجين في الأرض. "العبودية لا تزال قائمة".. هذا الطرح يمكن اعتباره إجابة على السؤال السابق بالنظر إلى التقارير الدولية التي تصدر من مؤسسات في وزن هيومان رايتس ووتش ومراكز أبحاث أثبتت ممارسة نظام الدوحة لكل أشكال العبودية كأن آخرها وضع العمال الأجانب الذين استجلبهم نظام الحمدين للعمل في منشآت بطولة كأس العالم التي من المفترض أن تستضيفها الدوحة بعد سنتين من الآن، وامتنعت عن دفع رواتبهم رغم العمل في ظروف بيئية صعبة كلفت العمال حياتهم في بعض الأحيان. وتحولت الدوحة إلى أكبر نظام يقف خلف العبودية الحديثة في العالم ، من خلال التنكيل بالعمالة الوافدة وانتهاك حقوقها بشكل شبه يومي . ورصدت هيومان رايتس ووتش - منظمة تعمل في مجال حقوق الإنسان- الانتهاكات المنظمة التي تتعرض لها العمالة الوافدة وأماطت اللثام عن تعرضهم لما يسمى بالسخرة في مشروعات إنشائية متعددة بما فيها تلك الخاصة بكأس العالم 2022. ويعد ملف العمالة الوافدة في قطر أحد أهم الملفات التي كشفت حجم الجرائم التي يرتكبها النظام القطري والتي تصل إلى حد جرائم ضد الإنسانية والعبودية المقنعة، إذ تعد قطر من أسوأ الدول في ملف العمالة الأجنبية، و تعرضت لانتقادات حادة من منظمتي "العمل الدولية" و"العفو الدولية"، فضلا عن منظمة هيومن رايتس ووتش، بسبب ظروف العمل اللا إنسانية التي تعرض لها العمال الأجانب الذين يعملون في منشآت كأس العالم 2022، وتعرض المئات منهم للموت بسبب ظروف العمل غير الإنسانية. ويبدو أن هناك انتباها -هذه الأيام- لما تقوم به قطر حيث تم تأسيس لجنة دولية لمقاضاة الدوحة بشأن العمالة في العاصمة النمساوية فيينا، 11 نوفمبر الماضي، تعني بمقاضاتها في ملف أوضاع العمالة الأجنبية، خاصة في منشآت استضافة الدوحة لنهائيات كأس العالم بعام 2022 واستدعىت قمة جنيف لحقوق الإنسان والديمقراطية قطر لحضور القمة السنوية الثانية عشرة لحقوق الإنسان والديمقراطية، التي ستعقد في جنيف اليوم، لمناقشتها حول استعباد العمال»، في معرض تعليقه على ما نشرته وكالة الأنباء الفرنسية عن منظمة هيومن رايتس ووتش عن تأخر صرف الدوحة رواتب العمال في مشاريع كأس العالم 2022. وتشمل أجندة قمة جنيف لحقوق الإنسان عرض «عبودية كأس العالم في قطر»، ما سيسلط الضوء من جديد على الانتهاكات الفظيعة التي يتعرض لها العمال هناك. ودفعت ظروف العمال منظمة "هيومن رايتس ووتش" لانتقاد تأخر السلطات القطرية في دفع رواتب العمال، وقالت إن كثيراً من الموظفين الإداريين والعمال لم يتسلموا مرتباتهم لأكثر من 5 أشهر، وهاجم نائب مدير قسم الشرق الأوسط بالمنظمة مايكل بيج السلطات القطرية، قائلا: إن الدوحة تهتم بالترويج للإصلاحات الطفيفة في وسائل الإعلام أكثر من إنجاحها". وقدرت صحيفة «الجارديان» وفاة 676 عاملاً نيبالياً، و1345 عاملاً هندياً في قطر في بناء منشآت كأس العالم. وتم وصف الدويلة الخليجية في العديد من المقالات ب "دولة العبودية المروعة (المسماة) قطر"، وهو ما يتفق مع شهادات مراقبين دوليين حول الوضع المأساوى هناك، قائلين "الحكومة القطرية تستغل العمالة ما يرقى إلى العبودية الحديثة، ما قد يعرض فرصتها فى استضافة كأس العالم إلى الخطر و بحسب منظمة العفو الدولية، فإن عشرات الآلاف من عمال جنوب آسيا يرزحون تحت رحمة مديرين مستغلين، ما يجعلهم يتعرضون لخطر الانتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان بما فى ذلك السخرة، وعالمياً، يعرف العمل بالسخرة كشكل من أشكال الرق الحديث، حيث يتم إجبار الشخص على العمل تحت التهديد بالعنف مقابل أجر ضئيل أو دون مقابل». خبراء اعتبروا أن الدوحة استطاعت الفوز بتنظيم كأس العالم عن طريق حملة ضخمة من الرشوة والابتزاز والفساد، ويعمل نحو 2 مليون من العمال المهاجرين فى ظروف مروعة لبناء الهياكل الأساسية اللازمة لاستضافة المونديال، وتشير التقديرات إلى تهديد حوالى 4 آلاف من هؤلاء العمال بالموت بسبب ظروف العمل الخطيرة.