واجهت حكومة الدكتور هشام قنديل فور الإعلان عن تشكيلها النهائي وأدائها اليمين الدستورية أمس انتقادات حادة وهجوما عنيفا من المعارضين للتشكيل في صورته الحالية وخاصة القوي الثورية التي اعتبرتها حكومة لا تعبر عن ثورة25 يناير. أما خبراء العلوم السياسية فرأوا تلك الحكومة غير معبرة عن القوي والأحزاب السياسية الموجودة علي الساحة المصرية مؤكدين أن الوزراء الذين تم الإعلان عنهم لا يملكون رؤي واضحة لإدارة وزاراتهم في تلك المرحلة الحرجة, إضافة إلي كونها حكومة ذات صبغة إسلامية. ورفضت الحركات والائتلافات الثورية تشكيل الحكومة الجديدة ووصفتها بأنها حكومة تقاسم سلطة بين المجلس العسكري والإخوان ولا تمت بصلة لأي حكومة تعبر عن التوافق الوطني أو التكنوقراط. وتوقع عصام الشريف المتحدث الرسمي للجبهة الحرة للتغيير السلمي بأن تقود هذه الحكومة التي وصفها بالمتناقضة في تشكيلها البلاد إلي مشكلات جديدة. من جانبه اعترض محمد عطية المنسق العام لائتلاف ثوار مصر علي تشكيل الحكومة التي استبعدت شباب الثورة من المشاركة وهو ما يؤكد لنا أنها لا تعبر عن الثورة رغم تعهدات الرئيس مرسي بتشكيل حكومة توافق وطني يساهم فيها شباب الثورة والتي أثبتت التجربة أنها كانت مجرد وعود انتخابية حسب قوله. وعلق المهندس أحمد ماهر مؤسس حركة6 إبريل والمنسق العام علي تشكيل الحكومة الحالي قائلا: من حق الرئيس مرسي اختيار قنديل لتشكيل الحكومة واختيار ما يريد من الوزراء فهذا حق طبيعي لرئيس الجمهورية. قال الدكتور حازم حسني أستاذة العلوم السياسية بجامعة القاهرة: إن تشكيل الحكومة الجديد لا يعبر عن تيار إخواني ولا يمثل المجلس العسكري, الأمر الذي يجعل أداء الحكومة باهتا نسبيا وليس له لون واضح. بينما قال الدكتور عماد جاد عضو الهيئة العليا لحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي, إن تشكيل الحكومة جاء وفقا لرؤية الرئيس مرسي وعلي واقع شخصية رئيس الوزراء, وبالتالي فهي حكومة الشخصيات التي وافقت أن تتقلد المناصب دون رؤية واضحة لمهام أي وزارة. وعلي جانب آخر قال الشيخ حافظ سلامة إنه فوجئ بقرار رئيس الجمهورية باختيار الدكتور هشام قنديل لتشكيل حكومة والاختلافات بين الأحزاب علي الحقائب الوزارية وكأنها تركة توارثوها حسب تعبيره. وأضاف سلامة في بيان له اليوم: أن الأنباء التي تناولتها أجهزة الإعلام عن المشاورات بين قيادات كثيرة منها من وافق ومنها من اعتذر نشم منها روائح غير مطمئنة علي سلامة التشكيل الوزاري الجديد خاصة أن الرئيس محمد مرسي اختار الدكتور هشام قنديل وكلفه بتشكيل الوزارة رغم أنه لم يوفر لنا شربة ماء فكيف يخلصنا من فساد دام أكثر من ستين عاما فاقد الشيء لا يعطيه.