تباينت ردود الفعل بين القوى السياسية والثورية حول تكليف الرئيس مرسي للدكتور هشام قنديل، وزير الموارد المائية السابق فى حكومتى شرف والجنزورى بتشكيل الحكومة الجديدة، وهو الاختيار الذى بدا مخالفا لكل التوقعات. عبدالغفار شكر، وكيل مؤسسي حزب التحالف الشعبي الاشتراكى، أعرب عن مفاجأته بالاختيار، وقال فى تصريحات خاصة ل"بوابة الأهرام": "الوضع الآن هو شعور بخيبة الأمل فنحن أمام علامة استفهام كبيرة، وكل هذا القلق لن يتبدد سوى مع تشكيل الحكومة، وقتها فقط نستطيع أن نحكم ونقيم مبدئيا ما نواجهه، وهل سيثبت رئيس الوزراء المكلف أنه قادر على تشكيل حكومة قوية معبرة عن كل القوى والتيارات وقادرة على أن تلبي احتياجات ومطالب الناس أم لا؟ .. الوقت مازال مبكرا للحكم ". من جانبه أكد الدكتور بدوى خليفة، رئيس المكتب السياسي لحزب العدل، أن الحزب يحترم قرار الرئيس واختياره، الذى لم يتخذه سوى لرؤيته بأنه خيار مناسب وصالح، وأن الحزب لا يقيم الأشخاص بل يقيم أداءهم، خصوصا فى ظل التحديات، التى نواجهها جميعا شعبا ودولة على الرغم من كون التوقعات كانت تميل تجاه اختيار رئيس وزراء بخلفية سياسية إلا أن على الجميع أن ينتظر ليرى تشكيل الحكومة كمؤشر أولى للحكم عليه، بالإضافة إلى أداء رئيس الوزراء وحكومته كى نتمكن من تقييمه والحكم عليه. أعرب رئيس المكتب السياسي لحزب العدل عن أمله أن يتم إعطاء الفرصة للشباب فى الحكومة الجديدة، وأن يتمتع تشكيلها بأغلبية شابة من الشباب كالدول المتقدمة، على أن يكون معيار الاختيار هو الكفاءة والخبرة، وأن يتم تعيين نواب من الشباب لكل وزير لإعداد جيل جديد من الكوادر الشابة يتم الاستفادة منهم، فيما بعد عملا بمبدأ تبادل الخبرات. ولم يتمكن محمد القصاص، المتحدث باسم حزب التيار المصرى وعضو الجبهة الوطنية لاستكمال الثورة من إخفاء تفاجئه بالخبر، لافتا إلى حضوره اجتماع للجبهة مساء أمس، وأن أحدا لم يكن يعلم بالأمر. وأضاف: "فى رأيي الشخصي الاختيار أقل من توقعاتى وكنا نتوقع شخصية ذات ثقل سياسي تطمئن الناس وتمنحهم الثقة"، موضحا أن الجميع كان يتوقع شخصية سياسية كاريزمية قوية ذات ثقل سياسي تشكل حكومة تكنوقراط قوية، معربا عن رأيه بأن مصر لا تحتاج فى تلك المرحلة إلى رئيس وزراء تكنوقراط دون أى خلفية أو رؤية سياسية. وقال محمود عفيفي، مدير المكتب الإعلامى لحركة شباب 6 أبريل جبهة أحمد ماهر أن المفاجأة فى اختيار قنديل ترجع إلى كون اسمه لم يكن مطروحا على الساحة أو فى الترشيحات والاقتراحات، التى تقدمت بها القوى السياسية المختلفة، خصوصا فى ظل عدم توافر معلومات جميع عن خلفيته السياسية وصغر سنه، معربا عن تمنياته له بكل التوفيق فى مهمته الشاقة، مؤكدا على أن الحركة لن تحكم الآن إلا من خلال تقييم أدائه على أرض الواقع، أيا كانت خلفيته وأن المؤشر الأول سيكون تشكيل الحكومة. طالب عفيفي رئيس الوزراء المكلف بالعمل على سرعة تشكيل حكومة متكافئة ومتوازنة يحتل الشباب نسبة عالية من تشكيلها وأن يحدد جدول زمنى واضح لكل الملفات، التى ستعمل عليها الحكومة، على أن يتم إعلان هذا الجدول الزمنى كى تسهل محاسبة الحكومة فيما بعد، وأن يكون الكفاءة والخبرة هما معيار الاختيار الوحيد للوزراء، كما طالب بوضع خطة واتخاذ قرارات سريعة لتلبية احتياجات الناس والاقتراب من المواطنين وحل مشكلاتهم المتعلقة بالخدمات العامة المقدمة من الدولة مثل الكهرباء والمياة والصحة والسلع التموينية وغيرها. من جانبه قال طارق الخولى، المتحدث الإعلامى لحركة شباب 6 أبريل (الجبهة الديمقراطية) أن قنديل شخصية غير معروفة للقوى السياسية، ولم يكن من المرشحين المتوقعين لرئاسة الوزراء، لذا يصعب اتخاذ رد فعل تجاهه، سواء سلبا أو إيجابا والحكم على الأمور وأن رد الفعل الوحيد المناسب هو الترقب، خصوصا فى ظل افتقاد الجميع لمعلومات كافية حول خلفيته السياسية وتاريخه والسعى للبحث فى سيرته الذاتية. أوضح أنه من خلال البحث فى سيرة قنديل الذاتية تبين أنه من المحسوبين على داعمى الإخوان ومحبيهم غير المنتمين للجماعة تنظيميا، فضلا عن كونه شغل منصب وزير الرى فى حكومتى الجنزورى وشرف وما تردد حول كونه كان عضوا فى لجنة السياسات بالحزب الوطنى، وهو ما تسعى الحركة للتأكد من صحته حاليا، لأنه فى حالة ثبوت صحة ذلك فستعتبرها الحركة سقطة من سقطات الرئيس، لذا فلا يوجد أمام الحركة الآن سوى الانتظار حتى التأكد صحة تلك الأقاويل، وهل هى شائعات أم حقيقة وكذلك حتى تشكيل الحكومة وتقييم أدائه الأولى. من جهته أعرب تامر القاضي، المتحدث باسم اتحاد شباب الثورة عن مفاجأته باختيار قنديل رئيسا للوزراء، مشيرا إلى أنه بعيد عن كل التوقعات، معربا عن توقعه بأن يكون رئيس الوزراء المقبل تكنوقراطيا ذا خلفية وثقل سياسي أو العكس على أن يكون الوزراء أنفسهم "تكنوقراط"، بينما يعتبر رئيس الوزراء الحالى "تكنوقراط" مفتقدا لأى خلفية أو ثقل سياسي. وأضاف القاضي: "قنديل متخصص فى ملف حوض النيل وهو ملف مهم لا أحد يستطيع أن ينكر ذلك، لكن مصر فى هذه المرحلة المهمة تحتاج لتخصص أوسع من ذلك -إذا ما قرر رئيس الجمهورية أن يختار متخصصا لهذا المنصب- والرئيس هو من يتحمل مسئولية هذا الاختيار، سواء نجح أو فشل، ولن نقف مع أو ضد حتى نرى التشكيل الوزارى الجديد ونقيم أداء الحكومة حتى ولو اختلفنا على الاختيار وآلياته"، متسائلا عما إذا كان اختيار قنديل يصب فى صالح مشروع النهضة ؟ وهل هذا المشروع واقعى يمكن رؤية نتائج ملموسة له على الأرض؟.