الاتجاه الجديد للدولة في الاهتمام بالرياضة وضرورة ممارستها خاصة للأطفال والشباب لم يأت من فراغ، وإنما لما للرياضة من تأثير كبير على صحة الجسد والنفس، فالرياضة ليست نوعا من أنواع الترفيه أو التسلية وإنما يجب أن تكون أسلوب حياة، بحيث يتم أداؤها بشكل يومي لما لها من دور كبير في تخليص الجسم من الطاقة السلبية وتحفيزه على العمل، كما أنها تزيد من القدرة على الفهم والاستيعاب، كل هذا بالإضافة إلى دورها الكبير في الحفاظ على الوزن والصحة العامة. ولأن معظمنا لا يدرك أهمية الرياضة فقد كان لنا هذا الحوار مع خبير التغذية والصحة البدنية أحمد يسري، والذي قرر مؤخرا أن يقدم نصائح يومية للشباب والكبار والأطفال عن أهمية الرياضة ودورها في الحفاظ على الصحة: ما الذي دفعك لتقديم نصائح يومية للشباب عن أهمية ممارسة الرياضة؟ عدة أسباب أهمها اهتمام الدولة بالرياضة وحملات التوعية بممارستها وأنا طالما طالبت بهذا الاهتمام من خلال المحيطين بي، ولكن للأسف ممارسة الرياضة لم تكن من ضمن ثقافة وعادات المصريين اليومية لذا عندما وجدت أن الدولة نفسها بدأت تهتم بها فقررت أن أقوم بدور ولو بسيط من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، والذي من خلاله أستطيع أن أقدم نصائح للشباب والأطفال والكبار عن أهمية ممارسة الرياضة في الحفاظ على صحتهم. هل المصريين بطبعهم شعب كسول؟ للأسف هذا حقيقي بدليل أن مصر تحتل المرتبة الرابعة بنسبة تصل إلى 34% من الشعوب التي تعاني من السمنة على مستوى العالم كله والمشكلة أن تفاقم معدلات السمنة يتناسب طرديا مع التطور التكنولوجى والاعتماد الكلى على الآلة، فضلا عن ثقافتنا الغذائية التى تعتمد فى معظمها على النشويات والكربوهيدرات والدهون فنحن نأكل دون أى وعى بطبيعة أنواع الطعام والسعرات الحرارية التى تحتاجها أجسامنا. معنى هذا أن السمنة مرتبطة بنوعية الطعام فقط؟ لا طبعا هناك أسباب أخرى منها العامل الوراثى حيث ترتبط السمنة هنا بالتاريخ العائلى وضعف معدلات الحرق وكذلك وجود خلل عضوى بالجسم نتيجة اضطرابات الغدد الصماء، بالإضافة إلى العوامل الكيمائية التى تعمل على زيادة احتفاظ الجسم بالماء وتضعف من معدل الأيض مثل أدوية منع الحمل ومضادات الالتهاب التى تحتوى على الكورتيزون. هل النظام الغذائى وحده كفيل بالحفاظ على الوزن أم لابد من الرياضة؟ النظام الغذائى يمثل 80% من الحفاظ على الوزن وال20% الباقيين تكمن فى ممارسة الرياضة. وماذا عن الأشخاص الذين لا تتوافر لهم فرصة الذهاب إلى الجيم؟ ممارسة الرياضة لا تحتاج إلى الجيم، حيث يوجد العديد من التمارين التى يمكن ممارستها فى المنزل وتتناسب مع جميع الأعمار والفئات وأبسط شيء يمكن القيام به هو المشى وأنصح هنا بضرورة الحفاظ على المشى لمدة تتراوح ما بين نصف ساعة إلى ساعة يوميا فى الصباح الباكر، حيث يكون الجسم فى أفضل حالاته ويفضل اختيار مكان مفتوح بعيدا عن زحام السيارات وشرب لتر مياه أثناء المشى. الدراسات الحديثة تقول إن وزن الجسم لم يعد مقياسا لتناسقه .. فماذا عن المقياس الصحيح؟ هناك فرق بين الوصول إلى الوزن المثالى وبين أن شكل الجسم يكون متناسقا، فالجسم يتكون من ثلاثة عناصر وهى الماء والعضلات والدهون ولابد أن يكون هناك تناسب بينهم حتى يكون الشكل العام جيد. هل ترتبط ممارسة الرياضة بالسن الصغير فقط؟ إطلاقا فالإنسان يستطيع أن يبدأ فى ممارسة الرياضة فى أى سن حتى بناء العضلات يمكن أن يبدأ من أى سن وإن كان طبعا يفضل أن نبدأ بها من سن صغير ولكن عامة هناك أنواع كثيرة من الرياضات تناسب كل الأعمار وأيضا لياقة الجسم. معنى هذا أننا لابد أن نحرص على تعليم أطفالنا ضرورة ممارسة الرياضة؟ أنا دائما ما أقول للناس ابنك هو فرصتك الثانية فى أن تصبح بطل لأن نجاحه هو نجاحك ونصيحتى لكل أب أن يبقى دائما قدوة حسنة لأبنائه وأن يعى أن أهمية الرياضة لا تقل إطلاقا عن الدراسة ومن ثم عليه أن يوازى بين الإثنين وعلى كل واحد فينا أن يبدأ يبحث لابنه أو بنته عن اللعبة المناسبة له ابتداء من عمر أربع سنوات وأن يجرب معه كل أنواع الرياضات والألعاب وأن يبدأ معه باللعبة التى تتوافق مع ميوله لأنها هى التى ستصنع منه بطلا، ولكن هذا لن يحدث إلا إذا وجد الأبناء قدوتهم فى الأباء لذا فنصيحتى للأباء خذوا أبناءكم معكم وأنزلوا أجروا أو تمرنوا حتى يكبروا على حب الرياضة وأهميتها فهذا هو السبيل الوحيد الذى يضمن لكم أبناء ناجحين فلو العلم يغذى العقل فالرياضة تبنى الصحة والمستقبل. فى أيام الدراسة معظم الأباء يتكاسلون عن الذهاب بالأبناء للتدريبات.. بماذا تنصحهم؟ بالعكس، نحن لابد أن نولى اهتماما أكبر للرياضة فى الشتاء وأيام الدراسة لأن الرياضة هى التى ستعمل على تقوية جهاز المناعة وتجعل العقل فى حالة يقظة دائمة مما يزيد من قدرته على الاستيعاب وحتى لا نتكاسل فلابد أن نختار مكان تمرين قريب من البيت وأن نحاول قدر الإمكان أن نجعل التمرين فى بداية اليوم وأن نقلل من كميات الوجبات وليس عددها وأن نضع لنفسنا هدف ونختار ممارسة الرياضة التى نحبها. ما هى نصائحك للنظام الغذائى اليومى الذى يضمن الحفاظ على الصحة والوزن؟ أولا لابد من الحفاظ على عدد ساعات النوم بحيث لاتقل عن 6 ولا تزيد عن 8 ساعات والحرص على النوم والاستيقاظ مبكرا وشرب ما بين 2 إلى 3 لتر مياه يوميا وأن يتراوح عدد الوجبات ما بين 4 إلى 5 وجبات يوميا بحيث تكون آخر وجبة قبل النوم ب3 ساعات وتكون خفيفية مثل الزبادى أو جبنة قريش وألا تخلو وجباتنا من خضروات وفواكه وبروتين ومهم جدا التنويه إلى عدم تناول الأكل أثناء مشاهدة التليفزيون حتى لا نأكل زيادة عن حاجتنا دون أن نشعر، ولابد أيضا ونحن نأكل أن نكون في الوضعية السليمة بمعنى أن نكون جالسين والضهر يكون مفرود ولا مانع من الاعتماد على بعض السوائل التى تساعد على الحرق مثل الزنجبيل والقرفة والشاى الأخضر. بعض الناس تطبق أنظمة غذائية خاصة بأصدقائها أو أخذتها من الإنترنت أو البرامج التليفزيونية.. ما رأيك؟ أكبر خطأ، لأن احتياجات كل جسم وحالته الصحية واستعداده للحرق يختلف عن الآخر وبالتالى فكل شخص له النظام الغذائى المناسب له وبالمناسبة الدايت لا يعنى الحرمان التام من الأكل لأن هذا الحرمان سيأتى بنتيجة عكسية مع الوقت وإنما هو الحرص على تناول وجبات صحية متوازنة ولو فى يوم شعرنا بالرغبة فى تناول قطعة بيتزا أو حلوى فلا توجد مشكلة، شرط أن تكون قطعة صغيرة ومرة واحدة فى الأسبوع. هل ممارسة الرياضة تصلح للسيدات أثناء فترة الحمل؟ الرياضة مهمة جدا للسيدات أثناء الحمل وتحديدا بعد مرور الثلاثة أشهر الأولى لو الطبيب سمح بذلك فهى من شأنها ألا تزيد الوزن كما أنها تقى من التعرض لسكر الحمل والتوتر وتسهل عملية الولادة. موضة "السبا" و"المساج" التى أصبحت عروضها تملأ مواقع السوشيال ميديا .. هل حقا تفيد فى الحفاظ على الصحة؟ لو تمت بشكل علمى فهى تعمل على تخفيف آلام المفاصل والتخلص من السموم وتنقية الجلد ومقاومة الأرق وتخفيف التوتر، كما أن للمساج دور فعال فى تعزيز الدورة الدموية ويساعد القلب على ضخ المزيد من الدم؛ ما يؤدى إلى زيادة الأكسجين فى الدم، فضلا عن أنه يضاعف استفادة العضلات من الغذاء.
